الأحد، 23 يونيو 2013

داء السكــــري .. والحمـــــل

صورة

مستشار الأمراض النسائية والتوليد والعقم
د. سميح خوري -  نعرف جميعا ان سبب مرض السكري هو عجز البنكرياس عن افراز الانسولين بالشكل الطبيعي. ففي العادة ينطلق هرمون الانسولين من البنكرياس للدم مباشرة، ويزداد معدل افرازه كلما ارتفع مستوى السكر في الدم، الذي يأتي مصدره من الطعام، وسكر الدم (الجلوكوز) مفيد لاغراض الطاقة والنشاط الجسدي.. ولكنه لا يستطيع الانتقال من الدم الى الخلايا الا بمساعدة الانسولين.
اذا كان هناك نقص في افراز البنكرياس للانسولين، فان سكر الدم لا يستطيع الدخول الى خلايا الجسم ويبقى في الدم، وتأخذ نسبته في الارتفاع، واذا جاوزت 180ملجم في المائة للسنتيمتر المكعب من الدم، فان السكر في هذه الحالة يتجاوز ما نسميه (عتبة الكلية)، فينزل السكر مع البول حاملا معه الكثير من سوائل الجسم، ولذلك يشكو المريض المصاب بالسكري من العطش وكثرة التبول وضعف الحال.
تتراوح نسبة سكر الجلوكوز في دم الانسان السوي للصائم ما بين 70-110ملجراما بالمئة، واذا ارتفع معدله عن 180 ملجراما، فان ذلك عجز البنكرياس عن افراز الانسولين الكافي. ويمكن أن يكون هذا العجز جزئياً، او مطلقا, وفي هذه الحال، تصبح الكلى غير قادرة على امتصاص السكر الموجود في الراشح البولي. ونظرا لان السكر مصدر طاقة ضائعة من الطعام، فانه يعوض عن ذلك بالاكل الكثير، ويضطر ايضا الى الاستعانة بمواد اخرى من مركبات الجسم لمصدر بديل للطاقة، ومن بينها النسيج العضلي والنسيج الدهني، وهذا ما يجعله يشعر بالوهن واصابته بالهزال.

اسباب داء السكري
1-السمنة المفرطة.
2-تقدم الانسان في العمر.
3-تكرار الحمل وزيادة الوزن.
4-الوراثة من النوع السائد.
5-امراض المناعة الذاتية (يفرز جهاز المناعة في بعض الاجسام مستضدات تتلف خلايا البنكرياس التي تفرز الانسولين).
من المعلوم لدينا ان افراز غدة البنكرياس للانسولين عند الحامل، يتضاعف ثلاث مرات نتيجة مقاومة جسمها للانسولين وازدياد حاجتها له خلال فترة الحمل. وهذا يفسر لنا سبب قابلية حدوث السكري عند الحوامل في الثلث الأخير من الحمل، كما انه يفسر سر اختفاء هذا السكري المؤقت بعد الوضع، وفي الحوامل السكريات تزيد حاجة الجسم للانسولين اكثر مما تزيد عند الحوامل السليمات.
ان فرص اصابة الحامل بمرض السكري، تزداد كلما كانت في عائلتها سوابق سكرية، او اذا كان وزن الاطفال الذين ولدتهم سابقا يزيد عن خمسة كيلوغرامات او اذا كانت عندها حالات اجهاضات متكررة سابقاً.
ويزيد الحمل من احتياجات المريضة بالسكري للانسولين، كما انه يؤدي الى هبوط درجة (عتبة الكلية)، فيُسبب نزول كميات من السكر (الجلوكوز) في البول، ولا ترافق ذلك الاصابة بالسكري، الا اذا كان سكر الدم عندها مرتفعاً.
يتوقف معدل وفيات الاجنة لمريضات السكري على الامور التالية:
أولاً: ثبت ان الضبط الدقيق لداء السكري في الاسابيع الثمانية الاخيرة قد هبط معدل وفيات الاجنة بنسبة كبيرة.
ثانياً: ان توقيت الولادة مهم، لانه قلل من الاصابة بحالة ضيق تنفس تصيب المولودين قبل الأوان. ومن المفضل دائماً إذا لم تحصل مضاعفات، أن يترك الحمل مستمراً حتى الأسبوع الثامن والثلاثين ليكتمل نضج الجنين ونمو رئتيه.
والمطلوب دائماً اختيار الأسلوب التوليدي المناسب للحالة، ثم ضبط كل من مستوى سكر الدم ومقدار الانسولين خلال ساعات الوضع ومراقبة حالة الوليد أثناء الوضع وبعده.

ثالثاً: مدى اصابة الجنين لأم مصابة بداء السكري بالتشوهات الخلقية، كافأت القلب الخلقية، ولتفادي حدوث تشوهات في الجنين، يجب ضبط داء السكري قبل حدوث الحمل.
الحمية الغذائية وحدها كافية للسيطرة على داء السكري الخفيف، ولا داعي لاستعمال الانسولين في مثل هذه الحالات.

نصائح عامة
من المستحسن عدم الحمل في الحالات التي لا يمكن السيطرة فيها على مرض السكري، مثل وجود مضاعفات شديدة في شبكية العين او الكليتين.

وعموماً فإن على مريضة السكري الاكتفاء بطفل او اثنين، لانه كما هو معروف عند داء السكري، له تأثير سيء على الحمل، وكذلك للحمل نفس التأثير على مرض السكري.
فالضبط الدقيق لداء السكري واعطاء الانسولين والتقيد بالحمية، جعل قابلية الحمل والانجاب عند مريضات السكري طبيعية، كما ازال الخطر عن حياتهن خلال الحمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com