الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

بسطات المشردين من (الحاويات) الى..؟!

صورة

ثامر العوايشة - يجلس بكل ثقة امام بسطته بملابسه الرثة وبضاعته المتناثرة امامه وكانه يملك قطعا لايملكها غيره، هذا الاحساس الذي يشعره وكأن بضاعته لا يمكن ان تتوفر في اي مكان اخر .
انهم بائعو بسطات المشردين المنتشرين في «سقف السيل» او كما يحلو للبعض تسميتها «بالجورة» او بجانب مجمع المحطة الذي يشهد انتشارا كبيرا لهذه البسطات في ساحاته , وفي المساء يبحث اصحاب هذه البسطات عن بضائعهم في حاويات عمان الغربية ويبيعونها في صباحات عمان الشرقية .

بضائع تلفظ انفاسها الاخيرة
 وبضائعهم كما يقول حسين عبدالله صاحب احد البسطات:» نبيع كل شيء من الملابس ذات الماركات من مجلات واحذية وادوات رياضية وكهربائية وبالاضافة الى التحف والادوات المنزلية وحتى اجهزة الكمبيوتر ، لكن للاسف اغلبها بالية وغير صالحة للاستهلاك او تبقى من عمرها القليل .
ويضيف عن مصدر هذه البضائع :»ان معظمها من الحاويات في عمان الغربية او مانجده ملقى في الشوارع ومناطق القاء القمامة التي يحضرها اصحابها ويبيعونها باسعار بخسة تتراوح بين عشرة قروش وخمسة دنانير بحسب نظافة القطعة.
كما انه يملك العديد من القطع التي لا يمكن ان تجدها الا لدينا من تلفزيونات الابيض والاسود الى خلاط المونيليكس الاصلي والمذياع القديم ومكانس الكهرباء التي يزيد عمرها عن عشرة اعوام ، واكد عبدالله ان معظم كهربائياته تم اصلاحها وهي تعمل بشكل جيد ويقول مازحا «ولكن لايوجد كفالة « .

الزبائن .. فقراء واغنياء
العديد من رواد هذه البسطات يدفعهم الفضول للمرة الاولى للوقوف والقاء نظرة عليها،وتصيبهم الدهشة لما يروه حيث ان معظم المعروض نفايات او قطع غير صالحة للاستخدام، واخرون فقراء ومعدمون يجدون ضالتهم في حذاء قديم مهترئ بسعر مغري يتراوح ما بين 10 قروش الى نصف دينار والبنطال ربع دينار وغيرها من العباءات والفساتين التي يجمعها شيء واحد فقط انها مهترئة .
الكثير من الزبائن يبحثون عن الكتب والمجلات القديمة التي يصعب الحصول عليها او النحاسيات والتحف القديمة واللوحات .
ومن القطع الغريبة التي تجدها على هذه البسطات بطاريات غير صالحة اوصحون طعام مكسورة ومعالق ولمبات كهرباء مستعملة او سي دي مكسور او هاتف نقال بدون بطارية او شاشة وكما يقول احد الزبائن انها بسطات العجائب والغرائب . 
احد رواد هذه البسطات خالد العلي يقول ان هذه البسطات تؤمن له العديد من قطع الغيار للاجهزة الالكترونية والكهربائية التي يقوم باصلاحها حيث انه يملك محلا لبيع الاجهزة الكهربائية القديمة .
ام سعاد ام ل 3 اطفال تقول انها معدمة ولاتملك النقود لشراء الملابس لاطفالها فتجد في السوق بعض الملابس والادوات المنزلية رخيصة السعر مما يكفيها حاجة السؤال.

المقايضة اسلوب تعامل تجاري 
في السوق يتم اتباع اسلوب المقايضة بين التجار وحتى رواد السوق ، غالبا النقود غير موجودة ،و يقول عماد ابو الحسن (حارس عمارة) انه يقوم بمقايضة بضائعه التي يجدها في الحاويات ببضائع اخرى في السوق مثل الالبسة او الكهربائيات .. ويضيف ان هذا الاسلوب منتشر بكثرة مما يلغي اسلوب التعامل بالنقود بين اصحاب البسطات و بين الزبائن في حالة فريدة جدا في التعامل. 
العديد من اصحاب البسطات يفترشون الارض ويلتحفون السماء بجانب بسطاتهم وبضائعهم التي يعتبرونها اغلى مايملكون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com