الثلاثاء، 20 مارس 2012

لا حدود في حب الأم..!

صورة

كريمان الكيالي - لو لم يكن يتحدث بملء الفم وعلى الهواء مباشرة ، ربما لم يصدق كثير من المستمعين ، بأن هناك عريسا يصطحب أمه في رحلة شهر العسل . 
 وبرغم مراوغة المذيعة ومحاصرته بالأسئلة وانتقاده مراعاة لمشاعر عروسه ، إلا أن العريس «مهند 30عاما « أصر على صواب ما فعل ، وقال إنه متعلق بوالدته لدرجة يصعب وصفها ، ولايستطيع فراقها برغم أن» رحلة العسل»هذه كانت وبسبب ظروف عمله أقل من أسبوع ، وأضاف أيضا بأن عروسه لم تمانع وكانت مسروره رفقة حماتها ، كما أن مشاعره وحبه الكبير لأمه، لا يلغي محبته لزوجته، ، وزواجه يجب أن لا يكون له تأثير سلبي على علاقته بوالدته.
 لكن المكالمة الهاتفية التي استغرقت بضع دقائق ، خلفت جدلا بين المستمعين ، ومعظمهم استهجن الفكرة برغم التقدير الكبير للأم، قال « رضا «: لانعرف الظروف التي تعيشها أم العريس ، ربما ليس لها سوى هذا الإبن ، لكن فكرة أن تكون الام رفيقة في شهرالعسل أمرغير مقبول ، لأن ذلك سيخلق نفورا مبكرا بين «الكنة والحماة « وكلا الطرفين في غنى .
وأضافت «يسرا» برغم ان مافعله «مهند « تعبير عن حب كبير ووفاء للأم ، لكن لاتوجد زوجة على وجه الأرض ترحب برحلة شهر عسل تشاركها فيها حماتها ، فهذا السلوك بنظر العروس وحتى أهلها مؤشر قوي ومبكرعلى سلطة الحماة من جهة، وعلى العلاقة المشحونة التي ستكون بين «الأم والزوجة « من جهة أخرى.
وتساءلت « لبنى « ترى هل قام العريس بمشورة عروسه قبل أن يصطحب أمه ؟ وهل يوافق أي عريس أن تدعو زوجته أمها – حماته - لمرافقته في شهر العسل ؟ لا أعتقد ذلك!!
 صورة أخرى في حب الأم ، يجسدها «كريم 35عاما» ، الذي لم يجد وسيلة يبث فيها حزنه في الذكرى الأولى لوفاة أمه ، إلا ان يرسل عبر موبايله «مسج « تقطر حزنا وأسى للعديد من الأقرباء والأصدقاء ، يطلب منهم الدعاء لها بالمغفرة والرحمة ، حتى أن كثيرين ممن وصلتهم الرسالة وقرأوها ذرفوا الدموع من شدة التأثر ، فاتصلوا به مواسين ومعزين للمرة الثانية.
ويقول : تعلقي بها غير عادي ، ربما لأنني الأصغر بين إخوتي ، حتى بعد أن تزوجت وأنجبت، مشاعري تجاهها تعززت أكثر، صارت أعمق ، شعرت بها أكثر، اخترت أن أسكن بقربها ، وباستثناء سفري خارج البلاد أحيانا بسبب ظروف العمل ، كان لا يمضي يوم لا أراها فيه ، لكن ذلك لم يضايق زوجتي ، بل عزز من علاقة الإثنتين ، كانتا أشبه بصديقتين برغم فارق العمر الكبير بينهما..
 وبرغم أن أمي كانت مريضة منذ فترة طويلة يضيف «كريم ، لم اتخيل في يوم من الأيام أن أفقدها، مرعام على رحيلها وأنا اشعر بحياتي بعدها لا تطاق أبدا ، لا أصدق أنها ماتت ، ماتزال تعيش بيننا ، ومن قال بأن الأم تموت.!!َ.
 لاتختلف مشاعر « سلوى 45عاما» عن «كريم « على الاطلاق، فحبها لأمها التي رحلت منذ عشرة أعوام لم يتغير، فهي ماتزال أسيرة الذكريات وتقول..علاقتي بأمي كانت متميزة إلى حد بعيد ، لم أكن أكبر إخوتي ، لكني كنت الأقرب ، ظروف مختلفة قربتني من أمي أكثر، وفاة والدي وزواج شقيقاتي ، بقائي وحدي معها في البيت ، كل ذلك وطد من علاقتنا ، كنا نسيج جميل ومتين من ألفة يصعب وصفها ، لم أتخيل في يوم من الأيام أن تموت وتتركني وحيدة في هذه الدنيا.. 
وتضيف..حتى عندما تزوجت ، لم تتغير علاقتي بها ، كنت أزورها كل يوم أو تأتي هي ، المهم أن نكون معا ، لا أنكر أن هذا الاهتمام والعاطفة الكبيرة كانت تضايق زوجي ، لكني كنت أتجاهل ذلك، فهي عندي الأهم، 
، لا أبالغ اذا قلت أن رحيلها أحدث شرخا كبيرا في حياتي ، لاأشعر بان هناك من يحبني بعدها ، بوفاتها ماتت كل الأشياء الحلوة ، فهي ماتزال تستوطن كياني ، تعيش داخلي ، ومن قال إنها رحلت ، لقد غابت بالجسد فقط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com