الخميس، 20 يونيو 2013

انطاكية: لم يبقَ ما يدلّ عليها غير (قلعة القصير ..!)

صورة


محمد رفيع: انطاكية .. لكَ أن تقول انّها (مدينه فى جنوب تركيا على نهر العاصى، عند سفح جبل سيلبيوس)، ثمّ تصمت..!. كما يمكنكَ القول انّها مدينة عربية سورية تقع في اقصى الشمال العربيّ السوريّ المحتلّ .. وتصمت ايضاً..!؟
ويُمكنكَ أن تواصل سَردَ تاريخها منذ أن انشأها سلوقس الاول، قبل الميلاد بثلاثة قرون.
غير أنّها ستبقى عقدةَ الطرق الممتدّة من الفرات الى البحر المتوسط، ومن البقاع الى آسيا الصغرى، ودرّة تجارتها القديمة.
يونانٌ ورومٌ. ملكانيون ويعاقبة وموارنة. فرسٌ، وعربٌ. بيزنطيّون وسلاجقةٌ اتراكٌ وفرنجة. مماليكُ وعثمانيون وفرنسيون واتراكٌ في آخر المطاف.
صَمَدت كما لم تصمدُ اعتى المدن. وحين سقطت في الشمال تهاوت عكّا في الجنوب. وحين بادت كإمارة، لم يبقَ ما يدلّ عليها سوى اسطورة (قلعة القصير ..!).

 حقائق
- أنطاكية هي مدينة سورية تاريخية تقع على الضفة اليسرى لنهر العاصي على بعد 30 كم من شاطئ البحر المتوسط في لواء الإسكندرون المحتل من تركية منذ عام 1939 .
- تعتبر مدينة أنطاكية إحدى أهم المدن في تاريخ سورية حيث أنها كانت عاصمة سورية قبل الفتح الإسلامي في القرن السابع، وما زالت حتى الآن عاصمة للكنائس السورية المسيحية.
- كانت أنطاكية في العصر الهيليني عاصمة الإمبراطورية السلوقية وفي العصر الروماني تصاعدت أهميتها حتى صارت ثالث أكبر مدينة في العالم بعد روما والإسكندرية. ثمّ نقل العرب العاصمة من أنطاكية إلى واحة دمشق لأسباب لوجستية.
- تعرضت أنطاكية في التاريخ الإسلامي للغزو عدة مرات من الروم والصليبيين، وبعد انتهاء الحروب الصليبية صارت تابعة لحلب. كما وقعت تحت النفوذ الفرنسي بعد الحرب العالمية الأولى قبل انتقالها تحت السيطرة التركية سنة 1939 وما تزال الى اليوم.
- في انطاكية مذبح كنيسة القديس بطرس أول البطاركة الأنطاكيين، كما أنّ أنطاكية تعتبر من المدن المقدسة عند المسيحيين الشرقيين.
- في سنة 323 ق.م مات الإسكندر المقدوني، وقام كبار ضباطه بالاتفاق على اقتسام إمبراطورية الإسكندر فيما بينهم، فأخذ بطليموس مصر وفلسطين، وأخذ أنتيغون مقدونيا القديمة وآسيا الصغرى، بينما أخذ سلوقس الأول نيكاتور سوريا وبابل وفارس.
- أحب سلوقس الأول مدينة أنطاكية فأمر بأن ينقل إليها كل ماله قيمة من أنقاض مدينة أنتغونا المهدمة، ومنح سكان المنطقة حقوق مساوية لليونانيين ليشجعهم على الانتقال إليها، فعاشت المدينة سنين ازدهار طويلة حتى صارت درة الممالك السلوقية وعاصمتها من البحر المتوسط إلى حدود الهند.
- تعرضت المدينة لزلزال مدمر سنة 526 م، ولموقعها الهام وأهميتها الإستراتيجية الكبيرة احتلها الساسانيون سنة 540 م، ثم دخلها المسلمون سنة 637 م، ولكن الإمبراطور نيكيفوروس الثاني فوكاس عاد فسيطر عليها، وفي عام 1085 م وقعت بيد السلاجقة، وأثناء الحملات الصليبية على سوريا دخلها الفرنجة عام 1096م، بعد أن حاصرها بوهيموند، ليصبح أول حاكم صليبي لها، مكوّنا إمارة أنطاكية وهي أول إمارة صليبية.
 - بقيت المدينة في يد الصليبيين في الفترة الواقعة بين القرنين الثاني والثالث عشر حتى قيام الظاهر بيبرس السلطان المملوكي بتحريرها منهم سنة 1268م، وفقدت المدينة دورها الريادي السابق عقب حملة تيمورلنك على بلاد الشام، فتضررت كثيرا بسبب هجمات المغول وذلك سنة 1401م.
- استولى عليها الأتراك العثمانيين سنة 1516م، وتمكّن محمد على والي مصر من بلوغها عندما سيطر على ولاية الشام، واستمرّ سلطانه عليها في الفترة من 1830م الى 1840م. وفي أخر سنة 1872م ضرب المدينة زلزال.
- بعد الحرب العالمية الأولى أصبحت المدينة من نصيب الانتداب الفرنسي على سوريا منذ العام 1920م ، حيث تخلّت عنها فرنسا لتركيا بعد استفتاء شكليّ لتقرير المصير سنة 1938، وانتقلت للسيطرة التركية في العام 1939.
 - لأنطاكية أهمية كبيرة لدى المسيحيين في المشرق، فهي أحد الكراسي الرسولية إضافة إلى روما والإسكندرية والقسطنطينية والقدس. فبطاركة الطوائف التالية يلقبون ببطريرك أنطاكية: السريان الأرثوذكس، الأرثوذكس الشرقيين، السريان الكاثوليك، الروم الكاثوليك، السريان الموارنة.
- إمارة انطاكية هي أول إمارة كونها الصليبيين في الشرق زمن الحملة الصليبية الأولى، واستمرت 171 سنة، فكان سقوطها ضربة كبيرة للصليبيين ودرسا قويا لتحالف انطاكية مع المغول. من يومها لم تقم لأنطاكيا قائمة. فبعدما كانت مركزاً تجارىا وعسكريا كبيرا، أضحت مجرد قلعة في اطراف سوريا.
- لم يبق من الإمارة سوى قلعة القصير (..!؟) التي ظل صاحبها محتفظا بها سبع سنوات أخرى لموقفه الودي مع المسلمين، ومدينة اللاذقية التي سبق للمغول أن منحوها هدية لبوهمند، فأضحت بعد سقوط أنطاكية تؤلف جيبا للفرنج، ولم يبق بيد بوهيموند غير طرابلس، وهاجر قساوسة انطاكيا إلى دمشق واستقرت بها الكنائس اليعقوبية والارثوذكسية في سوريا.
- بعد سقوط إمارة انطاكية بثلاث وعشرين عاما سقطت عكا فانتهت الإمارات الصليبية بأكملها.
fafieh@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com