الثلاثاء، 12 فبراير 2013

الكتابة للأطفال .. العبء الجميل

صورة

كريمان الكيالي - في تعليق يسخر من الاعتقاد بسهولة الكتابة للطفل ، طرفة سردها كاتب الاطفال العربي المعروف «عبد التواب يوسف» قبل اكثر من عشرين عاما تجمع بين من يعالج الطفل ومن يكتب له ومضمونها «ماجابش مجموع فطلع طبيب اطفال « !

 مشكلتي مع أدب الطفل 
يخطىء من يظن بان الكتابة للطفل هي الأسهل ، وان تقديم اي حكاية مع صور فاقعة الالوان مثلا، قد تجذب الطفل وتجعله يقرأ ، حتى وان اشترى ذلك الكتاب المبهرج، الموضوع مختلف ، والمهمة أكبر من ذلك ولا يدرك صعوبتها ،الا من عمل بها وانشغل بمفرداتها، وحاول ان يطور من ادواته بقدر ما تتطور الحياة . صحيح ان الطفل كائن صغير الحجم ، لكن التوجه له مجهد الى ابعد الحدود ، فالكتابة للطفل لم تكن سهلة حتى على عباقرة الكتابة ،وحين بدأ توفيق الحكيم بتسجيل بعض الحكايات للأطفال عام 1977 قال :» من الصعب ان أنتقي وأتخير الاسلوب السهل، الذي يشعر السامع بأني جليس معه، ولست معلما له وهذه مشكلتي مع أدب الطفل».

المولوتوف الحارق 
 مقدمة تذكر بعد تداعيات مثيرة، تسبب فيها نشر موضوع حول صناعة المولوتوف الحارق، في مجلة اطفال معروفة في احدى دول الربيع العربي ، وبرغم اعتذار المحرر المسؤول في المجلة ، والتبرير بأن ما حدث كان سهوا ، وان الموضوع كان علميا بحتا ، الا ان الجهات الرسمية هناك قررت رفع دعوى قضائية ضد تلك المجلة ودار النشر، وكل من ساهم في اعداد وتحرير هذا الموضوع الذي وصف بالخطير ، باعتبار ان هذا المحتوى الإعلامي ضار بالنسبة للأطفال ، ومن شأنه أن يعرضهم إلى كوارث صحية، اذا ما قاموا بعمل التجربة وبالتالي يهددون حياتهم و غيرهم، كما قد يؤدي نشر مثل هذه المواضيع، إلى استغلال الاطفال في أعمال تخريبية وإرهابية، مما يعرض أمن البلاد إلى الخطر». والامر لن ينته عند هذا الحد ، فهناك نية لانشاء إدارة لحماية حقوق الطفل ، حتى مما ينشر في مطبوعات تتوجه للأطفال.
لكن رد الفعل كان مختلفا لدى الصغار ، ولم يثر تصنيع المولوتوف الحارق ذلك الخوف في نفوس الصغار، بل اعتبروه موضوعا علميا عاديا مثل كثير من المواضيع ، ولم يجدوا فيه ما يحرضهم على تصنيع تلك القنابل، التي تستخدم في المظاهرات بحسب ماورد في التقرير الاخباري لفضائية عربية 

عصر التكنولوجيا المتقدمة
 حيث قال طفل في التاسعة:» قرأت الموضوع وأعجبني لكن لم افكر في القيام بهذه التجربة» ، وأضاف آخر لم يتجاوز الحادية عشرة :» لدينا انترنت وبه آلاف من المعلومات المتنوعة ، حتى لو كانت تختص بتصنيع قنابل هيدروجينية «، فيما أضافت فتاة في الرابعة عشرة :» المواضيع العلمية تشد الطلاب والطالبات، فالعصر الذي نعيشه عصر التكنولوجيا المتقدمة

الصغار أبرع من الكبار 
اما معلم في العلوم العامة فقال :» الضجة كانت اكبر من حجمها ، والمشكلة ان الطفل ما يزال يعامل كمتلق ،وليس كباحث برغم ان الصغار ابرع من الكبار، باستخدام وسائل التكنولوجبا المتنوعة، في البحث والتواصل مع الاخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية ؟ فيما اتفقت آراء بعض الاباء والامهات الذين تحدثوا في التقرير، على ان الاطفال هذه الايام اكثر التصاقا بالتكنولوجيا ، وماهو موجود على مواقع الشبكة العنكبوتية أخطر واكبر بكثير مما نشرته المجلة أو تنشره غيرها من المطبوعات، والابناء والبنات بحاجة دائمة لمتابعة ورقابة مستمرة من الاسرة. 
ولعل تلك الضجة التي رافقت نشر كيفية صنع قنبلة مولوتوف ، تذكر بسؤال الكاتب الروسي مكسيم غوركي للأطفال عما يحبون قراءته فأجابوه بالقول: « كل شيء.. كل شي .»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com