الأحد، 30 يونيو 2013

فطريات كانديرا .. أشهر الاضطرابات النسائية

صورة

مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
د. سميح خوري -  تعتبر الفطور من نوع كانديرا Candidasis نباتات رمامية «اعفينية» واسعة الانتشار في الطبيعة ،وفي ظروف معينة تصبح مرضية، ومجال الاصابات التي تسببها واسعة جداً ويتراوح بين التغيرات المرضية السطحية البسيطة للجلد والاغشية المخاطية وبين اصابة الاعضاء الداخلية (الاحشاء) الشديدة والخطيرة احياناً على الحياة.
ينشأ داء المبيضات عن خميرة المبيضية، وهي نوع من الفطور التي تعيش بشكل رئيسي في جهاز الهضم، وتعتبر في الاحوال الطبيعية عنصراً مأموناً لا يسبب أي نوع من الاذى في الشخص السليم الا ان تكاثرها غير الطبيعي يصبح ظاهرة مرضية لا بد من علاجها.
لا يشكل داء المبيضات خطورة على الصحة الا ان اعراضه مزعجة الى حد بعيد، بما في ذلك الاضطرابات المزمنة في الجهاز الهضمي والافرازات المهبلية البيضاء المصحوبة بالحكاك والحرقة.
مع ان هذا الداء يصيب النساء والرجال الا ان انتشاره بين النساء بنسبة اكبر منها بين الرجال والسبب في ذلك هو المبيضية تنزع الى التفاعل مع الهرمومات الانثوية، بحيث انه كلما زادت نسبة الاستروجين والبروجسترون في جسم المرأة زادت معها احتمالات تكاثر خميرة المبيضية مسببة الاصابة، علماً ان هرمون الاستروجين بشكل خاص يسبب زيادة مستوى السكر في الافرازات المهبلية، وعليها تنمو وتتكاثر الخميرة، وهذا هو السبب في ان النساء الحوامل والنساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل، معرضات اكثر من غيرهن للاصابة بالتهاب المهبل الفطري، لأن المهبل يهيئ الجو الدافئ والرطب لتكاثر الفطريات، وتشكل اصابة المهبل بالفطور البيضة البيضاء candida albicasns حوالي 50% من مجمل اصابات المهبل الالتهابية، وتقدر نسبة اصابة المهبل بها عند الحوامل خاصة في الفترة الاخيرة من الحمل بـ 20%.
وبما ان الفطريات تعيش طبيعياً في الجهاز الهضمي، فهي ضرورية لحسن اعماله لانها تساهم في فرز انزيمات حياتية لتحويل الغذاء الى مواد صالحة لاعمال كل خلايا الجسم، وهي تكوّن مع مئات ملايين الجراثيم داخل الجهاز الهضمي توازناً يعرف بالبيئة المصرانية، نوعية هذه البيئة هي اساسية للمحافظة على صحة الانسان العامة، ونتيجة للتلوث البيئي الذي نعيشه وللاعتداء غير الصالح وغير الطبيعي، وخصوصاً اخذ مضادات حيوية من دون رأي طبي صحيح وواضح، تتكاثر هذه الفطريات داخل الجهاز الهضمي وتغير شكلها من ابيض دائري الى شكل خيطاني المعروفة بـ الميسيليوم – Myclium – التي تتمتع بحركة نشطة لانها بامكانها خرق حاجز المصران والدخول الى الدم، هذا ما يسمح لمواد متعددة من الدخول معها مولدة بذلك ما يعرف بالحساسية.
وفي حال السماح بنمو الكانديدا في الدم يمكن لهذا الفطر ان يؤثر في الغدد واعضاء الجسم مما يؤدي الى مشاكل مثل القصور الدرقي والاخفاق في الاباضة، وقد تبين من خلال دراسة قام بها اطباء من جامعة كاليفورنيا ان الاجسام المضادة للبكتيريا في الجسم والموجهة ضد مبيض المرأة، تتكاثر في حالات الاصابة بالتهابات كانديدا بحيث تساهم في تسبب عدم الخصوبة وعوارض ما قبل الحيض التي غالباً ما تتواجد عند المرضى المصابين به، ولقد وجد ان اضطرابات المبيض تحصل عند ثلثي المرضى من النساء المصابات بالتهاب كانديدا المزمن، وتتمثل هذه الاضطرابات المبيضية بعدم توازن هرموني (زيادة او نقص في المستوى المطلوب للهرمون) وبمشاكل في الخصوبة بما فيها الاجهاض العفوي.
المعروف عن فطر كانديدا ان خلاياه تنتج في حالات عدم ضبطها مواد سمية كثيرة وبعض هذه المواد يمكن ان تعيق العمليات الكيميائية في الجسم، لذلك اظهرت احدى الدراسات ان الكثير من النساء غير المخصبات قد تمكن من الحمل بعد معالجتهن من هذا المرض والاكثر تحديداً بعد معالجتهن من الالتهابات الفطرية الخميرية المهبلية.
يعالج فطر الكانديدا دوائياً بمضادات الفطر التي منها الموضعية والفموية، وفي حال التهاب المهبل الفطري تعالج المرأة بمضادات الفطور على شكل تحاميل مهبلية او مرهم  ويمنع الاتصال الجنسي لحينما تشفى المرأة تماماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com