الأربعاء، 21 مارس 2012

فتيات يختبرن الأمومة ويسترجعن تضحيات "ست الحبايب"


ديما محبوبه

عمان- بشق الأنفس يصل الآباء والأمهات بأبنائهم إلى مرحلة يعتمدون بها على أنفسهم، ولن يشعر هؤلاء بتلك التضحيات العظيمة إلا بعد خوض التجربة، وبعد أن تصبح الفتاة أمّا، تتكبد عناء تربية أبنائها، وبعد أن يصبح الابن أباً؛ يتحمل مسؤولية عائلة ويسعى لتوفير حياة كريمة لها.
فليس هناك من شيء يعادل تقدير الوالدين، لاسيما الأم في عيدها تكريما لها. وقد وجدت مجموعة من الفتيات، ممن اختبرن الأمومة حديثا، فرصة في عيد الأم للمعايدة على أمهاتهن، إذ بيّن في قولهن لـ"الغد"، أنهن عرفن قيمة تضحية الأم بعد أن عشن التجربة، حيث تحملن آلام المخاض، وجربن صعوبة تربية الأبناء.
 الثلاثينية علا العزام تقول "ليس أجمل من أمي، ولا أحن منها، وكم أنا متألمة، لأنني لم أكن أعلم مدى حبي لها في صغري، لكن أحمد الله بأنه رزقني طفلين واليوم أنا أم، وأعلم تماما ما عانت أمي، حتى كبرت، وكم من ليلة سهرت لراحتي وتخفيف آلامي".
فالأم هي الوعاء، الذي حمل الكثير، وأتى بالمجتمع إلى الدنيا، برأي العزام التي تؤكد أن الأم هي الصوت الأول، الذي يسمعه الشخص، وأول حضن يحظى به، وهي النموذج الأول الذي يتعرف عليه الشخص، وهي من تشعر به وبآلامه وفرحه.
"لا يمكن أن تعطى الأم حقها، وليس هناك أي لغة ومعان من الممكن، أن ترد لها لو القليل مما فعلته لأجلنا"، وفق قول العشريينة روان الحسن، التي تؤكد بأنها عانت طويلا في حملها الأول وعند ولادتها، كانت تطلب أمها بأعلى صوتها.
وتتابع حديثها "وحين وصلت كانت عبارة أحبك، وأرجو أن تسامحيني على أي تقصير، لقد عانيت الكثير لأجلنا أول ما نطقت به، اعترافاً منها لما قدمته والدتها لأجلها".
وتكمل بأنها عرفت قيمة والدتها عندما أحست بالأوجاع الأولى، ولم تجرب بعد ما يسمى بسهر الليالي، أو لا سمح الله مرض الأطفال، وتعرضهم لارتفاع في درجات الحرارة وغير ذلك.
وبرأي عالم الاجتماع ومدير مركز الثريا للدراسات د. محمد جريبيع، بأن تقدير الأم في عيدها شيء رمزي، لما أعطته وبذلته لأبنائها.
ويركز جريبيع بأن الشخص يعرف قيمة المقابل أكثر وعن قرب عندما يخوض التجربة، وهذا ما يحدث مع الفتيات عندما يصبحن أمهات ويعانين ما كانت تعانيه الأم، ويشعرن بذات المشاعر"، فلا أحد يعلم ما هي هذه المشاعر، إلا عند التجربة الحقيقية"، بحسب ما يقول.
ويقول "عندما يريد الشخص التفكير في أناس يحتلون مكانة في حياته، فلابد أن تحتل الأم الأهمية العظمى من هذا التفكير، فهي التي ضحت بالكثير، لأنها ببساطة لا تكره، ومهما تكن علاقة الشخص بها الآن، فلن يحتاج سوى سبب واحد فقط، حتى يشعر بالامتنان لها، وهو ببساطة أنه الآن موجود".
ويتحدث اختصاصي علم النفس د. محمد الحباشنة عن شعور الأمومة وكيفية اختلاف العلاقة بينها وابنتها، فيقول "هناك الكثير من الفتيات اللواتي يعشن مع أمهاتهن حياة توتر، ومن الممكن الشعور قليلا بالحزن والحياة القاسية، ومنهن من تشعر بالسخط؛ لأن أمها لا تفهمها وخصوصا في مرحلة المراهقة أو عدم قبول بعض الحركات والتصرفات لهن فتكون بعيدة عنهن".
إلا أن كل ما ذكر يتبخر، ولا يكون له وجود بدخول الفتاة مرحلة الخطبة والزواج، ويتبدد تماما عندما تصبح أما، وتدخل بمشاعر الحنين والشوق لجنينها وكيفية الاعتناء به، وانتظاره لينور حياتها، فعندها تتذكر أمها، وتعلم أنها هي من كانت على حق، وتعمل للتفكير في مصلحة ابنتها، وليست من تعاديها أو تعاندها أو تكون بعيدة عنها في أفكارها.
وتقول (أم عون)، وهي أم لثلاثة أبناء "بعد إنجابي ابنتي الأولى، فهمت أخيرا عمق تضحية أمي وحبها لي ولأخي"، مشيرة إلى العديد من الطرق التي يمكن من خلالها احترام "الأم"، وأقلها مكالمة هاتفية، أو بطاقة تهنئة بمناسبة يوم الأم، التي تعتبر مثل ذلك طريقة مثلى لتبجيلها.
وتتفق أمهات على أهمية معاني الحب والحنان والعطف بين الأم والأبناء، لأنها ترقى بالعلاقة إلى السمو والرفعة، فالأم بالنسبة إلى البعض "تظل سرا غامضا يكتنز دفء الحياة بأكملها"، فيما يرى آخرون أن الأم هي "المرفأ الذي يشتاقه جميع من تستهويه نفسه للبحر والسفر".
وتتجمع بالأم مشاعر الخوف والقلق والتوتر الدائم على كل من حولها، وهي تخفي أمورا كثيرة تقلقها.حيث تعتبر التربوية رولا أبو بكر، "أن الأم شعور يتكون في الأنثى منذ صغرها، فهي من تقوم بشراء لعبة تمسكها وتنظفها وتعمل على إطعامها وتجهيزها إلى النوم، فشعور الأمومة موجود وهو بالفطرة داخل الإناث"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com