الأحد، 23 يونيو 2013

المدرسة الفاعلة وتطوير المجتمع

صورة

امينه منصور الحطاب  -  يرتبط النجاح في المنظمات التعليمية بعدد من العوامل، منها طبيعة المناخ الإداري السائد و العلاقات بين العاملين و الممارسات القيادية للمديرين وغيرها، حيث تعد القيادة عنصرا فاعلا و مؤثرا في أي منظمه تعليمية و التي بدورها تنعكس على فعاليتها، و تؤثر الممارسات القيادية لمديري المدارس على مستوى الرضا الوظيفي للمعلمين الأمر الذي ينعكس بدوره على مستوى أدائهم داخل حجرة الدراسة وخارجها ،وبالتالي على مدى نجاح المدرسة في تحقيقها لأهدافها والوفاء بمتطلبات المدرسة الفاعلة.
و لقد ظهر مفهوم المدراس الفاعلة كاستجابة للاهتمام المتزايد بإعداد جيل قادر على الوفاء بمتطلبات مجتمعه، و على التكيف مع البيئة المتغيرة، وكيفية التعامل مع الخبرات الجديدة.و توجد عدة مرادفات لمفهوم المدرسة الفاعلة تتضمن كفاءة المدرسة و إنتاجيتها و قدرتها على التقدم و البقاء.

المدرسة الفاعلة
هي المدرسة التي تقدم برامج تعليمية و تربوية نوعية من اجل إعداد متعلمين دائمي التعلم مدى الحياة بهدف اكتساب المعرفة و الاستعداد للعمل و لتحقيق الذات و العيش مع الآخرين من خلال التركيز على المهارات الاساسيه التي تتضمن : القراءة و الكتابة و الرياضيات و العلوم ، و المهارات العصرية التي تشمل الكمبيوتر واستخدام التقنية الحديثة للوصول إلى المعلومات، والمهارات العقلية التي تشمل: التفكير، ومهارة توظيف المعلومات لحل المشكلات وإنتاج المعرفة و تفعيل دور البيت و الاسره في المدرسة ، و تسعى للانفتاح على المجتمع بكل قطاعاته و تعمل على إكساب المتعلمين الخبرات و المهارات الحياتية المختلفة، و وضعها موضع التطبيق. كما تولي المدرسة عناية خاصة بالجانب التربوي و غرس القيم الراقية لدى المتعلمين. فهي بذلك تساهم في بناء المجتمع و تحقيق اهدافة .       

سمات المدرسة الفاعلة

القيادة المهنية professional leadership
وجود قيادة تربوية تقود العمل في المدرسة كانت - ولا تزال - سمة مميزة للمدرسة الفاعلة. و هذا العامل  كما يقول summons et al. 1995)) : تكاد تجمع عليه كل البحوث، بل إن البحوث لا تشير إلى أي دليل لوجود مدرسة ناجحة في غياب قيادة فاعلة. و تختلف تعريفات الباحثين للقيادة، لكنها تدور حول القدرة على التأثير في الآخرين و حفزهم لتحقيق هدف أو أهداف مشتركه.

الرؤية و الأهداف المشتركة 
تعمل المدرسة بشكل أكثر فاعلية عندما يلتقي المعلمون على أهداف محددة و قيم مشتركة داخل المدرسة، و يسعون بصبر لتحقيقها بشكل تعاوني و بقرارات تشاركيه.

البيئة التعليمية
البيئة التعليمية هي المناخ و المحيط الذي يعمل فيه المعلمون و الطلاب داخل المدرسة.

التركيز على التدريس و التعلم
التعليم و التعلم هما العمليتان الرئيستان لأي مدرسة، إلا أن كثيرا من المدارس تتفاوت كثيرا في مدى الاهتمام بهاتين العمليتين الأساسيتين. بل قد نلمس غفلة عن هاتين العمليتين و الانشغال عنهما بأمور أخرى.

التدريس الهادف
إن جودة التدريس و وضوح أهدافه ضروري لفعالية المدرسة. 

التوقعات العالية
من سمات المدرسة الفاعلة وجود توقعات ايجابية لدى المعلمين و أولياء الأمور و كذلك الطلاب تجاه أدائهم. فالتوقعات العالية و التي تكون في ذات الوقت متحدية و واقعية، تساعد على حفز الطلاب و تشجيعهم على بذل المزيد من الجهد في الدراسة.

التعزيز الايجابي 
من الأمور المهمة في المدرسة الفاعلة التعزيز الايجابي لسلوك الطلاب في المدرسة، و يجب أن يكون هذا التعزيز بشكل واضح و متنوع و شامل و بشكل منتظم. 

ملاحظة التقدم
وجود آليات محددة لملاحظة التقدم في تحصيل الطلاب و أداء المدرسة بشكل عام من الأمور الاساسيه في المدرسة الفاعلة .
حقوق الطلاب و مسؤولياتهم 
من المهم في المدرسة الفاعلة احترام الطلاب و تحميلهم مسؤولية ما يقومون به من عمل أو ما يشاركون فيه.

شراكة البيت و المدرسة 
فالعلاقة الجيدة بين البيت والمدرسة تدعم مشاركة أولياء الأمور في العمل المدرسي.
و قد دلت البحوث على أن مشاركة أولياء الأمور في أنشطة المدرسة وأنشطة الصف تساعد على زيادة فعالية المدرسة.

منظمة متعلمة
 المدارس الفاعلة منظمات متعلمة، يسعى فيها أعضاء الهيئة الإدارية و المعلمون إلى التزود من العلم و الفهم و البحث والتأمل. ولا يؤدي هذا العامل ثماره إلا إذا كانت سمة للمدرسة بشكل عام و ليس لأفراد معدودين فيها . و هذا ما يجعل من الضروري توطين أنشطة النمو المهني داخل المدرسة. 

مفهوم العلاقة بين المدرسة الفاعلة والمجتمع
هي المشاركة الفاعلة بينهما، وتَعرُّف كل منهما على حاجات الآخر، والعمل على تلبية هذه الاحتياجات، كما أن توثيق الصلة بينهما من شأنه أن يقوي التفاعل بينهما، ويعمل على أن يدرك كل منهما أهمية الآخر بالنسبة له، فهما وجهان لشيء واحد.فالمدرسة حين تخدم البيئة إنما تعزز روح التعاون بينها وبين المجتمع وتعمق لدى الطالب الشعور بالانتماء إليه والولاء له، وإذا نمى هذا الشعور وقوي أدى إلى الاعتزاز بالوطن وإلى التمسك به بشكل لا يقبل الفرد بديلاً عنه.
إن فلسفة التعلم في المدرسة الفاعلة هو أن يتعلم الفرد كيف يتعلم ويضع أداوت التعلم المستمر في متناول يده مع تنمية مهارات التحليل و النقد و أسلوب حل المشكلات والانفتاح على المجتمع و مشكلاته و تنمية مهارات الحوار و حسن التعبير عن الرأي و الدفاع عنه واحترام وجهة نظر الآخرين، و إذكاء روح التعاون و الانضباط و تحقيق العلاقات الطيبة في المجتمع المدرسي.

AMEENEH@live.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com