الاثنين، 19 مارس 2012

أدوية تؤثر في العلاج الكيماوي للسرطان


عمان- تحتاج الغالبية من مصابي السرطان إلى أدوية، إضافة إلى أدويتهم الكيماوية المضادة للسرطان، وذلك لأغراض متعددة، منها علاج حالات مرضية أخرى والتخفيف من الأعراض الجانبية للأدوية المستخدمة.
وفضلا عن الأدوية، فإن المصاب أكثر حاجة لعناية خاصة من طبيبه الذي يعلم تفاعلات الأدوية بعضها مع بعض.
ولتأكيد ذلك، وجد بحث قامت به شركة ميدكو هيلث سلوشنز المحدودة أن هناك أدوية تقلل من مفعول مجموعة واسعة من الأدوية الكيماوية المضادة للسرطان،
وهي تلك التي تؤخذ عبر الفم، كما وأن هناك أدوية أخرى قد تجعلها سامة. فعلى سبيل المثال، فقد وجد أن 43 % من مستخدمي دواء معروف بفعاليته العالية في علاج سرطان الدم كانوا يستخدمون أدوية أخرى قد تقلل من فعاليته، بينما كان 68 % منهم يأخذون أدوية من المحتمل أن تزيد من سميته،وهذا بحسب ما ذكره موقع Reuters.
ويعد عدم التنسيق بين الأطباء أحد أهم أسباب هذه التفاعلات، فإن الأدوية الكيماوية المضادة للسرطان غالبا ما توصف عن طريق طبيب مختص بالسرطان. أما الأدوية الأخرى، فعادة ما يصفها طبيب عام أو مختص باختصاص آخر.
وبحسب ما ذكرت ميدكو على لسان ستيف بولين، والذي من المفترض أن يقوم بتقديم نتائج هذا البحث في اجتماع الجمعية الأميركية لعلوم الصيدلة والعلاج السريرين، أنه يجب على الأطباء الذين يعالجون مصابا واحدا أن يتواصلوا أكثر ويعملوا معا كفريق واحد، وذلك للتغلب على هذه المشكلة.
ويذكر أن البحث الذي قدم هذه النتائج قام بتفحص حالات 11600 مريض من مستخدمي أي من تسعة أدوية كيماوية تؤخذ عبر الفم لعلاج أشكال متنوعة من السرطان. ومن الجدير بالذكر أن الأدوية الأخرى التي قد تتفاعل معها تتضمن واحدة من المجموعات الدوائية التي تستخدم بشكل شائع في علاج حرقة المعدة، وهي مثبطات مضخات البروتونات المعوية proton pump inhibitors.
بالإضافة إلى إحدى المجموعات الدوائية التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط
الدم، وهي مغلقات قنوات الكالسيوم calcium channel blockers،وذلك فضلا عن بعض المضادات الحيوية ومضادات الفطريات.
وقد تبين من خلال هذا البحث أن نحو 74 % من مستخدمي دواء معين يعالج سرطان الكلى كانوا يستخدمون معه دواء آخر قد يزيد من سميته.
ووجد أيضا أن 57 % من مستخدمي أحد أدوية سرطان الرئة كانوا يستخدمون معه دواء قد يقلل من فعاليته.
وكان أحد الأدوية التي تستخدم في علاج سرطاني الجهاز الهضمي والكلى مثالا آخر، فقد وجد أن 23 % من مستخدميه كانوا يأخذون دواء آخر قد يقلل من فعاليته، 
و24 % يأخذون دواء آخرا قد يزيد من سميته.
ومن الجدير بالذكر أن هذا التعارض بين الأدوية لا يعد اكتشافا جديدا، فعلى سبيل المثال، فإن النشرة الطبية لدواء سرطان الرئة المشار إليه تحتوي على تحذير من استخدامه مع المضاد الحيوي سايبروفلوكساسين. ورغم ذلك، فقد تبين أنهما كثيرا ما يوصفان معا.
وقد علقت ميدكو على ذلك في تصريح لها على لسان الدكتورة ميلاينا سوبار أن
كون ربع إلى ثلاثة أرباع من يستخدمون الأدوية المضادة للسرطان التي أجريت عليها الدراسة قد لا يحصلون على فائدتها بالكامل أو أنها قد تزيد من احتمالية تعرضهم لمشاكل صحية إضافية تعد مثيرة للقلق.
وأضاف إريك ستانيك، وهو أحد القائمين على البحث المذكور وأحد المنادين بضرورة زيادة مراقبة وصف الأدوية، أن هناك العديد من الخيارات الدوائية التي يمكن وصفها للمصاب من دون أن تكون هناك احتمالية بأن تتفاعل مع ما يستخدمه من علاجات أخرى، أي أن نتائج هذا البحث لا تعني أنه على مصاب السرطان عدم استخدام أدوية أخرى، وإنما على الطبيب أخذ الحذر ومعرفة الأدوية التي تتفاعل مع ما يأخذه من علاج كيماوي للسرطان لتفاديها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com