الأربعاء، 22 أغسطس 2012

تحدوا إعاقتهم... فأبدعوا

صورة

غدير سالم  - ..(في نهاية الدورة تم تسليم المشاركين الشهادات ..وكانت أسماء المكفوفين منهم مكتوبة أعلى الشهادة على نظام بريل».
من رحم المعاناة يولد الإبداع ؛ عبارة قد تشمل البعض ولكن ليس الجميع ، فبعض الأشخاص الذين لديهم معاناة وصعوبة معينة قد يستخدمونه وسيلة للكسل، ووقف وبكاء الحال، أما البعض الأخر تنطبق عليهم هذه العبارة قلباً وقالباً كصعوبات ومشاكل معينة في هذه الحياة لكنهم لا يقفون عند هذا الحال وإنما يسعون ويعملون، والأهم من هذا كله يبدعون وبشكل رائع جدا ، يبدعون أكثر من أي شخص ليس لديه ما يعاني من أجله .
 كل إنسان لديه معاناة معينه ولكن عندما تكون هذه المعاناه بفقدان حاسة من الحواس تكن أكبر وأصعب ، لذلك هم يبدعون ويعملون وينتجون بطريقة تجعلك تبتسم وتفرح وفي الوقت  نفسه تبكي على نفسك لعدم إبداعك أو صنع شئ مهم تفيد به نفسك وغيرك ، فالإبداع ثمرة ناضجة تطرحها الشجرة في غير أوانها ، وفي ظروف استثنائية .





 قد يحزن الفرد على نفسه 
«ذوي الإحتياجات الخاصة «  ، ان مجرد ذكر هذه العبارة ، يجعل الناس والمجتمع والمؤسسات في حالة تعاطف وشفقة   ينظرون إلى مواطن القصور والعجز لديهم .
..والسؤال هنا :لماذا لا ننظر الى مواطن القوة والإبداع والموهبة لدى هذا الانسان المبتلى والصابر..الذي يتحدى عجزه  .
 قد يشعر الفرد بالحزنعلى نفسه ،كون الابداع لدى هذه الفئة من الافراد يعجز اللسان عن وصفه والتعبير عنه ... جد ٌ، ومثابرة ،و إجتهاد ، وإصرار ، وعزيمة كل هذه الصفات تجتمع في شخص واحد رفض نظرة المجتمع غير اللائقة له أو المتعاطفة بطريقة لا تبدي نفعاً وأصر على إنجاز يحكى به ويفتخر به وينهي أي كلام قد يقولونه أو يسرده الناس بينهم.
 و قد نعتقد أن لفظ «الإعاقة « هو فقدان حاسة من الحواس .
..بل ان الإعاقة الحقيقية ،هي إعاقة التفكير، فكم من كامل (كمال الصحة ) ،أعاقه تفكيره الخاطئ عن رؤية جادة للحق ، فكلمة « معاق « التي تعودت عليها الألسن على إعتبارها تستخدم لكل شخص فقد نعمة من نعم الله في الحقيقة تجعل حامل هذا اللقب شخصاً متميزاً ذو إمكانية ومقدرة عالية لا نجدها عند الأصحاء .

فرص عمل 
 في المجال الإذاعي والإعلامي
  ولنشر هذا الإبداع والتعريف  به، نظمت شبكة الاعلام المجتمعي بالتعاون مع الجمعية الألمانية لتعليم الكبار ورشة تدريبية عن العمل الاذاعي، لعشرة اشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة تشمل ( إعاقة حركية وبصرية ) .
الإعلامي والمشرف على هذه الورشة «رامي زلوم» قال لـ «أبواب « :» قمنا بعمل ورشة تدريبية تهدف إلى تحسين فرص عمل الاشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة في المجال الإذاعي والإعلامي، الى جانب تعزيز حقهم بالمشاركة في مختلف جوانب الحياة .
 جاءت الفكرة من خلال البرنامج  الإذعي الذي يقدمه «زلوم» كل أربعاء على الهواء مباشرة من الساعة 2:30 - 3:30 في إذاعة صوت البلد « كلنا زي بعض» الذي يناقش جميع القضايا المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يطرح من خلاله مواضيع تتعلق بقضاياهم من شتى نواحي الحياة، ومن أهدافه أن تتغير النظرة المجتمعية النمطية تجاهه هؤلاء الافراد وان يتم تقبلهم كما هم « جزء لا يتجزأ من التنوع البيئي» بحيث يؤمن ويتفاعل المجتمع بقضاياهم « .
وأضاف :» بدأ تنظيم هذه الورشة في حزيران وبدأ التدريب في تموز الماضي ، وضمت  10 من الشباب والشابات من ذوي الإحتياجات الخاصة ( إعاقة حركية وبصرية ) حيث تم إختيارهم من بين 30 شخص تقدموا للدورة من مناطق عمان واربد والأغوار ، بحيث يتم تدريبهم على تقديم وإعداد البرامج الإذاعية وهندسة الصوت والمونتاج «.
وأشار :» إن هذا التدريب تم على مرحلتين المرحلة الأولى نظرية عن طريق محاضرات لمدة 4 أيام ثم يقوم كل شخص ولمدة 12 زيارة بالتدريب العملي على هذه المحاضرات حيث تم تخصيص متدرب لكل شخص يقوم على تدريبه بشكل كامل ، وبعض المدربين قاموا بعمل تقارير صحفية بثت على  راديو «عمان نت» عن نتائج هذا التدريب وكان العمل بشكل كامل ومنسق ومبدع «.

التدريب على هندسة الصوت 
  بعض الحالات وبالتحديد المكفوفين، كان من المفترض تدريبهم على إعداد وتقديم البرامج ولكنهم أصروا على التدريب على هندسة الصوت فكانوا يعملون بناء على ما يسمعون،   قمة في الإبداع وأعطوا نتائج مذهلة ، فمن بين الأشخاص في هذه الدورة المكفوفين ( موسى وفايز ) لديهم فرقة غنائية ويعرفون العمل كدي جي ومكسر وغيرها ، لديهم معرفة بهذه الأمور فأبدعوا في هندسة الصوت وتعلموها بشكل سريع وبطريقة سهلة .
وأضاف زلوم :» والجميل أن جميعهم أبدعوا وتمكنوا من إنتاج مقابلات وعمل تقارير وإعداد برامج كاملة على الهواء،  النتائج مذهلة وغير متوقعة « .

حوار مع النسمات
  ..الحوار مع  المشاركين في   الورشة  مكنا من معرفة أرائهم ومنطلقاتهم في الحياة وماذا استفادوا ،عدا عن رغبتهم المستقبلية  للعمل في مجال الاعلام ،كانوا حول « ابواب» في محاورات كانها نسمات من عطر وجمال ورقة حضورهم الراقي . 
«تشارلز ابراهيم» 30 عاماً خريج قانون الجامعة الأردنية يعاني من إعاقة حركية قال :» أحب الإعلام كثيراً ولدي خبرة سابقة في المجلس الأعلى لشؤون الاشخاص المعاقين في الجامعة الأردنية الألمانية ، لذلك أطمح بعمل برنامج لتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم ، ولأطور من نفسي «.

  أنا سعيد جدا   
«أما عمار محمد سعد مطر» 23 عاماً يعاني من إعاقة الحركية قال :» من خلال تدريبنا على هندسة الصوت وإعداد البرامج وتقديمها أصبحت أعلم كيفية تقديم الأخبار وكل ما يهم الهندسة الإذاعية وأصبح هذا العمل سهل جداً لدي وأنا سعيد جدا بهذه الدورة «.
«هبة حجازي» 27 عاماً خريجة لغة عربية تطبيقية من جامعة البلقاء - اربد تعاني من إعاقة حركية قالت :» أنا سعيدة جدا بهذا الورشة حيث تمكنت من معرفة ما لم أكن أعرفه سابقا بما يخص العمل الإذاعي وكيفية عمل وإعداد البرامج وتقديمها وأصبحت أعرف الجو العام للإذاعة ، ولقد اندمجنا مع المذيعين والمتدربين وأصبحنا أسرة واحدة في هذه الإذاعة هذا أعطانا دافع كبير وقدرة على الإبداع «.
وأبدت سعادتها بالخبر الذي قيل لهم بأنه سوف يتم تشغيل بعضهم في إذاعة صوت البلد أو غيرها من الإذاعات .
فايز الفراغير 37 عاماً يعاني من إعاقة بصرية قال: « قمت بأخذ دورات سابقة عن هندسة الصوت ولكني سعيد جداً بهذه الدورة فهي رائعة جداً اصبح لدي خبرة جيدة في المجال الإذاعي واتمنى أن أشتغل في هذا المجال «.
رشا عياد « 29 عاماً خريجة لغة عربية تعاني من إعاقة بصرية قالت :» يوجد لدي ميول إعلامية فأحببت أن أنمي هذه الميول والتوجهات ، سعيدة جداً بالدورة واستفدت منها كثيراً وأتمنى ان أشتغل في هذا المجال ولو تطوعاً «.
«أسامة السعيد « 35 عاماً يعاني من إعاقة حركية قال:»  تدربت على هندسة الصوت وكان هذا التدريب مميز وجميل واتمنى أن أكمل في العمل الإذاعي وسأتطوع في إذاعة صوت البلد ، فهذه الورشة كانت من السهل الممتنع ومن الصعوبات التي واجهتنا عدم توفر أرصفة أو مداخل مهيأة لذوي الإحتياجات الخاصة «

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com