الثلاثاء، 6 مارس 2012

الحب عمرة 3سنوات فقط..


عمون - رغم دوران العالم الغربي المتقدم في حلقة جهنمية من إيقاع الحياة السريع التي يخيل إليك أنها لا تتوقف أبدا عن الحركة، إلا أن هذا لا يمنع أن حالة الإحساس بالمشاعر العاطفية التي يطلقون عليها "الحب" يتساوى فيها جميع أفراد البشر ،سواء كانوا من دول العالم الأول أو حتى من دول العالم الرابع، فالإنسان بطبيعته كائن رومانسي يشعر ويحب ويكره.

وتعكس دراسة أجرتها طبيبة فرنسية متخصصة فى علم الأعصاب هذه الحالة من الاحتياج للمشاعر العاطفية، حيث توصلت من خلال دراسة ميدانية إلى نتيجة تقول أن الشعور بالحب لا يدوم أكثر من ثلاث سنوات، وأن تسارع دقات القلب والإحساس بالتحليق عاليا في السماء وما يصاحبه من سعادة لا توصف ليست سوى أعراض جسدية ونفسية طبيعية ناتجة عن زيادة في إفراز بعض هرمونات المخ، والتي تخف مع الزمن لتصاب العلاقة بالفتور وتبدأ مواويل الملل واكتشاف العيوب والندم أيضا.

حب بالعقل..!

وتقول الدكتورة لوسي فانسون، المتخصصة في طب الأعصاب والبيولوجيا والباحثة بالمركز الفرنسي للبحث العلمي، في كتابها الذي يحمل عنوان "كيف يحدث الحب"، إن الحب ليس سوى نتيجة لإفراز كوكتيل من الهرمونات العصبية التي تجعلنا نشعر بتلك الخفة والسعادة وهي هرمونات "الفيرومون , والدوبامين , والاندروفين , والأوسيتوسين", والتي تجتمع كلها لهدف بيولوجي يدخل في إطار السعي إلى البقاء.

وتعتقد الدكتورة لوسي أن المخ هو المتحكم الرئيسي في الحب , لكن مفعول هذا الكوكتيل السحري لا يستمر فترة طويلة , بل يعيش فترة محددة تختلف من شخص إلى آخر , لكنها لا تتعدى الثلاث السنوات في أحسن الحالات , حيث يخف إفراز هذه الهرمونات شيئا فشيئا.

وفي لقاء أجرته معها مجلة ( بسيكولوجي ) الفرنسية قالت الدكتورة لوسي عندما تم سؤالها عن كيفية تفسير أن نختار شخصا ما بعينه" بأن الدراسات القائمة حول تفاعل المخ وآلياته تبين أن هناك العديد من العوامل الخارجية التي تؤدي إلى تفاعل المخ مع شخص في حد ذاته كالرائحة مثلا ".

وأوضحت أن الدراسات والتجارب التي أجريت في هذا المجال أظهرت أن كيمياء المخ التي تسيطر على مشاعر الحب لا تدوم أكثر من ثلاث سنوات وكأنها بطارية أفرغت من طاقتها تماما، وأكدت أنه يمكن تحفيز إفراز هرمون الأوسيتوسين الذي يزيد من مشاعر الحب إذا عرف الزوجان كيف ينميان علاقتهما من خلال الكلام الجميل والحوار البناء والتعامل اللطيف والعودة بالذاكرة إلى أيام التوهج الأولى .

وإلى جانب هذه الدراسة العلمية المعملية البحتة لتفسير عمل ما يمكن تسميته "أنزيمات الحب"، جاءت تعبيرات أخرى تحمل تفسيرات نفسية لهذا الشعور المتدفق، فقد حرص بعض الباحثين على إخضاع ظاهرة عمر بقاء الحب بين الأزواج، على أساس أنه الباب الشرعي لهذه المشاعر، لدراسة كيفية لا كمية.

وكان من بين التساؤلات التي طرحتها هذه الدراسات كم يبقى الشعور بالحب بين الأزواج، وما هي أسباب طول أو قصر عمره، وهل يمكن توجيه اللوم إلى الزوجة على انصراف زوجها عنها ولجوئه إلى امرأة أخرى؟ وما هي مقومات الحفاظ على سمة الاخلاص في الحياة الزوجية؟

نصائح لمدة أطول

وخرجت هذه الآراء بعدة نتائج مهمة لا يمكن التغاضي عنها لعل أولها إلقاء المسئولية كاملة على الزوجة في مسألة طول أو قصر عمر الحب فهي "رمانة الميزان" التي تضمن عدم اختلال المعادلة.

وتقدم هذه الآراء بعض النصائح للزوجة للمحافظة على أكبر مدة بالحب، وأول وأهم نصيحة تتركز في ضرورة اعتناء الزوجة بنفسها وبمظهرها وجمالها، وأيضا بحالتها النفسية التي تؤثر بشكل سلبي على جمالها وذلك من خلال قيامها بعمل الأشياء التي تسعدها وتشعرها بالرضا الداخلي عن نفسها الأمر الذي ينعكس بالايجاب على تصرفاتها الشخصية.

كما يتعين على الزوجة أن تواجه زوجها في حالة شعورها بتغير طرأ عليه من دون أن توجه إليه اتهامات لأن الزوج لن يغفر ظلم زوجته له، وألا تدع الغضب يسيطر عليها بل عليها أن تحاول التخلص منه قدر استطاعتها ولا تكتفي بإخفاء غضبها لأن الغضب الكامن داخل النفس يؤثر بشكل سلبي على الانفعالات والتصرفات حتى يكون أشبه بقيد يعوق ردود الفعل الطبيعية من التعبير عن نفسها بسهولة ويسر.

كما تنصح هذه الآراء كل زوجين بضرورة التصارح واحترام الوعود والعهود التي قام كل من الزوج أو الزوجة بقطعها على نفسه، حتى يمكن لكل زوج وزوجة أن يرتقيا بعلاقتهما الزوجية إلى المستوى الذي يجعل حياتهما الزوجية تنعم بالحب والاستقرار، ويضمن عمراً أطول للحب أكثر مما بشرت به الطبيبة الفرنسية.عن الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com