الأربعاء، 7 مارس 2012

هــل «الفيس» شعبـي و «تويتـــر» برجــوازي ؟

صورة

اخلاص القاضي - في العالم تصنيفات ومتناقضات مختلفة لكل تصنيف من يحبه او يدافع عنه فمثلا من التصنيفات «مدريد ، برشلونة« ، «شرقي ، غربي« ،» يساري ، يميني« ، «علماني ، ديني« ، الخ ، حتى الشبكة العنكبوتية لم تسلم من تصنيف يعتقد البعض ان به رائحة طبقية او نوعية بين «الفيس» و «تويتر« .
 يلاحظ البعض ان « فيس « ربما يحاكي الطبقة الوسطى في العالم العربي وحتى في العالم اجمع ، فيما يصنف « تويتر « وكأنه للاغنياء او المشاهير او رجال السياسة .
 هذا التصنيف غير المقصود ربما ، اثار العديد من التساؤلات في اوساط المهتمين ، منها : هل حقيقة صنف « فيس / تويتر « على اساس طبقي ، ومن الذي يحدد ذلك ، هل نوعية المشتركين ام مهنهم ام اوضاعهم الاقتصادية ام القواسم المشتركة بين المنتسبين الى هذا او ذاك .
يقر المتخصص في علم الاجتماع الدكتور حسين محادين بان ثمة احساس عام بوجود تمايز واضح بين المشتركين عبر « الفيس « والمشتركين عبر « تويتر « ومن مؤشراته الاحساس بالمكانة الاجتماعية لدى المشتركين عبر « تويتر « وهواحساس داخلي يترجم عبر انتقاء المكان الذي يجمع صاحبه بشركائه ومن يتشاطرون معه بذات المكانة الاجتماعية او المهنية .
 ويسهب انه وبناء عليه فان ثمة احساس ضمني لدى الناس بان الدخول على « التويتر» قد ارتبط بشريحة عليا من اصحاب المناصب والنفوذ ، وما عزز هذا الاحساس الوجود الفعلي للمشاهير والاغنياء ورجال السياسة عليه .
يقول :ان « تويتر « يمتاز بان محتوى التغريدة فيه ، مربوط بعدد محدد من الحروف والكلمات الامر الذي جعل البعض يشعرون بحاجتهم لمهارات خاصة ،- وهذا ما لا يستهوي البعض ممن يرى سهولة في التعاطي مع الفيس - علاوة على ان طبيعة الربط الالكتروني المتوفر في « تويتر « من حيث وحدة الموضوع وعالمية اللغة الثانية غير العربية كلها امور تجعل الناس يشعرون بان اعضاء « تويتر» هم فقط من اصحاب النفوذ والمكانة والقرار .
 ولان المسؤول او المشهور او الشخصية العامة يتجنبون الانتقادات اللاذعة فانهم انتقائيون بكلماتهم وحريصون على قصر الجملة والذهاب مباشرة الى النقطة او الفكرة دون الاسهاب ما يعكس بانهم اشخاص عمليون ولا وقت لديهم لاضاعته على عكس « الفيس « ذو الصبغة الشعبية الذي يتيح الاسهاب بين عدد كبير من الاصدقاء الذين لا ينتمون بالضرورة لذات الشريحة .
 ويرى ان العديد من السياسيين في العالم يركزون على التعاطي مع « تويتر « لانهم يريدون ان يظهروا بمظهر انهم تواصليون ونشطون وموجودون لخدمة الاخرين .
ويعتقد ان اغلب الناس العاديين لا يحبذون التعامل مع « تويتر» رغم انه متاح امامهم ، لانهم يشعرون بان التلقائية او البساطة والاسهاب في الحديث متوافر في « فيس « اكثر من « تويتر» خصوصا « اننا ابناء ثقافة تميل الى الاسهاب مقابل التغريدة التي يفترض انها تتسم بالشمولية ومحدودية عدد الكلمات او الاحرف وامكانية التحامها مع اراء عديدة تتحدث عن موضوع واحد من زوايا وثقافات مختلفة «.
 ويحلل بانه وعلى الرغم من مجانية « تويتر « كما هو الحال مع « الفيس « الا ان شعور الناس وخصوصا من الطبقة المتوسطة بان « تويتر « هو « للنخب فقط « ما يقلل دافعيتهم للاشتراك به ، وخصوصا للمتصالحين مع ذواتهم من الميالين للاعتراف بواقعهم ، بعكس « المتبرزجين « - اي الذين يفتعلون البرجوازية ولو كانت افتراضية وعبر الفضاء - ، قائلا باختصار « الفيس « بسيط وعفوي واكثر شعبية ، فيما « تويتر « يسوده طابع التكلف بحكم طبيعة المنتسبين اليه من رجال السياسة والمال والمشاهير من الذين يخشون بطبيعة الحال الانتقادات ، والتعليقات ، والانفتاح على العوام ، فيلتزمون « بوحدة الاصدقاء الذين يشبهونهم «.
وبحسب اراء على الشبكة العنكبوتية فان « الفيس « اكثر حميمية ويتميز بطابع عاطفي ، غير ان « توتير « متكلف ، وقد استعمله المجتمع الغربي كأغلبية كطريقة تسويقية ، عملية ، تجارية ، علمية ، اكثر منها وسيلة لإنشاء علاقات إجتماعية وتواصل بين المستخدمين كما هو الحال في «الفيــس» 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com