الجمعة، 24 أغسطس 2012

مستحضرات التجميل: هوس يلازم النساء منذ القدم


مروة بني هذيل

عمان- "أهم ما أحمله في حقيبتي، هو علبة المكياج"، بهذه العبارة لخصت العشرينية سها خندقجي مدى حبها واهتمامها بالمساحيق التجميلية.
خندقجي، التي تؤكد أن المكياج يحتل رأس قائمة اهتمامات المرأة، تذهب إلى أنه "كلما زاد اهتمام المرأة بأدوات التجميل لمعت أنوثتها، وغطت على كل الحضور".
وهوس اقتناء المستحضرات التجميلية واستخدامها يحتل قلوب معظم النساء اللواتي يسعين للظهور بشكل جميل ولافت، كما أن المكياج، من وجهة نظرهن، هو السر في الأنوثة الطاغية.
والرغبة في الوصول إلى طلة أنثوية متميزة هو ما يدفع الأربعينية ليندا أبوكبير، لاستغلال كل دقيقة يكون فيها زوجها خارج المنزل، لتبدأ بتطبيق سلسلة من الأقنعة التجميلية الطبيعية والخلطات المهمة للوجه والشعر واليدين، وتكون مادتها الخام من الفواكه.
في حين تبرر الموظفة نورة الكسواني، اهتمام المرأة بمستحضرات التجميل بقولها "جمال المرأة من المحاور الرئيسية الدافعة لسلوك البشر؛ إذ تغنى به الشعراء، ورسمته ريشة الفنان، وقامت بسببه صراعات ونزاعات وحروب، والمرأة تعرف ذلك جيدا وتقدره، وأشد ما يسعدها أن يقال عنها حسناء ولو كان خداعا".
اختصاصية التغذية ريم الأشقر، تشير إلى أن "اهتمام المرأة بنفسها وجمالها أمر طبيعي، بل هو يأتي متوافقاً مع طبيعتها الفطرية"، مؤكدة أن ما يزيد رشاقة المرأة وجمالها الخارجي، اهتمامها بطبيعة الغذاء الذي تتناوله، والتركيز على الفواكه وشرب الماء باستمرار؛ إذ يعد الماء العامل الأساسي لنضارة البشرة والصحة الجسمية بشكل عام.
كما تؤكد أهمية (الماسكات) الطبيعية، مشيرة إلى خطورة استخدام مستحضرات كيميائية ومساحيق تجميل مجهولة المصادر والمحتوى من أجل الحصول على مظهر أجمل وبشكل مؤقت.
في فترة شبابها، كانت الأربعينية فاطمة اشتيوي، مهووسة بكل ما يتعلق بمستحضرات التجميل، وتوضح "قبل عشرين عاماً، لم تكن لدى المرأة دراية بنوعية مساحيق التجميل، وأضرارها الجانبية، فكنا نضع أكبر قدر ممكن من المكياج، وبألوان متعددة، ولكن بعد أن مضى بنا العمر، ظهرت آثار الاستخدام الخاطئ للمواد التجميلية، ومنذ سنوات وأنا أعالج الحساسية الناجمة عن هذا الخطأ".
وفي هذا السياق، يوضح اختصاصي التجميل ناصر أبو عرقوب، أن الهوس بمساحيق التجميل بشكل دائم وغير مبرر، لا يحقق الغاية المرجوة، وأنه على العكس ينقلب ضده، مشيرا إلى أن الجمال الطبيعي منحة الخالق للمرأة، فإن حافظت عليه تكون بمنأى عن أخطار مواد التجميل، التي تمنحها بريقا مؤقتا، يخلف وراءه مع مرور الأيام أضرارا وتجاعيد.
وما يثبت صحة هذا الكلام، وفق أبوعرقوب، تلك النضارة التي تتمتع بها الفتيات القرويات والبدويات، اللواتي يحافظن على جمالهن، ولا يستخدمن إلا الحناء والكحل العربي.
تحرص الطالبة الجامعية مرام أحمد على الظهور بمظهر بسيط في الأيام العادية، فتقول "الجامعة والعمل ليسا لتنافس الفتيات على الجمال، لذا لا أحبذ التباهي في شكلي، ولكل مقام مقال؛ فالمكياج له وقته، في الحفلات والأعراس والمناسبات، وفي غير ذلك يكون دليلا على قلة ثقة الفتاة بنفسها".
وهذا ما يؤكده الموظف مجدي أيوب، الذي يرى أن الفتاة التي تكثر من المكياج "ليست حقيقية"، متسائلاً عن الهوس الزائد لدى بعض الفتيات بالتجميل، رغم أن المرأة جميلة بطبيعتها أكثر.
إلى ذلك، يرى اختصاصي علم النفس الاجتماعي، الدكتور فؤاد كعوش، أن هوس النساء بالمستحضرات التجميلية خصوصاً في المجتمعات العربية يعود إلى عدة أسباب، وعلى رأسها الجانب النفسي، موضحا ذلك بقوله "يوجد في المجتمع نقد لاذع من قبل المهووسات بالتجميل للفتاة التي تتجنب وضع المساحيق على وجهها".
ومن بين الأسباب أيضا، وفق كعوش، الإعلام الذي يعد دوراً أساسياً في انتشار ظاهرة الاهتمام بالمستحضرات التجميلية عند الفتيات، إضافة إلى طبيعة المرأة وحبها للظهور والتميز بشكل جميل ومبهج دائماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com