الأربعاء، 29 أغسطس 2012

كوافيرات الحارة: سيدات يصففن الشعر ويزينَّ النساء بأسعار رمزية لتأمين دخل إضافي


حلا ابوتايه

عمان- "موهبتي في التجميل فتحت لي بابا لتأمين مصروفي الشخصي والحصول على دخل، وإن كان متواضعا يؤمن لي احتياجاتي الأساسية"، هذا ما تقوله الطالبة الجامعية عرين عيسى.
وتقوم عرين بتزيين بنات الجيران من موظفات وطالبات جامعيات مقابل مبلغ بسيط تحصل عليه، ما يشعرها بالسعادة التي تغمرها كلما حصلت على بعض المال لقاء عملها هذا.
وتشير عرين إلى أنها تؤمن مصروفا إضافيا لها من تصفيف الشعر وتزيينه؛ إذ أنه يدخل إلى جيبها في بعض الأحيان قرابة ثلاثين دينارا أسبوعيا.
وتقول عرين ان بنات جيرانها يطلبن منها تصفيف شعرهن مقابل دينارين؛ إذ يجدن في ذلك طريقة أيسر وأوفر على الجيب من الذهاب إلى صالونات التجميل التي تقتضي دفع 5 أو 6 دنانير لتصفيف الشعر.
وتمارس رغد سالم في الحي الذي تقطن به دور "كوافيرة الحارة" كما يناديها البعض؛ إذ تقوم بتصفيف الشعر وتزيينه سواء بالسشوار أو "الفير" أو "اللفافات" كما تقوم بعمل "مناكير وبداكير" لفتيات" الحارة أو غيرهن ممن سمعن عن رغد من فتيات الحي.
 وتشير رغد إلى أنها تحصل على دخل أسبوعي قرابة عشرين دينارا، لافتة إلى انها في بعض الاحيان لا تقوى على تخصيص وقت كاف لتلبية كافة الطلبات كونها مشغولة بدراستها الجامعية.
غير أن رغد تؤكد أن موهبتها في تزيين الشعر وعمل "المكياج" لا يتعدى كونه موهبه دون ان يتوارد إلى ذهنها تطوير موهبتها لتصبح مصدر رزقها الرئيسي بل تفضل على ذلك إكمال دراستها الجامعية والحصول على شهادتها العليا.
وتشير رغد إلى أن فتيات الحي مستفيدات من موهبتها تلك، من خلال تزيين الشعر بسعر منخفض دون الذهاب إلى صالونات التجميل وتكبد مشقة ذلك.
وفي ذلك يقول الخبير الاقتصادي، حسام عايش، إن هناك الكثير من الأشخاص ممن يستغلون مواهبهم المختلفة لتأمين مصدر رزق إضافي أو رئيس يؤمن لهم عيشا كريما.
وبين عايش أن مثل هؤلاء الأشخاص يسهمون بشكل كبير في تيسير الأمور على الآخرين من خلال تأمين الخدمات للمواطنين بأسعار أقل بكثير من كلفها الحقيقية.
ويشير عايش إلى أن موهبة كل من عرين ورغد في مجال تصفيف الشعر والتزيين تساهم في تأمين دخل إضافي لهن كما أنها تساهم في تيسير الأمور على فتيات الحي من خلال تصفيف شعرهن وتزيينه بسعر أقل بكثير من السعر المتعارف عليه.
ويلفت عايش إلى أن إتاحة المجال للأشخاص للعمل ضمن موهبتهم يساهم في تشغيل الكثير من العاطلين عن العمل ولا سيما الفتيات، بالإضافة إلى  تأمين دخل إضافي ورفع مستوى المعيشة الاقتصادي.
ويؤكد عايش أهمية تشجيع مثل تلك الأعمال البسيطة في الأحياء والمجتمعات الصغيرة لدورها الفاعل في تشغيل الأيدي العاملة وتحسين الاحوال المعيشية وتيسير الحياة على المواطنين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com