الاثنين، 27 أغسطس 2012

البدانة .. وجاهة اجتماعية وخطر صحي في ساموا

صورة

تكافح سيدة تبلغ من العمر 34 عاما وتزن 110 كيلوجرامات من أجل أن تصعد سلم من سبع درجات يؤدي الى عيادة لعلاج اضطرابات النوم في آبيا عاصمة ساموا.
ويقول رئيس العيادة والتر فيرميولين إن «توقف التنفس أثناء النوم يعد مشكلة ملحة هنا.. اعتدنا أن يكون المرضى أكبر من 45 عاما ، ولكن بعضهم الآن في العشرينيات».
وجاءت مريضة اليوم التي يبلغ طولها 55ر1 مترا للحصول على أداة تساعدها على التنفس ليلا والنوم بشكل أفضل.
ويوجد في ساموا وجزر أخرى في المحيط الهادئ معدل أعلى للسمنة مقارنة بأي مكان آخر تقريبا. ووفقا لبيانات من منظمة الصحة العالمية فإن حوالي 60 في المائة من النساء في ساموا تعانين من زيادة خطيرة في الوزن. 
ففي ميكرونيزيا ، وصلت النسبة الى 75 في المئة ، وفي تونجا بلغت 78 في المئة وناورو 80 في المئة.
ويكلف انتشار السمنة ثمنا باهظا :يتمثل في الاصابة بمرض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والنقرس. وتعتبر مثل تلك المشكلات مسئولة عن ارتفاع عدد الوفيات في ساموا حيث نادرا ما يكون لدى الفرد تأمين صحي.
وقال وزير الصحة في ساموا إن تويتاما تالاليلي تويتاما ، خلال افتتاح أسبوع اللياقة البدنية ، إن حوالي ربع السكان يعانون من نوع ما من مرض السكري.
وقال الوزير إن نسبة أطفال المدارس الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في ساموا زادت من 4ر1 في المئة للذكور و2 في المئة للفتيات عام 1982 الى 3ر3 في المئة و3ر14 في المئة علي التوالي عام 2003.
ومن احدي العقبات التي تواجه حملات خفض الوزن في ساموا أن ضخامة حجم الجسم يعد اشارة على الهيبة في ساموا ، كما تجسد في شكل رئيس الوزراء تويلايبا سايليلي مالييليجاوي الذي يحكم البلاد منذ عام 1998.
وذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية قبل نحو عقد من الزمان أن «الوقاية والعلاج من البدانة في منطقة المحيط الهادئ أصبحت صعبة نتيجة المفهوم الثقافي التقليدي بأن البدانة علامة على الثروة والسلطة».
وتقول جيايما شولتز أخضائية التغذية من فيجي إن «للغذاء مكانة. فتناول الطعام يعد وسيلة لتعزيز الروابط الاجتماعية وبناء التحالفات الاقتصادية والسياسية وتأكيد النظام الاجتماعي».
وأضافت أن الغذاء والطبخ ووصفات الطعام «تدل علي الهوية الثقافية ايضا».
وقالت خلال ورشة عمل حول البدانة في ساموا إن «التصور السائد في المحيط الهادئ بأن (ضخامة الجسم) تعني الصحة ، امر يحظي بالاهتمام» ولاتوجد هناك أيا من الدلالات الغربية مثل «الوضع المتدني وضعف التعليم والشراهة وعدم ضبط النفس».
وتقول نينا فون ريش ، التي تدير استديو للياقة البدنية في آبيا ، إن المجتمع في ساموا هرمي للغاية. وأضافت «كلماكنت في قمة(الهرم الاجتماعي) ، كلما حضرت حفلات عشاء أكثر سخاء. فكل فعالياتنا ، ابتداءا من حفلات الزفاف ووصولا الى الجنازات ، تدور حول الطعام».
وشهد فيرمولين (72 عاما) وهو مدير سابق في وزارة الصحة في ساموا ، ارتفاع معدل توقف التنفس أثناء النوم على مدى ال 13 عاما التي أدار فيها عيادته.
ويوضح أنه عندما تصبح الرقبة سمينة للغاية ، يمكن أن يؤدي ذلك الى حدوث انسداد بالقصبة الهوائية عندما يسترخي المريض استعدادا للنوم.
وعندماينقطع الهواء ، يستيقظ الجسم المريض بشكل جزئي ويبدأ في التنفس بشكل سريع مجددا. ولكن انخفاض مستويات الأوكسجين في الدم ، حتى وان كان بشكل مؤقت ، يولد لدي المريض شعورا بالارهاق خلال النهار.
ويصرف فيرمولين لمرضاه أقنعة تنتج ضغط طفيف في مسارات الهواء بشكل يمنع انسداد قصبة الهواء.
ويقول «نحن نعالج الاعراض فقط ، ونقول لهم إنه يجب عليهم خفض أوزانهم. الاغلبية سيكونون بحاجة لجهاز مدى الحياة».
(د ب أ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com