الاثنين، 19 مارس 2012

صداقة برسم الانتظار!

صورة

طارق الحميدي -  ربما يتم ذلك على سلم الطائرة او عبر حافلة سريعة في طريق خارجي...واحيانا تكون فترة انتظار بسيطة ؛فرصة لتجذر صداقة من نوع مختلف..!.
 مبتسما  دخل الطائرة؛ يجر على الأرض حقيبته الصغيرة ويبحث عن مقعده يطالع وجوده الجالسين قبل أن يجد مقعده الشاغر ويخاطب الشخص الذي يجلس بجواره «مرحبا انا جنبك».
جلس بجواره وأخذ يضع حقيبته فوق رأسه، وهو يحادثه عن معاناة الدور والدخول إلى الطائرة  قبل أن  يتبادل معه أطراف الحديث دون أن يشعر أن صداقة قد ولدت بينهما.
من عمان إلى اسطنبول وطوال فترة الرحلة التي قضاها أحمد  34 عاما  على متن الطائرة ، كانت كفيلة بميلاد صداقة مرحلية بين الاثنين، بدأت مع جلوسهما بجوار بعضهما البعض وانتهت بانتهاء الرحله.
احمد شاب يعمل في التجارة، شخصيته اجتماعية يهوي الاتصال بالمحيطين به بكل الوسائل ودائما يبحث عن اشخاص يحدثهم ويقضي الوقت معهم حتى ولو لم يكن يعرفهم.
وفي وسط الطريق وبعد انطلاقة الطائرة وتبادل الكثير من الكلام والاحاديث   مع  جاره بالمقعد استدرك احمد قائلا « اخذنا الحديث ولم اتعرف على اسمك انا احمد ذاهب في طريقي الى تركيا للتجارة وانت؟.
وبابتسامة بادره جاره بالجواب:» انا ابراهيم واذهب لمطار اسطنبول ،مسافرا إلى روسيا لاكمال دراستي, فأنا أدرس الطب هناك.
عدد أفراد الأسرة، مكان السكن، الظروف الاجتماعية.. وبعض الاحاديث الاجتماعية و السياسية كانت محور الحديث بين صديقي الطائرة قبل أن تهبط بهما في تركيا ليفترقا عند مكتب الجوازات دون أن يأخذ أحداهما رقم الاخر وكأن العلاقة مقدر لها أن تنتهي مع هبوط الطائرة.
تختلف قدرة البعض في اكتشاف الآخرين وبناء الصداقات معهم وذلك حسب شخصياتهم وتركيبتهم النفسية.
وهناك من يصنع الصداقات في عيادات الاطباء وغرف الانتظار وطوابير الخبز ومواقف الباصات وحتى في محلات البقالة وصالونات الحلاقة.
في حين يعتبر البعض كثيري الحديث في مثل هذه المواقف بأنهم فضوليون وأن الحديث معهم مريب وغير مريح.
يقول محمد سلطان « لا أحب الحديث إلى هذه النوعية من الناس وأشعر بانهم يريدون ان يجبروك على الحديث في مواضيع لا ترغب بها وأنا عادة ما أشكك بنواياهم. وأضاف حتى لو كانت نواياه سليمة فأنا لا احبذ أن يتطفل أحد علي في الشارع ويبدأ يحدثني وكأننا أصدقاء فأنا أخفي الكثير من جواب حياتي حتى عن اقرب الناس لي واحب أن ابقي مساحة الخصوصية في حياتي كبيرة جدا.
وتقول رانيا سكرتيرة أحد الأطباء « الاحظ هذه الفروق الشخصية بين الناس ففي عيادتي هناك من يبني الصداقات مع المراجعين في قاعة الانتظار, وهناك من يجلس لساعات ولا يحدث أحدا.
وأضافت هناك من يبدي انزعاجه في حال تحدث معه أي شخص من الجالسين وهناك من يظهر لهم ذلك في حين هناك من لا يبالي ويستمر في الحديث مع أي شخص يتجاوب معه ولو بخجل.
وبينت أنها تلاحظ أن هناك من يندمجون بالحديث سويا وكأنهم أصدقاء منذ عمر طويل قبل أن يودعوا بعضهم وكأن شيئا لم يكون ليتضح لها أنهم تعرفوا على بعضهم للتو.
من جانبه قال استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجد الدين خمش أن طبيعة الانسان اجتماعي ويحب الحديث مع الاخرين مع وجود فروقات فردية بين الاشخاص.
وبين أن هناك من يحب أن يتعرف على المحيطين به وان ينشغل بالحديث معهم ويكتشفهم ويتحدث اليهم براحة تامة غلا أن هناك من لا يتقبلون مثل هذه السلوكيات ويحرصون على إحاطة نفسهم بالغموض دون الكشف عن ما يدور بخيالهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com