الأربعاء، 21 مارس 2012

مغتربات يتقن لأحضان الأم في عيدها


عمان- كثيرا ما تعاني الفتيات المغتربات من حنين الشوق والأمل بلقاء أمهاتهن والارتماء في أحضانهن، ويتضاعف هذا الشعور في "عيد الأم".
لا شيء يطفئ ذلك الشوق للأم، بالرغم من أن الشبكة العنكبوتية التي اقتحمت خلال السنوات العشر الاخيرة عالم الاتصال الفعال من خلال برامج "حيوية" مثل "سكايب" وغيره، الذي يتيح التواصل بالصوت والصورة.
وتعبر عن ذلك رهام عبد الحافظ بقولها: "عيد الأم ليس له طعم ولا معنى، بعيدا عن أمي، رغم مكالماتي التي اكررها كل عام لمعايدة أمي، إلا أن غليل الشوق لا تسكته المكالمات".
طبيعة عمل رهام تجعلها لا تستطيع العودة إلى الوطن معايدة والدتها عن قرب، فالإجازة التي تحصل عليها محددة في فترة الصيف، مبينة أنها حاولت لأكثر من مرة هي وزوجها أن تعود أدراجها في عيد الأم، وتحتفل بطقس عائلي بسيط، إلا أن الوقت لم يكن مناسباً وفق طبيعة العمل.
وكذلك الحال للعشرينية ريم توفيق، التي بالرغم من ظروف دراستها بالأردن، إلا أنها تصر على حزم أمتعتها قبل أسبوع واحد من عيد الأم لتكون إلى جانب والدتها، مؤكدة أن هذا اليوم يجب أن تقضيه مع والدتها، وهي اعتادت أن تكون إلى جانبها وتحتفل معها وبها.
ولا يمكن لريم التي اعتادت السفر منذ بداية دراستها، إلا أن تكون في هذا اليوم مع أمها "إذ أسافر لمدة محددة لأعود واستكمل دراستي"، مبينة أنها لا تفتقد والدتها في عيد الأم فقط، بل في كل يوم يمر عليها طوال العام.
المغتربة نرمين علي (28 عاما) التي تستكمل دراساتها العليا في الولايات المتحدة، تعترف ان أصعب الايام، التي تبكي بها بمفردها هو عيد الام، وأيام السنة وتتمنى في كل لحظة وجود والدتها والعودة الى احضانها.
وتقول "أشعر بفراغ كبير يتكرر كل يوم، يزداد في عيد الام، فقد كنت أقضيه برفقه العائلة وبجانب والدتي"، مبينة أنها تشتاق إلى والدتها كونها الابنة الوحيدة بين ثلاثة شباب، مما يجعل العلاقة بينها وبين والدتها كبيرة، إلى حد لا يمكن لها وصفه بالكلمات.
وتبيّن أن اتصالها اليومي بوالدتها لا يعوضها عن العطف والحنان اللذين تفتقدهما، إلا انها تحتفل في هذا اليوم بالاطمئنان على والدتها، وعلى والدها وتخبرهما بشوقها إليهما وأمنياتها، لو استطاعت أن تشاركهما المناسبة بجسدها وروحها، وليس فقط بصوتها عبر الهاتف.
ويرى أستاذ علم الاجتماع المشارك في الجامعة الاردنية الدكتور حسين خزاعي، أن حنين الفتيات المغتربات إلى أمهاتهن طوال أيام السنة أمر طبيعي، ويزداد في عيد الأم بحكم "الاحتفال"، الذي يعمل على تواصل أفراد الأسرة في هذا اليوم، "خاصة لمن هم في الغربة، وحتى الذكور منهم، إلا ان الفتيات يشعرن بالحنين أكثر"، بحسب الخزاعي.
ويبيّن الخزاعي أن وسائل التكنولوجيا لا تغني عن رؤية الأم والجلوس معها، "ويمكن التخفيف من شعور الغربة بالتواصل مع أمهات في نفس في بلاد الغربة ومساندة السيدات الكبيرات، ممن يمثلن مفهوم الام، وهذا له أثر في التخفيف عنهن"، داعيا إلى التواصل عن طريق الهاتف ووسائل التكنولوجيا التي قد لا تعوض وجود الأم، لكنها تفي بالغرض بالاطمئنان على الام والأهل.
ويعتبر اختصاصي علم النفس الدكتور خليل أبو زناد، أن عيد الام بالنسبة للفتيات مناسبة مهمة لتذكر الأهل، خصوصا للفتاة المغتربة أو التي تقطن في بلد آخر بعيدا عن أهلها ووالدتها.
وكنوع من تجاوز الأزمة النفسية وفق ابوزناد، على الفتيات المغتربات إرسال التهاني والهدايا إما بالاتصال بها، لأن الأم عزيزة والفتيات أكثر عاطفة و تأثراً لغياب الأم، مبينا أن الفتاة منذ صغرها أكثر التصاقا بالوالدة، وغيابها يشكّل فجوة بالنسبة لها، مما يعمل على تحريك المشاعر بشكل كبير خلال الأعياد.
وخوفا من الوصول الى مرحلة نفسية سيئة على الفتاة أن تتصل بوالدتها بهذا اليوم كما يشير أبو زناد، وعليها ان تحمد الله على حياة والدتها كون البعض يعاني من حرمان وجود  الوالدة، لأسباب مختلفة منها الموت، "فعليها تجاوز صعوبة الغربة، ومعايدتها على الهاتف وباستخدام مختلف وسائل التكنولوجيا"، وفق قوله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com