السبت، 17 مارس 2012

شركات الإنتاج وصناعة النجوم في الساحة الفنية

صورة 

راج في السنوات الأخيرة استخدام عبارة «صناعة النجوم» على الساحة الفنية في الوطن العربي، وفي لبنان غالبا ما تُنسب هذه العبارة إلى المخرج سيمون أسمر، الذي يعتبر صانع النجوم الأول، ولذلك نحن نسمع معظم الفنانين الذين أسهم في صناعة نجوميتهم ينادونه بـ«الأستاذ».
إلى سيمون أسمر، يعتبر المنتج علي المولى هو المسؤول عن صناعة نجومية كاظم الساهر وصابر الرباعي، وعلى الرغم من أنه لا يحبّ عبارة «صناعة نجم» ولكنه يقول – بحسب صحيفة الشرق الاوسط - : «يحتاج الفنان إلى مؤسسة كبيرة والكثير من العمل لكي ينجح، ولذلك فإن صناعة النجم صعبة جدا، وقلائل جدا هم الذين يصنعون نجوما في الوطن العربي. 
في السابق كان هناك سيمون أسمر، الذي كان يقف وراءه تلفزيون يساعده، ومن بعده أتيت أنا بمنطق تبني الفنان من الألف إلى الياء، من خلال تركيز تفكيري عليه، تسخير إدارتي الفنية وعلاقاتي لخدمته، دون إغفال دور الإعلام، كما أنني أهتم بشكله، ملابسه، أغنياته، معاملته، حضوره وطريقة وقوفه على المسرح.. وقلائل جدا هم الذين يفعلون ذلك. ولكنني لست سوى وسيلة، لأن الفنان الذي لا يملك الصوت الجميل، الإحساس العالي، الأداء الجيّد، الحضور والكاريزما لا يمكن أن يظهر أبدا. بالنسبة إلى صابر الرباعي، فهو كان معروفا في تونس قبل أن أتعامل معه، ومعي أصبح نجما عربيا، أما كاظم الساهر فلم يكن معروفا أبدا لأنه كان يغني في أماكن عادية جدا، ومعي أصبح نجما ولكنني لم أكمل معه، لأن هناك من لا يحب أن يرى شخصين متفقين و(فهمك كفاية)، وأنا لم أكن قد وقعت معه عقد احتكار وحصل ما حصل. وعما إذا كان يخاف أن تتكرر تجربة كاظم مع صابر، قال: «العقد الفني الموقّع بيني وبينه انتهت صلاحيته منذ عام 2001. نحن معا منذ 14 عاما وما يجمع بيننا اتفاق كلام وثقة، لأن صابر على قناعة تامة بأنه الفنان، وبأن علي المولى هو الإدارة التي توصله بطريقة صحيحة، فأنا أرفض الكثير من العروض ولا أقبل إلا بالمكان (الصحّ)، حتى الحفلات الخاصة، إذا لم تكن عائلية، فإنني لا أقبلها».
المولى الذي يكتفي حاليا بالتعامل مع ثلاثة فنانين، هم، بالإضافة إلى صابر الرباعي، سعد رمضان وحسنا، يقول: «النجم لا يُصنع خلال يوم وليلة، وهؤلاء يحتاجون إلى دعم ثلاث شركات، في حين أن شركة (روتانا) ليس لها أي دور في صناعة نجم واحد. ولو أنني لا أتوقع لسعد رمضان نجومية بحجم نجومية صابر الرباعي وكاظم الساهر لما كنت تعاملت معه. هو لم يحظ بالدعم بعد تخرجه في برنامج (ستار أكاديمي)، ومن ثم اشتغل مع أمين ابي ياغي، لكن الأخير (مش فاضيلو)، وبعد أن تبنيته فنيا أنتجت له أربع أغنيات، وكنت بصدد طرح ألبوم كامل له، ولكنني أرجأته بسبب الثورات العربية، لأنني لا أريد أن (أحرقه)، أما الفنانة حسنا فهي معروفة في المغرب العربي، ولقد أنتجت لها ألبوما تعذر أيضا طرحه بسبب الثورات، التي أجلست حتى كبار النجوم في بيوتهم».
وفي المقابل، يبدو المولى حاسما في موقفه بأن جيجي لامارا لم يصنع نجومية نانسي عجرم: «هو ساعد نانسي ولكنه لم يصنعها، لأنها تخرجت في برنامج فني وكانت معروفة عند 10 في المائة من الجمهور العربي، ومن ثم تبناها عصام زغيب، وعندما تعاون جيجي مع محمود موسى على أغنية (أخاصمك آه) كنت شاهدا وشجعته وبعد أن تم عرضها على قناة (ميلودي) حلقت نانسي ومعها حلّقت (ميلودي). إنه الحظ، وأيضا نانسي مطربة مهمة، ولكن صناعة النجم لا تكون بهذه الطريقة، وإلا لماذا نجحت نانسي ولم ينجح شقيقها!!».
من ناحية أخرى، لا يرى المولى أن شريف صبري هو الذي صنع نجومية روبي: «لا يوجد في الوطن العربي شخص أسهم بصناعة أي نجم، وروبي ليست نجمة». أما عن تجربة نصر محروس مع تامر حسني وشيرين عبد الوهاب، فيقول: «أنا أشهد لهذه التجربة لأن تامر وشيرين سيستمران».
وهل يقصد أن تجربة صناعة النجوم في الوطن العربي تنحصر فيه وفي نصر محروس؟ يجيب: «نحن مجرد وسيلة، ومن يصنع هو رب العالمين. هناك فنانون يملكون أجمل الأصوات والأداء والحضور، ولكنهم (بلا مخ)، ولذلك لن يصلوا أبدا، وهناك فنانون يستحقون أن يكونوا نجوما أوائل في الوطن العربي ولكن حظهم عاطل، وأنا أتأسف مثلا لأن معين شريف ليس نجما أول في الوطن العربي، لأنه أهم صوت فيه، وبصراحة لقد حاولت أن أتعامل معه، ثلاث مرات، ولكننا لم نتفق، لأنه مطلوب من الفنان أن يفهم الكلمة ويسمعها».
أما الفنان روميو لحود فكان له دور باكتشاف ودعم الكثير من المواهب، من بينها الفنانة سلوى القطريب، فيفرق بين الشخص الذي يملك موهبة اكتشاف المواهب ومن لا يملك هذه الموهبة.. «الأول يملك الإحساس والعين التي تستطيع أن ترى أن هذا الشخص يمكن أن يصبح فنانا لامعا وأن يصل إلى الناس، وأنا نجحت في هذه المهمة مع 90 في المائة من الأشخاص الذين تعاملت معهم. بالنسبة إلى سلوى القطريب، فأنا اكتشفتها عندما كانت على مقاعد الدراسة، والمرة الأولى التي سمعتها تغني فيها كانت في البيت عن طريق شقيقتها ألكسندرا. يومها غنّت (أوعدك) للفنانة الراحلة سعاد محمد، ولكن خجلا شديدا سيّطر عليها وبعد 5 دقائق تحولت إلى شخص آخر وانتقلت إلى عالم آخر وكأننا غير موجودين بالنسبة إليها. عندها أدركت أنني اكتشفت موهبة كبيرة. صحيح أن هناك كثيرين غيرها يملكون أصواتا جميلا، ولكن ينقصهم الحضور، كما أنها كانت تملك أخلاقا عالية وجدية في العمل».
عندما يُسأل لحود لماذا أعطى سلوى القطريب ما لم يعطه لسواها من الفنانين الذين اكتشفهم، يقول: «سلوى كانت تعطيني أيضا، فهي أولا كانت تغني، اللبناني البلدي، البدوي والطرب، وثانيا لو أنني تعرفت على فنانة أخرى مثلها أو أحسن منها لكنت تعاملت معها».
لحود، الذي اكتشف نجوما في الكتابة والفن والرقص والموسيقى، يقول: «هناك كركلا، وليد غلمية، جوزف عازار، سمير يزبك، عصام رجي، إيلي شويري، عبدو ياغي، وكلهم كانوا نجوم صف أول في زمنهم، وانطلاقتهم كانت من عندي، وأنا قدمت لهم الدعم وساندتهم بكل قوتي، لأنني وجدت أنهم يستحقون ذلك، وهم بدورهم نجحوا واستمروا». أما عن السبب الذي يحول دون دعمه لأصوات جديدة، يوضح لحود: «قبل الحرب لم يكن يوجد في لبنان سوى تلفزيون واحد، وبعدها فرّخت التلفزيونات، مثل الفاصوليا، ومن ثم انتشرت الفضائيات، وكل محطة تحاول أن تدعم فنانيها. فمثلا محطة (روتانا) احتكرت معظم الفنانين، وهي تدفع المال من أجل إيصالهم، عبر الأغنيات، الكليبات والإعلانات والمقابلات التلفزيونية، وربما هي بذلك تستطيع أن تجعلهم مشهورين ولكنها لا يمكن أن تصنع منهم نجوما، لأنها وبمجرد أن توقف الدعم المادي عنهم سوف يرحلون جميعا. في الفترة المقبلة أفكر بدعم الين لحود، ليس لأنها ابنة أخي، ولكن لأنها تستحق الدعم، وتملك موهبة كبيرة، وسوف أقدمها في الفترة المقبلة من خلال مسرح جديد».
بالنسبة إلى مجال التمثيل، برز في الفترة الأخيرة عدد من الممثلين يجمع بينهم تعاملهم مع المنتج مروان حداد، وهو على الرغم من تحفظه على كلمة «صناعة نجم»، فإنه يرى أن المنتج يلعب دورا كبير في هذه الصناعة.. «المنتج هو الذي يمنح الممثل الفرصة، وعندما ينجح ويثبت نفسه، يبدأ بالتخطيط والبناء لكي يحوّله من ممثل عادي إلى نجم. لقد ولى الزمن الذي يستطيع فيه الفنان، مهما كان المجال الذي يعمل فيه، أن يصل بمفرده، وإذا لم تقف وراءه شركة إنتاج أو منتج قوي، فلن يصل إلى أي مكان، لأن المنافسة قوية جدا، ويوجد عدد كبير من الفنانين يتمتعون بمواهب كبيرة ومتساوية، ويملكون المواصفات والظروف نفسها، ولا ينقصهم سوى من يضعهم في الواجهة ويقدمهم بالشكل الناسب، خاصة أن الفنان لا يستطيع أن يرى نفسه كما يراه الآخر. وفي لبنان، بدأوا أخيرا يعرفون ما معنى منتج، بعدما كانوا يعتقدون أن دوره يقتصر على التمويل، وهذا في الحقيقة ليس سوى جزء ثانوي من عمله، الذي هو في الواقع أهم من ذلك بكثير. أنا مثلا عندما أعطيت الفنان زياد برجي فرصة للتمثيل، كنت أتابعه منذ فترة بعيدة، أراقب أداءه وحديثه وكنت أشعر أنه كتلة من الإحساس، ولا بد أن يحقق النجاح إذا خاض تجربة التمثيل، وعندما توفر الدور المناسب له، اتصلت به، وهو اليوم في رأيي نجم تمثيلي أكثر مما هو نجم غنائي، وإذا تفرغ للتمثيل فلا شك أنه سينافس كبار نجوم التمثيل».
ولأن وظيفته هي تحويل شخص غير معروف إلى نجم يفضل حداد التعامل مع الوجوه الجديدة.. «يكفي أن أشركه في مسلسل قوي ومنفـّذ بطريقة جيدة، ليصبح معروفا عند عرضه. التعامل مع الوجوه الجديدة أسهل بكثير من التعامل مع نجوم معروفين لأنهم (ما بيكونوا علموهن غلط). أهم شيء بالنسبة للفنان أن تظل قدماه ثابتتين على الأرض، وبمجرد أن يضرب الـ(igo) عنده ينتهي. المشكلة أن هناك أشخاصا لا يمكن التصفيق لهم أو حتى القول لهم (برافو)، فبمجرد أن يسمعوا هذه الكلمة (يضيعون)».
ويعتبر حداد أن يوسف الخال هو النجم الأول في لبنان، أما الفتيات النجمات فهن كثيرات، كما يؤكد أن 70 في المائة من الفنانين الذين اكتشفهم أوفياء له.. «هم كذلك لأن لهم مصلحة معي وليس لأنهم يحبونني، وأنا أيضا يمكن أن أحب فنانا على المستوى الشخصي، ولكننني لا أرتاح للتعامل معه فنيا، أي أن المصلحة بين المنتج والفنان متبادلة» 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com