الثلاثاء، 20 مارس 2012

إرتفاع الدهون الثلاثية .. هناك إضطراب ما في الجسم!

صورة

تتيانا الكور - يعتبر إرتفاع الدهون الثلاثية، أو المشار إليه طبيا بإسم ثلاثي غليسريد الدم، من الحالات الشائعة في مجتمعنا، ويمكن أن يحدث هذا الإرتفاع نتيجة إرتفاع في مستوى كوليسترول الدم، أو نتيجة إضطراب ما في الجسم. 
تخزن الدهون الثلاثية في الجسم في الخلايا الدهنية، ولا تؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية بصورة مباشرة كما هو الحال مع إرتفاع كوليسترول الدم، ولكن هناك بعض حاملات الدهون في الدم التي تكون غنية بالكوليسترول مع الدهون الثلاثية وهي التي تسبب انسداد الأوعية الدموية. كما أن ارتفاع الدهون الثلاثية عادة ما يصاحب انخفاض مستويات الكوليسترول النافع، ويصاحب إرتفاع السكر في الدم، خاصة لدى المصابين بالسكري، والذي بدوره يؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية.



 تشخيص الإرتفاع في الدهون

تقترن مرحلة تشخيص إرتفاع الدهون الثلاثية من خلال إجراء فحص مختبري لعينة من الدم، ويظهر الإرتفاع عندما يكون مستوى الدهون في الدم أعلى من 150 ميلليغرام لكل ديسيليتر. وعادة ما يؤدي إرتفاع الدهون الثلاثية لأكثر من 1000 ميلليغرام لكل ديسيليتر إلى إلتهاب في البنكرياس، إضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

كيف ترتفع الدهون الثلاثية؟ 
ترتفع الدهون الثلاثية نتيجة عوامل عدة، من أهمها: 
- وجود عامل وراثي أو إضطراب عائلي يتمثل في وجود عيوب أو غياب في بروتين دهني يختص بالدهون الثلاثية.
- إتباع أنماط حياة غير صحية تقترن بزيادة الوزن وقلة النشاط البدني.
- تناول أطعمة غنية بالدهون المشبعة غير الصحية ؛الموجودة في كل من لية الخاروف وجلد اللحوم، والزبدة، والسمنة، والوجبات السريعة، والمنتجات المصنعة .
- استهلاك كميات كبيرة من السكريات، أو الكحول، أو إستخدام منتجات التبغ، بما فيها تدخين السجائر والأرجيلة. 

 الادوية
هنالك بعض الحالات المرضية التي قد تتسبب في إرتفاع مستوى الدهون الثلاثية، مثل إرتفاع مستوى السكر في الدم ومتلازمة الأيض المقرونة بإرتفاع ضغط الدم، والبدانة وإرتفاع مستوى هرمون الأنسولين.
 إضافة إلى ذلك، تتسبب بعض الأدوية في التأثير على مستوى الدهون الثلاثية في الدم، مثل أدوية الهرمونات كالأستروجين والأندروجين، بعض أدوية السكري، بعض المضادات الحيوية، بعض مدرات البول، وبعض أدوية القلب، وأدوية علاج نقص المناعة المكتسبة.
وتعتبر عملية معرفة سبب إرتفاع الدهون الثلاثية جزء لا يتجزأ من الوقاية من الإرتفاع غير الصحي، وأيضا من العلاج، خاصة إذا استدعت الحالة الصحية تناول أدوية قد تتسبب بدورها في رفع مستوى الدهون الثلاثية في الدم.

 علاقة التغذية 
بإرتفاع الدهون الثلاثية
تشير الأبحاث والتجارب السريرية في هذا المجال بأن خفض وزن الجسم عن طريق إتباع نظام غذائي غني بالألياف الغذائية وقليل في الدهون المشبعة واستبدالها بالدهون الصحية (كالطحينية وزيت الزيتون والزيتون والأفوكادو وبذر الكتان والمكسرات مثل الجوز واللوزوالفستق) قد يكون علاجا فعالا لمثل هذه الحالة. 
ويتسم النظام الغذائي الطبي لحالة إرتفاع الدهون الثلاثية بسمات أربعة تتلخص بفقدان الوزن الزائد بطريقة صحية، الإعتماد على وجبات غنية بالأحماض الدهنية الثلاثية والأطعمة النباتية، الإكثار من المواد المضادة للأكسدة، وتجنب تناول الكحول. 

علاقة وزن الجسم 
تقلل عملية فقدان الوزن بطريقة صحية من إرتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم إذ تشير الدراسات في العقد الأخير إلى أن نسبة فقدان 10% من وزن الجسم على مدار أشهر تؤدي إلى تحسين مستوى الدهون الثلاثية في الدم، بيد أن فقدان الوزن السريع بمعدل سريع خلال أسابيع معدودة يؤدي إلى تفاقم الحالة، فليس المهم هو الإستعجال في خفض وزن الجسم وإنما هو مراعاة التوازن الغذائي والصحي لظروف هذه الحالة.

تأثير نوعية الوجبات المتناولة
يقترن تناول وجبات غنية بالأحماض الدهنية الثلاية والأطعمة النباتية بخفض مستوى الدهون الثلاثية بصورة فعالة إذ تشير التجارب السريرية بأن تناول عدة وجبات نباتية خلال الأسبوع يساهم في الوقاية وفي علاج حالة إرتفاع الدهون الثلاثية وذلك لما توفره هذه الوجبات من ألياف غذائية. وتؤكد التوصيات ضرورة تناول 10 إلى 25 غرام من الألياف الغذائية الذائبة في الماء يوميا والتي يتصدرها رقائق الشوفان بمعدل 2 ملعقة طعام يوميا. كما وتتوفر الألياف الذائبة في الماء في بعض أنواع الفواكه، خاصة التفاح الذي يحتوي على مادة البكتين.
إضافة إلى الألياف، تشكل الوجبات النباتية مصدرا للدهون الصحية خاصة تلك غير المشبعة، مثل تناول المصادر الغنية بالأحماض الدهنية الثلاثية كالجوز والأفوكادو، وتناول مصادر غنية بحمض الألفا لينولييك، مثل تناول ملعقة طعام من زيت الجوز يوميا، أو ملعقة طعام من بزر الكتان المطحون، أو ملعقة صغيرة من زيت بزر الكتان. 
 ولا سيما نحن بإنتظار العديد من نتائج التجارب السريرية العالمية التي تتناول تأثير خفض الدهون المشبعة في مثل هذه الحالة إذ أشارت الدراسات الأولية إلى دور خفض الدهون المشبعة واستبدالها بالدهون الصحية في التأثير على مستويات الدهون في دمنا، خاصة الدهون الثلاثية، إضافة إلى خفض مقاومة جسمنا لهرمون الأنسولين مقارنة مع الأنظمة الغنية بالدهون والقائمة على تناول اللحوم بكثرة.

دور الأحماض الدهنية الثلاثية في خفض المستويات المرتفعة
تظهر الدراسات الحالية إلى أن تناول الأحماض الدهنية الثلاثية يخفض من مستوى الدهون الثلاثية في دمنا بنسبة ملحوظة قد تتجاوز نسبة 50% لدى البعض، إضافة إلى أن تناولها يرفع من مستوى الكوليسترول الجيد، ولكنه لا يؤثر على مستوى الكوليسترول الضار.
ويعتبر بذر الكتان من أغنى المصادر الغذائية بالأحماض الدهنية الثلاثية الضرورية لصحة ذاكرتنا وإعتدال مزاجنا وصحة الشرايين والأوعية الدموية، ولدعم جهازنا المناعي. وتحتوي ملعقة الطعام من بذر الكتان المطحون على 37 سعر حراري وعلى 2 غرام من الألياف الغذائية التي عادة ما تساهم في خفض حدة وأعراض الإمساك.
وينبغي أن نتناول بذر الكتان بإعتدال وبمعدل 2 ملعقة طعام يوميا فقط من دون الإكثار من تناوله لأن بذر الكتان قد يتعارض مع بعض الأدوية، مثل مميعات الدم. لذا فإننا ننصح مراعاة الحذر في تناوله لدى من يتلقى أو تتلقى علاجات تعنى بمنع تجلط الدم، مثل الأسبيرين والهيبارين أو الكومادين (الوارفارين). وعادة ما ننصح بعدم تناوله قبل الخضوع لأية عملية جراحية لأنه قد يزيد من فرصة النزيف.
وإلى جانب بذر الكتان، يمكننا تناول مصادر غذائية أخرى غنية بالأحماض الدهنية الثلاثية، مثل تناول مقدار 120 غم (أو ما يعادل قطعة بحجم كفة اليد) من السمك مرتين في الأسبوع، خاصة السمك الدهني كالسلمون، والتونا، والسردين، وتناول المصادر النباتية الغنية بحمض الألفا لينولييك، مثل تناول ملعقة طعام من زيت الجوز يوميا، أو حبة أفوكادو، أو تناول ما يعادل 10 إلى 20 حبة مكسرات من اللوز والجوز والفول السوداني يوميا، والتي بدورها قد ترفع من مستويات الكوليسترول النافع. 

 المواد المضادة للأكسدة
تتوفر المواد المضادة للأكسدة في الخضار والفواكه بكافة أنواعها وألوانها. وتشير الأدلة العلمية إلى أن تناول هذه المواد بصورة يومية يقلل من التلف والتعديلات على البروتينات الشحمية الضرورية للحفاظ على مستوى الدهون الثلاثية الصحي. وعادة ما تحدث عملية الأكسدة من خلال تناولنا للدهون المشبعة ولإتباعنا لنظام حياتي غير صحي.
وهنالك من يقوم بنصيحة المصاب أو المصابة بإرتفاع في الدهون الثلاثية بتناول بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على مواد مضادة للأكسدة وبتراكيز كبيرة، بيد أن عملية تناول أي مكمل غذائي يجب أن تتم تحت إشراف طبي وغذائي نظرا لما قد تحدثه من مضاعفات صحية غير مرغوبة. وتشير الأدلة الحديثة إلى أن الغذاء المتوازن يضمن آلية إمتصاص جسمنا من المواد المضادة للأكسدة بصورة أفضل، كما ويضمن تكاملية العناصر الغذائية بما فيها الفيتامينات، والألياف الغذائية، والدهون الصحية. وتعتبر هذه التكاملية ضرورية للحفاظ على مستويات صحية للدهون الثلاثية في دمنا.

الأهداف الغذائية والطبية
ولعلنا نهدف طبيا إلى خفض مستوى الدهون الثلاثية في الدم إلى أقل من 150 ميلليغرام لكل ديسيليتر. أما إذا إرتفع مستوى الدهون الثلاثية إلى أعلى من 150 ميلليغرام لكل ديسيليتر، فإننا ننصح بتعديل نمط الحياة والنظام الغذائي، مع مراعاة التدخل الطبي بالأدوية تحت إشراف الطبيب المختص في بعض الحالات. 

 خطوات وقائية 
من إرتفاع الدهون الثلاثية
يكمن مفتاح الوقاية من إرتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الحفاظ على وزن صحي مع تناولنا لوجبات منتظمة ومنوعة تحتوي على أنواع مختلفة من العناصر الغذائية، ومصادر مختلفة من الغذاء، إضافة إلى تناول وجبات خفيفة خلال اليوم تشمل المجموعات الغذائية بانواعها المختلفة من منتجات الحبوب والخبز المدعم والشوفان، الخضار، الفواكه، الألبان، البروتين الصحي مثل السمك والدجاج والبقوليات مثل فول الصويا، والدهن الصحي مثل المكسرات وزيت الزيتون وبذر الكتان.

تشير الأبحاث والتجارب السريرية ، بأن خفض وزن الجسم عن طريق إتباع نظام غذائي غني بالألياف الغذائية وقليل في الدهون المشبعة واستبدالها بالدهون الصحية ،كالطحينية وزيت الزيتون والزيتون والأفوكادو وبذر الكتان والمكسرات مثل الجوز واللوزوالفستق، قد يكون علاجا فعالا لمثل هذه الحالة. 
ويتسم النظام الغذائي الطبي لحالة إرتفاع الدهون الثلاثية بسمات أربعة تتلخص:
 فقدان الوزن الزائد بطريقة صحيةو الإعتماد على وجبات غنية بالأحماض الدهنية الثلاثية والأطعمة النباتية، الإكثار من المواد المضادة للأكسدة، وتجنب تناول الكحول.

ريؤ المواد المضادة للأكسدة

تتوفر المواد المضادة للأكسدة في الخضار والفواكه بكافة أنواعها وألوانها. وتشير الأدلة العلمية إلى أن تناول هذه المواد بصورة يومية يقلل من التلف والتعديلات على البروتينات الشحمية الضرورية للحفاظ على مستوى الدهون الثلاثية الصحي. وعادة ما تحدث عملية الأكسدة من خلال تناولنا للدهون المشبعة ولإتباعنا لنظام حياتي غير صحي.
وهنالك من يقوم بنصيحة المصاب أو المصابة بإرتفاع في الدهون الثلاثية بتناول بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على مواد مضادة للأكسدة وبتراكيز كبيرة، بيد أن عملية تناول أي مكمل غذائي يجب أن تتم تحت إشراف طبي وغذائي نظرا لما قد تحدثه من مضاعفات صحية غير مرغوبة. وتشير الأدلة الحديثة إلى أن الغذاء المتوازن يضمن آلية إمتصاص جسمنا من المواد المضادة للأكسدة بصورة أفضل، كما ويضمن تكاملية العناصر الغذائية بما فيها الفيتامينات، والألياف الغذائية، والدهون الصحية. وتعتبر هذه التكاملية ضرورية للحفاظ على مستويات صحية للدهون الثلاثية في دمنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com