الأربعاء، 12 يونيو 2013

بحيرات وأنهار تعاني من خطر الجفاف


علاء علي عبد

عمان-  لعل إحدى أهم مشاكل تزايد عدد سكان العالم هي أن الحاجة للماء تكون آخذة في الازدياد. فالإنسان يستخدم الماء للشرب والتنظيف والزراعة وتوليد الطاقة وتصنيع المنتجات واستخراج المعادن من باطن الأرض وغير ذلك الكثير.
ولتغطية حاجة الناس للماء، فإنه يجب أن نحصل عليه من مصدر معين، لكن لا يجب أن نستغرب لو علمنا بأن العديد من أماكن تواجد المياه، كالبحيرات والأنهار، آخذة بالتضاؤل نتيجة تعرضها للجفاف والسبب بهذا هو الزيادة المطردة على حاجة الناس للماء، فضلا عن التغير المناخي حول العالم. لذا أصبحت العديد من أكبر بحيرات وأنهار العالم مهددة بالجفاف.
وعند ازدياد الطلب على استخدام الماء، فإن هذه الزيادة تؤثر على المخزون المائي المتوفر حول العالم، هذه المعادلة البسيطة بدت واضحة على البحيرات والأنهار التالية:
- بحر الآرال: يقع هذا البحر على الحدود بين كازاخستان وأوزباكستان وهو يعد من أوضح الأمثلة ربما على جفاف المياه. فهذا البحر أصبح عبارة عن مجموعة من البرك الصغيرة غير المتصلة والتي تستقر في وعاء من الأتربة. بدأ بحر الآرال، الذي يعد مجرد بحيرة من الناحية التقنية، بالتقلص منذ ستينيات القرن الماضي عندما قام الاتحاد السوفييتي بتحويل الأنهار التي تغذي بحر الآرال بغرض الاستفادة من تلك الأنهار للري الزراعي. ومع انحسار المياه انحسر أيضا قطاع صيد الأسماك الأمر الذي ترك العديد من الصيادين يعانون من البطالة. وعلى الرغم من بذل العديد من الجهود في السنوات الأخيرة لزيادة المياه التي تغذي بحر الآرال، إلا أنه من المستبعد أن يستعيد حجمه السابق وليبقى إحد أبرز المشاكل البيئية التي تسبب بها الإنسان.
- بحيرة تشاد: تعد هذه البحيرة من أبرز المنافسين لبحر الآرال في فئة المساحات المائية الضخمة التي أخذت بالتضاؤل المستمر. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن بحيرة تشاد خسرت ما نسبته 95 % من حجمها الأصلي بين عامي 1963 و1998. لقد تضررت هذه البحيرة الضحلة بشدة لعدة أسباب أبرزها التغيرات في أنماط هطول الأمطار، فضلا عن الرعي الجائر وتزايد الحاجة للماء من قبل المحيطين بالبحيرة، حسبما ذكر موقع "MNN". وبصرف النظر عن المشاكل البيئية، فإن بحيرة تشاد تؤجج الصراع بين الحكومات الإقليمية لإثبات حقها بالحصول على كمية كافية من المياه.
- بحيرة بادووتر: لعل أهم ما يميز هذه البحيرة هو أنها لا تشعر الإنسان بالذنب لتناقص حجمها فالمسؤول الوحيد عن هذا التناقص هو الطبيعة. فبحيرة بادووتر تعد بحيرة موسمية تتشكل بعد حدوث عواصف ممطرة، وتبدأ بالتبخر بمجرد أن يتوقف هطول الأمطار. تقع بحيرة بادووتر فيما يعرف بوادي الموت (Death Valley) الذي يقع في ولاية كاليفورنيا الأميركية، ويعد مكان تواجد البحيرة أخفض نقطة عن سطح البحر في قارة أميركا الشمالية. ومن اللافت للنظر أن أعلى نقطة عن سطح البحر في الولايات المجاورة تبتعد عن البحيرة مسافة حوالي 135 كيلومترا فقط. ومع تجاوز درجات الحرارة الـ50 مئوية تقريبا وانعدام الرطوبة، فإن بحيرة تمتد لمسافة حوالي 50 كيلومترا وبعمق 12 قدما، فإنه يصعب عليها البقاء ومواجهة التبخر السنوي.

ala.abd@alghad.jo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com