الأحد، 26 أغسطس 2012

حمالــــة الصـــدر وسرطـــان الثــدي

صورة

الصيدلي ابراهيم علي ابورمان  وزارة الصحة
يشكل انتشار سرطان الثدي بين النساء وبنسبة تزيد عن 28 بالمئة عاملا مهما يتطلب المزيد من القاء الضوء على طبيعة هذا المرض وعلى طريقة انتشاره وبخاصة في العقود  الاخيرة وتغير الظروف الحيوية ومنها تغير ظروف المعيشة واسلوب الحياة ونوع اللباس حيث كان في السابق يكون واسعا فضفاضا بينما الان تعمد النساء الى ارتداء اللباس الضيق  الذي يبديهن بمظهر اكثر جمالا وقبولا وبناء عليه فقد قام العلماء باجراء دراسات مسحية مكثفة للمصابات بسرطان الثدي وقد استنتجوا من هذه الدراسات ان اللباس الضيق وحمالة الصدر لها علاقة بسرطان الثدي.

الضغط على الثدي
 يمنع  رشح المواد الموهنة السامة
  لاحظ العلماء في عدد من الدراسات ازدياد نسبة الاصابة بين من يرتدين حمالة الصدر السوتيان وبخاص الضيقة منها. 
وأثبتت الدراسات العلمية التي أجراها المتخصصون أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي تزداد كلما ارتدت المرأة حمالة الصدر ((السوتيان)) لفترات أطول، حيث إن الضغط على الثدي يؤدي إلى منع المواد الموهنة السامة من الخروج من الجسم، وبالتالي إلى تكوين أورام غير حميدة، مما يعني وجود علاقة وثيقة بين أسلوب ارتداء ((السوتيان)) وبين الإصابة بسرطان الثدي، وخصوصاً إذا ما توفرت عوامل أخرى مساعدة، كالاستعداد الجسماني وعامل الوراثة.
كما  يؤكد ذلك الملاحظة التي توصل لها بعض الباحثين في ملاحظة عادات الشعوب حيث ان سرطان الثدي ينتشر بنسبة كبيرة في الولايات المتحدة وبنسبة اقل في اليابان والنساء الأمريكيات يرتدين حمالة الصدر بينما اليابانيات اغلبهن لا يرتدنها مما ساعد الباحثين على الربط بين السرطان وحمالة الصدر ووجد الباحثون ان اليابانيات التي يقمن في الغرب يرتدين حمالة الصدر ووجدوا أيضا ان سرطان الثدي قد انتشر بينهن أيضا.

الاثرالجهاز  الليمفاوي  في الجسم.
خلص العلماء الى وجود علاقة بين حمالة الصدر وسرطان الثدي فبدأوا بدراسة التأثيرات إلتي تسببها حمالة الصدر على الثدي وعلى الخلايا الحية والأنسجة
وفي محاولة لبعض العلماء لإيجاد السبب وراء ذلك يقول الدكتور ((سيدتي روس سينجر)) مدير معهد الدراسات الطبية للأغراض العلمية في ((هاواي)):
((إن حمالة الصدر ((السوتيان)) تؤثر على الجهاز ((الليمفاوي)) في الجسم، حيث إن الضغط على الثدي لفترات طويلة يؤدي إلى تكوين مواد سامة مسببة للسرطان
ومن الثابت علمياً أن معظم المواد الموهنة السامة تتركز في الدهون الموجودة في الجسم، فالثدي مكون أساساً من أنسجة دهنية، وأنه إذا ما أرتدت المرأة حمالة الصدر وبخاصة المتماسك الذي يضغط على الثدي بصورة شديدة بهدف الوصول للجسم المشدود فإن ذلك يعمل على تقليص أنسجة الثدي، ولأن الأوعية الدموية الخاصة بالغدد الليمفاوية قريبة من سطح جلد الثدي، فإنها تتأثر بضغط حمالة الصدر مما يعوق حركة الجهاز الليمفاوي الذي يعمل على تصريف المواد السامة ونواتج عملية الايض داخل الخلايا فتبدا بالتراكم داخل الانسجة الدهنية وكما ان النساء يرتدينها على الاغلب لفترات طويلة نسبيا وطوال هذه الساعات تقوم المواد المتجمعة بدورها في تحويل الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية، ومع مرور السنين يكون الأمر قد تفاقم، ويحمل الثدي ما يفوق طاقته من مواد سامة، مما يؤثر على الجهاز المناعى، وهو ما يساعد على تكوين خلايا سرطانية خبيثة في الثدي.
وقد اشارت دراسة مسحية قام بها باحثون على متطوعات من خمس مدن أمريكية حيث تم الاستعانة بنحو ألفين وست وخمسين امرأة مصابات بسرطان الثدي، وألفين وستمائة وأربع وسبعين امرأة غير مصابات...حيث تم طرح بعض الاسئلة عليهن وهي
 كم ساعة ترتدين فيها حمالة الصدر ((السوتيان)) يومياً؟
 هل يتسبب حمالة الصدر ((السوتيان)) في تكوين علامات حمراء على الجلد،
 هل يؤدي إلى الشعور بإثارة للمنطقة المحيطة بمشد الصدر؟.
وقد جاءت إجابة النساء المصابات بسرطان الثدي لتؤكد وجود علاقة بين ارتدائهن للسوتيان لفترات طويلة تصل أحياناً طوال اليوم وحتى خلال ساعات النوم، وبين إصابتهن بهذا المرض، فقد ظهرت نسبة إصابتهن بالمرض 125 مرة عن النساء اللاتي لم يستخدمن حمالة الصدر.
كما أشارت نتيجة الأبحاث إلى أن هؤلاء النساء تزيد الفرصة لديهن للإصابة بالمرض 113 مرة عن هؤلاء النساء اللاتي يرتدين ((السوتيان)) لفترة تقل عن 12 ساعة.
كما ثبت أن معظم النساء اللاتي أجريت عليهن الدراسة أنهن لا يرتدين حمالة الصدر خلال فترة النوم، ولكنهن يرتدين على مدة 12 ساعة يومياً، وحتى هؤلاء فإن نسبة إصابتهن بسرطان الثدي تزيد 21 مرة عن هؤلاء اللاتي تقل فترة ارتدائهن حمالة الصدر أقل من 12 ساعة يومياً، وحتى النساء اللاتي يرتدين حمالة الصدر أقل من 12 ساعة يومياً تزيد لديهن نسبة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 10% إذا ما قورن بهؤلاء اللاتي لا يرتدين حمالة الصدر على الإطلاق، 
ومن اهم النتائج التي توصل لها الباحثون إن اغلب المصابات بسرطان الثدي كن يرتدين حمالة الصدر ولكنهن كن يشعرن قبل ثبوت الاصابة بسرطان الثدي باعراض منها وجود علامات حمراء، على سطح الجلد، مع الشعور بتهيج المنطقة والإصابة بأعراض تشبة الحساسية، والمعاناة من هذه الالتهابات، وذلك نتيجة لارتداء حمالة الصدر المشدودة الضاغطة على الجسم، وهو  ما لم يحدث لهؤلاء اللاتي لم يصبن بسرطان الثدي.

خلال فترة النوم
وتبين  أن  في مجموعة النساء المصابات بسرطان الثدي 18% ،أنهن كن يرتدين حمالة الصدر حتى خلال فترة النوم، في حين أن نسبة لا تزيد عن 3% بين هؤلاء اللاتي لم يصبن بسرطان الثدي
واخيرا لاحظ العلماء ان النساء التي لهن اثداء كبيرة لا يلبسن حمالة الصدر وان لبسنها فانهن يستعملن حمالات غير مشدودة بحيث لا تسبب الالم  وقد كن لحسن الحظ اقل عرضة للاصابة بسرطان الثدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com