الجمعة، 2 مارس 2012

كيف تتجنب الإصابات الرياضية للركبة والكتف؟


عمان- الغد- أكثر ما يخيف الأشخاص الذين يمارسون النشاطات الرياضية هو الإصابات الرياضية، فإما أن تذكرهم هذه الكلمات بإصابة سابقة أصيبوا بها أو تثير قلقهم بفكرة "ماذا لو أصبت؟".. والأشخاص الذين حالفهم الحظ ولم يعانوا من الإصابات الرياضية لا يكونون على دراية بكثير منها، وفي حال حدثت إصابة فما الأمور التي يمكن القيام بها لاتخاذ العناية المبدئية وتلك على المدى البعيد؟
الإصابات التي تحدث للركبة
إن أكثر الإصابات التي تحدث في مجال الرياضة هي تلك التي تكون للركبة، نظرا لكونها ضعيفة جدا من حيث ترتيبها العظمي، إذ تحصل الركبة على ثباتها من الأربطة التي تربط العظام بعضها ببعض والأوتار والتي تربط العضلات بالعظام، ووظيفتاهما الرئيسيتان هما الثني والمد، وهناك حركة قليلة للدوران ودرجة أقل للحركة الجانبية، ونظرا لهذا التصميم تكون الركبة عرضة للإصابات. وحالما تتعرض الركبة لضغط أكثر مما يمكن أن تتحمله تحدث الإصابة، هذا أيضا يفسر لماذا تعرض الأنشطة التي تتطلب الكثير من القوة الجسدية للتداخل والتصادم بين اللاعبين والدوران خلال اللعب إصابة الركبة في معظم الأحوال. 
وإحدى أكثر إصابات الركبة شيوعا هي إصابة التواء مفصل واحد أو أكثر من الأربطة الثابتة، والتواء المفصل هو مد الرباط لدرجة أكثر مما يمكن أن تتحمله ما يؤدي في النهاية إلى حدوث درجات متعددة من التمزقات، ويحدث ذلك في العادة عندما تعلق القدم في الأرض أو تلتوي، أو فرط التمدد، أو وجود قوة خارجية موجهة على الركبة عندما تكون القدم على الأرض، وعادة ما يكون الألم مباشرا وهناك بعض الأحاسيس من الخوف من عدم المقدرة على المشي أو عدم القدرة على تحمل ثقل على الساق. 
ومن الإصابات الشائعة الأخرى للأربطة الرباط الصليبي الأمامي ACL، حيث يعتبر هذا المربط الرئيس في مفصل الركبة وهو مهم لإبقاء عظم الساق وعظم الفخذ في خط مستقيم، وعادة ما يتذكر اللاعب الرياضي سماع صوت شبيه بالفرقعة في حال حدوث الإصابة ويشعر مباشرة بعدم الثبات. 
أما الأربطة الثلاثة الرئيسة لمفصل الركبة التي تصاب عادة فهي: الرباط الجانبي الوسطي MCL، والذي يمنع الركبة من التحرك باتجاه الوسط؛ والرباط الجانبي LCL والذي يمنع الحركة الجانبية؛ والرباط الصليبي الخلفي PCL والذي يتقاطع مع الرباط الصليبي الأمامي ويمنع الحركة باتجاه الوراء والخلف لعظم الساق على عظم الفخذ، وكما ذكرنا سابقا، فإن أي التواء لهذه الأربطة يظهر أعراضا مشابهة فيما يتعلق بإحساس عدم الثبات أو الخوف أو عدم القدرة على تحمل الوزن والألم الفوري. 
العناية والعلاج
العناية والعلاج المبدئي لالتواء مفصل الركبة التي يمكن الرياضيين القيام بها هو وضع الثلج لمدة 20 دقيقة كل ساعة إلى ساعتين، ورفعها فوق مستوى القلب لتخفيف حدة انتفاخها، ويجب استخدام العكازة لكي لا تتفاقم الإصابة، كما يجب مراجعة جراح عظام وتجبير على الفور ليعطيك تشخيصا دقيقا، ونظرا لضعف الدم المتدفق لأربطة الركبة نسبيا فلا تقوم هذه الأربطة بترميم بعضها البعض مثلما تقوم العضلات أو الأوتار، ولكنها ترسب نسيجا يحتوي على كولاجين لتشكيل أنسجة قوية، وينصح عادة في البداية اتباع الرياضات التي تقوي العضلات مثل الهرولة والتنس بالإضافة إلى القيام بمجموعة حركات وتمارين قوة معينة. 
وهناك منطقة أخرى عند مفصل الركبة تحدث الإصابات فيها وهي غضروف الركبة، وللركبة نوعان رئيسيان للغضروف: غضروف مفصلي وغضروف هلالي، ويغطي الغضروف المفصلي نهاية عظم الساق وعظم الفخذ وتقوم بامتصاص الصدمات وحماية العظام، أما الغضروف الهلالي فهو عبارة عن قرصين على شكل أوتار تطفو بين عظم الساق وعظم الفخذ وتعمل كمثبت وتقوم كذلك بامتصاص الصدمات. 
ويصاب الغضروف الهلالي عادة أكثر من الغضروف المفصلي الرخو وذلك نتيجة التواء أو دوران الركبة، وعند الشعور بألم أو تصلب فيكون ذلك نتيجة تحرك الغضروف الهلالي المتمزق إلى داخل وخارج فراغ المفصل كأنك تحاول إغلاق باب مع وجود بلية على مفصل الباب فلن تتمكن من إغلاقه.. نموذجيا يختفي الشعور بالألم وانتفاخ الركبة والخوف عند المشي خلال أسبوع أو أسبوعين، ولكن الإحساس بتصلب أو تقلص أو رخاء ستكون ظاهرة جدًا كلما زاد مستوى الأنشطة، وبسبب ضعف العروق الوعائية للغضروف الهلالي، فلا يتمكن من استعادة حالته العادية والشفاء وعادة ما يحتاج إلى تدخل جراحي لإصلاحه أو إزالة القطع الممزقة، وبالاعتماد على العمل المنجز، يمكن العودة إلى القيام بالأنشطة ما بين فترة أسابيع قليلة إلى بعض الأشهر. 
الإصابات التي تحدث للكتف
ثاني أكثر إصابة شائعة بين الرياضيين تكون في منطقة الكتف، وهذه الإصابة طبيعية حادة (تحدث نتيجة حدث واحد) أو مزمنة (تحدث خلال فترة طويلة من الزمن) ويمكن أن يصبح الكتف ضعيفا، فعلى سبيل المثال قد يصاب لاعب كرة طائرة بإصابة كتف حادة إذا أعيق بشكل غير متوقع خلال مباراة، وقد يصاب لاعب تنس بألم مزمن في كتفه إذا لعب ثلاث مباريات متتالية أو بعد مباراة طويلة. 
أما الكتف فهو العظم المعروف الذي يسمى الدفة، وطرفه الذي يلي رأس العضد مجتمع مدور، فيه نقرة يدخل فيها رأس العضد وتضبطه زائدة مع عظم الترقوة يسمى الأخرم ومنقار الغراب، وهي التي تمنع العضد من الانخلاع من حركة اليد إلى فوق وخلف، وزائدة من تحت وإلى خلف تمنع انخلاع اليد إلى تحت وخلف. أما عظم العضد فهو عظم مدور فيه تحديب من الجانب الوحشي وتقعير من الجانب الأنسي، ومفصله مع الكتف رخو سلس، ولذلك كثيراً ما يتعرض للخلع، لكنه أحكم بأربعة رباطات تدور عليه وتضبطه وتحكم شده.
بعض هذه الإصابات الشائعة والتي تحدث للكتف تكون عبارة عن إجهاد للعضلات وتمزق المحفظة، والتهاب الأوتار والكيس الزلالي، وانخلاع الكتف، ويحدث إجهاد العضلات نتيجة إصابة حادة أو مزمنة تكون بسبب آلية حركية خاطئة أو الإفراط في الاستخدام، كما أن التمزق الجزئي أو الكلي لأي كفة جهاز عضلي تدور تتطلب عناية فورية لكي لا تتفاقم الأعراض، ويجب وضع الثلج على الكتف، وأخذ الراحة الكافية والتوقف من القيام بأي أنشطة تسبب الألم، وإذا كانت القدرة على الحركة محدودة يجب زيارة الطبيب على الفور، ولحسن الحظ يكون للعضلات والأوتار قدرة سريعة على الشفاء، ولكن يتطلب ذلك الالتزام ببرنامج تأهيلي. 
ويمكن أن يكون لتمزق المحفظة طبيعة حادة أو مزمنة، وتحدث حالات تمزق المحفظة الحادة نتيجة عزم دائري زائد على المفصل، أما التمزقات المزمنة فتكون نتيجة ضغط كبير على المفصل لفترات طويلة من الزمن، فعلى سبيل المثال، يكون لاعبو الجمباز ورماية الرمح أكثر عرضة للإصابة بحالات تمزق المحفظة بسبب النشاط الذي يقومون به، أما بالنسبة للعلاج، فيكون من خلال تقوية الهيكل الذي يحيط بالمحفظة بحيث لا يؤذي المنطقة، ويجب أن يكون العلاج وفقا للأعراض، ويتم استخدام الثلج عندما يلتهب الكتف، والحد من الأنشطة التي تزيد من ظهور الأعراض، والراحة كلما شعرت بالتوتر. 
أما التهاب الأوتار والتهاب الكيس الزلالي فهي حالات مزمنة تحدث نتيجة إرهاق وإفراط استخدام الكتف أو القيام بآليات حركية تؤذي الكتف، ويعتبر الجلوس والوقوف في وضعية خاطئة وعدم توازن العضلات وآلية رفع الرأس بطريقة خاطئة إحدى أسباب حدوث هذه الحالات، وفي حال تعرض الكيس الزلالي أو الأوتار إلى صدمة بشكل متكرر فذلك يؤدي إلى التهابه، وعندما يلتهب يسهل تعرضه لصدمات أكثر وتكرر الحالة، لذا فمن الضروري الجلوس والوقوف في وضعية صحيحة، ويجب مد عضلات الصدر، وتقوية عضلات الظهر العلوية لتخفيف الأعراض، بالإضافة إلى التخفيف من القيام بالأنشطة التي أدت إلى الالتهاب ليتم الشفاء على أكمل وجه. 
وآخر إصابتين شائعتين قد تصيبان الكتف هما انفصال الكتف وانخلاعه، أما انفصال الكتف فيحدث عادة عن طريق السقوط أو الاصطدام على الكتف ما يؤدي إلى تمزق الأربطة التي تمسك الترقوة بالأخرم، وكما هو الحال عند حدوث أي التواء مفصل، فتختلف درجات التمزق، ودرجة عسر الوظيفة لها علاقة بدرجة التمزق، وهذا يعني أنه كلما كان العجز أكبر كانت الإصابة أشد. 
أما انخلاع الكتف فيحدث عندما تخرج الكرة عن التجويف في المفصل الحـُقي، وحالما يحدث ذلك ينتج عجز فوري، ويحاول البعض إعادة الكتف إلى مكانه ولكن هذه الإصابة تكون بحاجة إلى زيارة الطبيب، ويجب أن يتم إعادة الكتف إلى مكانه بشكل صحيح وهذا أمر ضروري لكي لا تحدث المزيد من الإصابات للأنسجة المحيطة والأعصاب وتدفق الدم، ويجب القيام خلال الأسابيع الأولى بتمارين للمعصم والذراع والكوع بالإضافة إلى مجموعة من التمارين الحركية الخفيفة للكتف لتخفيف من صلابة. 
ما الأمور التي يجب القيام بها لتجنب الإصابات السابقة؟
لقد أظهرت الدراسات أن اكتساب قوة ومرونة جسدية جيدة تساعد على تخفيف خطر التعرض لمثل هذه الإصابات، وكلما كنت أقوى يصبح جسمك قادرا على تجنب الحالات التي تؤذيك، فإذا كنت رياضيا فننصحك بالالتحاق ببرنامج لشد العضلات وتقويتها ورفع أثقال والتي تركز على العضلات الرئيسية لأنها مفيدة لك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com