الأربعاء، 29 أغسطس 2012

أزواج «المهنة الواحدة».. وسط الرمال المتحركة!

صورة

روان المعاني - قد يتبادر للوهلة الاولى لأي ثنائي مقبل على الزواج التفكير أولا بالبيئة التي حوله من خلال البحث عن الشريك الاخر الذي يتشابه معه ببعض الصفات، حيث الاغلبية تتفق ان الزواج من نفس البيئة العملية تقلل الكثير من المتاعب على المستوى القريب والبعيد حيث يكون الزوج متفهماً اكثر لطبيعة عمل زوجته ووقت دوامها وبالتالي تقل القيود الاجتماعية التي قد تواجهها المرأة على نطاق عملها. 

الانصهار بكيان واحد 
مي عبد الرحمن موظفة في احدى المؤسسات المصرفية روت تجربتها قائلة : تعرفت على زوجي من خلال عملي معه بنفس المكان حيث نشأ بيننا نوع من الود والتفاهم الى ان وصلت للاعتراف بالحب ثم الارتباط وبالفعل كنت سعيدة جداً بهذا القرار لاننا اصبحنا نتخذ قرارات مشتركة متكاملة بحيث نستفيد من خبراتنا بشكل اكبر بدافع التميز من منطلق اننا انصهرنا بكيان واحد ، فلا مجال للتنافس بيننا ونجاح زوجي هو نجاح لي والعكس صحيح .
حال مي من حال اي زوجة تهتم بأن يكون زوجها على اطلاع بعملها ، يساندها في ازمتها حال واجهتها احدى العثرات في طريق عملها ، وبشكل عام تطمئن المرأة لوجود زوجها الى جانبها فلا مجال للغيرة .
ويرى سعيد علاونة الذي يعمل ممرضاً في احد المستشفيات الخاصة «انه في حال قرر ان يرتبط لن يختار شريكة حياته التي تعمل في اطار عمله» حيث طبيعة عمله تطلب منه التأخر لساعات طويلة اضافة للمناوبات الليلية، ويضيف اذا كانت زوجتي كذلك فإننا سنهمل اسرتنا وتربية ابنائنا، كما يرى»علاونة» ان تواجد الزوجين امام بعضهما طوال الوقت سيجعله امراً عادياً يعرض حياتهما « للملل « ، وفي حال حدوث مشاكل في البيت ستنتقل ايضاً الى مكان العمل. وبصدد ذلك لاينكر ان هناك من يختلف معه في ذلك.

الايجابيات والسلبيات
بالاضافة الى ان نقاط التوافق بين ازواج المهنة الواحدة تكون اكثر اتضاحاً ، نجد ان المسؤولية تصبح عاملاً مشتركاً بين الزوجين فلا تسند لأحد على حساب الآخر ، وذلك نظرا لاحترام الزوج لعمل زوجته مستشعرا للجهد الذي تقوم به كما هو الحال بالنسبة للزوجة .
من جهته يرى دكتور علم الاجتماع « حسين الخزاعي» ان زواج المهنة الواحدة له ايجابيات وسلبيات يأتي في مقدمتها مراعاة الوظيفة نفسها والصعوبات التي قد تعترض الزوجين فيها بما في ذلك المنغصات الوظيفية وطريقة التعامل معها بمنأى عن مشاكلهم الزوجية كون المعاناة ستكون واحدة. وينصح «الخزاعي «الازواج الذين يعملون في مكان واحد الى تفرغ كل منهم لعمله لما تحكمه بيئة العمل من توترات ومشاحنات وظيفية قد تؤثر سلباً على علاقتهم حال تصادمها مع خلافاتهم الزوجية داخل اطار المنزل .. 

نظرة المجتمع المحلي
ام زياد : وجهة نظرها تختلف عمن سبقها اذ تعمل موظفة في شركة خاصة وتقدم لها الكثير من الزملاء لغاية الارتباط بها لكنها رفضت ، لانها ترى ان الرجل الشرقي بطبعه لا يحبذ ان تتعامل زوجته او تتحدث مع آخر امامه ،كما ان لمسماها الوظيفي الاثر الاكبر ايضاً ،حيث كانت تشغل منصب مديرة قسم في تلك الشركة ، وتضيف : نظرة المجتمع المحلي تجعل من العيب على الانثى ان تكون اعلى منصباً من زوجها .
ومن جهته تحدث «ماجد البنا» والذي يعمل في احدى الدوائر الحكومية بصراحة قائلاُ: انا لا استطيع ان افصل بين زوجتي على انها زميلتي وان اتقبل معاملتها لي مثل غيري ، لذلك انا اؤيد ان تعمل زوجتي بمجال مختلف، ويضيف ان للزوجة الدور الاساسي الذي لا ينكره احد لذلك ارى ان الزوجة التي تعمل في نطاق الوظيفة الحكومية انسب بكثير لي ويرى بأن اغلب زملائه يشاطرونه الرأي .
هذا و أكد «الخزاعي» في صدد حديثه أنه لابد لأزواج المهنة الواحدة من التركيز على الايجابيات ، بما يخدم مصالحهم الشخصية والاستفادة من خبرات بعضهم البعض التي تعمل على تقدمهما كليهما والتي تنصب بالنهاية في خدمة العائلة وافرادها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com