الجمعة، 24 أغسطس 2012

القهوة العربية رمز للضيافة والكرم

صورة

نسرين الضمور - القهوة العربية ؛ التي تعرف في بلادنا ب «السادة» من المشروبات الرئيسية التي لا يوجد لها منافس على موائد الناس طوال العام.
..و حتى مع ارتفاع درجات الحرارة ،نرى الاقبال على شرب كميات كبيرة من الماء ومختلف انواع العصائر ما لذا منها وطاب ،ولا غنى عن القهوة العربية .
وتحرص الكثير من الأسر الكركية على أن يكون مشروب القهوة العربية السادة من أساسيات موائد الاسرة في ايام الاعياد ورمضان ومختلف المناسبات في الفرح والعزاء. 
وعادة شرب القهوة وإكرام الضيف عادة متأصلة لدى المواطن العربي في عموم بلاد الشام والحجاز والتي توارثتها الأجيال حتى اصبحت جزءا من ثقافة المجتمع ، وظلت القهوة العربية تعبيرا مهما من تعابير إكرام وفادة الضيوف لذلك فان مشروب القهوة متواجد في كل بيت وبغض النظر عن غنى أو فقر صاحبه فنقصها دليل بخل يلحق بصاحبة المعيبة والعار.
وللقهوة العربية التي لايكد يخلو بيت منها «آنيتها ولوازمها وطريقة اعدادها «هذا ما حدثنا عنه السبعيني ابو احمد الذي اكد ان الحداثة واعتماد الاجهزة الكهربائية الحديثة الغت الكثير من اساسيات اعداد القهوة العربية وقال بعد ان استرجع شريط ذكرياته وقت ما كان يعيش في بيت الشعر كانت القهوة تحفظ في البيت القديم في وعاء جلدي مزركش له أهداب طويلة من أسفلها يسمى الظبية ولغاية تحضير مشروب القهوة كانت تحمس على نار هادئة في صحن مجوف له ذراع يسمى «المحماسة» التي توضع القهوة في داخلها وتحرك بواسطة يد معدنية تشبه الملعقة حتى تصبح ذات لون احمر داكن ومن ثم تفرغ في وعاء يسمى «بالنجر» لتدق وتنعم بواسطة يد خشبية غليظة تسمى يد الجرن وان كان مستخدم النجر ينعم بأذن موسيقية فان تحريك اليد داخل الجرن تصدر أصواتا لها نغمات وهذا الأمر ليس بمتناول كل من يستخدم الجرن.
ويسترسل ابو احمد « وبعد دق القهوة توضع في وعاء معدني يسمى الغلاية أو المصفاة ويضاف إليها الماء وفق معايير ومقاييس محددة ثم تغلي على النار ويضاف إليها مادة البهار «حب الهال « التي تزيدها نكهة ومذاقا ومن ثم تترك لتركد وتفرغ في وعاء اصغر يسمى الدلة لتدار على الضيوف.
ويضيف لتقديم القهوة للضيوف أدبيات أهمها ان إدارة القهوة بين الضيوف تبدأ من جهة اليمين كعادة متعارف عليها لغاية الآن حتى لو كان الضيف الجالس إلى اليسار أكثر أهمية ، وتقدم القهوة للضيف باليد اليمنى على أن يمسك الساقي الدلة في اليد اليسرى وينحني انحناءة خفيفة لمزيد من الدلالة على إكرام الضيوف.
وزاد ابو احمد يجب ان لا تتعدى كمية القهوة المسكوبة في الفنجان مقدار رشفتين فقط تسمى الأولى شفة وتسمى الثانية هفة وإذا زادت الكمية عن هذا المعدل فللضيف كل الحق ان يرفض تناولها ذلك لأن زيادة القهوة في الفنجان عن كميتها المقررة تعتبر في عرف أهل البادية وأهل القرى مظهرا من مظاهر التعبير عن الغضب أو الحقد يظهره الساقي لأحد الجالسين إذا كان يضمر له مثل هذه الأشياء أو مدفوعا من صاحب البيت.
والمعروف أن القهوة تقدم للضيف بثلاثة فناجين تقل أو تكثر حسب رغبة الضيف الذي أن أكتفى بما قدم إليه من القهوة أن يهز الفنجان وهنا يعرف مقدم القهوة عدم رغبة الضيف المزيد منها وهناك من يعطي لفناجين القهوة الثلاثة دلالات ومعاني فالفنجان الأول للضيف وفنجان للكيف وفنجان للسيف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com