الأربعاء، 6 فبراير 2013

في كشك الصحافة لأحمد الكايد .. عالم من ثقافة الجرائد والمجلات و الكتب

صورة

وليد سليمان - قراء كثيرون .. داوموا على عشق رائحة الحبر و الأوراق .. إنهم يجدون لذة في ملمس ورق الصحف والكتب وهي بين أياديهم .
ولا يستطيع الشخص المتجول صباحاً أو مساءً في الشارع الشهير شارع الملك فيصل المعروف باتساعه وجماله إلا أن يتوقف هنا وهناك عند اكشاك الصحف و المجلات و الكتب التي تعرض أصنافاً عديدة مدهشة بألوان أغلفتها وألوانها وعناوينها الملفتة للنظر . ومن تلك مثلاً كشك الصحف والكتب الواقع عند أحد مداخل سوق الذهب و الصاغة أول شارع الشابسوغ . لصاحبه ( أحمد الكايد ) وهو أقدم بائع صحف متجول في عمان منذ خمسينات القرن الماضي وحتى الآن .
في داخل الكشك استقبلنا ابنه عمرو الكايد الذي يبلغ من العمر حوالي ثلاثين عاماً حيث أوضح لأبواب الرأي أنه استلم مهمة إدارة هذا الكشك لمساعدة والده منذ اكثر من عشر سنين .. لكن هذا الكشك والذي أُنشئ في عام 1977 مع اكشاك الصحف الاخرى في قلب مدينة عمان بالتعاون مع نقابة الصحفيين الاردنيين.. فقد تعددت الوجوه التي تناوبت على إدارته مع صاحبه أحمد الكايد ومنهم كان الأبناء و الاخوان وأبناء الأخ , حتى وصل الدور إلى الابن الصغير عمرو الذي قال :
إن عدداً لا بأس به من افراد الأسرة والاقارب قد كان لهم نصيب من الثقافة التي نهلوا منها وهم يعيشون يومياً ما بين الصحف والقراء والمثقفين .. حتى أن بعض الزبائن القدامى لهذا الكشك ممن سافروا واغتربوا سنوات طويلة خارج عمان يزورون هذا الكشك بعد طول غياب ليتساءلوا أين فلان وفلان الذين كنا نشتري منهم الصحف مثلاً ؟!.

الصحف في الصباح
يومياً في الصباح الباكر ينزل عمرو من منزله إلى وسط البلد قبالة ساحة المسجد الحسيني حيث يكون والده أحمد الكايد قد جاءته الصحف المحلية اليومية في هذا المكان ليأخذ عمرو كمية منها كي يوزعها على محلات زبائنه المعروفين له .. والكمية الاخرى ليضعها في الكشك بعد فتحه صباحاً .. ثم ليرتب و يعلق صحفه ومجلاته جيداً على واجهات كشكه ..ليبدأ نهاره بابتسامه حلوة لاستقبال الزبائن وقراء الصحف المحلية .. وبفنجان من القهوة ومطالعة الصحف مثل : الرأي والدستور والغد والعرب اليوم ...
وحول هذه العادة اليومية لعمرو يوضح : ليس من المعقول أن أبيع الجرائد اليومية دون أن أعرف ما بها من أخبار ومواضيع صحافية هامة .. وذلك من باب التثقيف الذاتي وحب المعرفة وما يدور عندنا وحولنا من أحداث وأخبار ومستجدات سياسية واجتماعية واقتصادية .. وحتى الخدماتية ..فهناك من الناس ممن يسألون عن : هل توجد في صحف اليوم مثلاً اسماء المقبولين في مؤسسة ما .. أو هل هناك اعلانات عن مقاولات ما ... أو ... الخ .
ومن خلال مطالعاته وقراءاته لهذه الصحف فأن عمرو يشعر أنها قد ساهمت بتشكيل ذائقته الثقافية التي عادت عليه بأثر ايجابي بطريقة تعامله مع القراء والزبائن والمشترين حتى أصبح لديه العديد من الصداقات والمعارف الذين يعتز بهم .. ومن هذا فقد صار كشك الصحف جزءاً هاماً من حياته اليومية التي يعيش من خلاله أيضاً مع والأخبار والصور الساخنة من احداث مؤلمة ومفرحة تجرى في هذا العالم المترامي الاطراف والصغير جداً عبر الصحف وأخبارها .

مجلات وكتب شهرية
وعند سؤالنا لعمرو عن المجلات الشهرية العربية التي يساهم بنشر ثقافتها لزبائنه القراء والمثقفين في عمان قال :
هناك أولاً مجلة ( العربي ) العريقة التي ما زالت تصدر من دولة الكويت منذ اكثر من خمسين عاماً حيث انها مجلة مدعومة من دولة الكويت فما زال ثمنها ( 50 ) قرشاً في متناول جميع الأيدي .. فهي مجله ليس همها الربح المادي بل لبث روح الثقافة والعلم لدى القراء العرب .. لذا ما زالت تتوارثها الاجيال جيلاً بعد جيل .. انها صديقة الأسرة العربية بلا منازع .. فالبعض من الاجيال الحديثة يقرؤها لأن والده مثلاً كان يقتنيها منذ عقود طويلة .. عدا عن القراء القدامى المداومين على قراءة هذه المجلة القديمة والمتجددة دوماً.
ومن دولة الكويت أيضاً يصدر الكتاب الشهري عن سلسلة عالم المعرفة زهيد الثمن و هو شامل لكل انواع الثقافات حيث في كل شهر يتنوع اختصاص الكتاب .. فمرة هو كتاب في الفن ومرة اخرى في السياسة أو الاقتصاد أو الادب أو العلم أو الفلسفة او الفكر ... الخ . إذ يقبل على شرائه قراء متنوعو الاهتمامات ومنهم من يشتريه شهرياً بغض النظر عن الموضوع الذي يحتويه لإكمال مكتبته المنزلية من هذه السلسة الشهرية الهامة .. و كثير من هذه الكتب تكون مترجمة عن كتب شهيرة في بلدانها الاجنبية ..
وهناك مجلة عالم الفكر.. ومجلة حوليات الآداب ومجلة الكويت ومجلة العربي العلمي والتي بدأت تصدر منذ حوالي السنة فقط . وجميع ما ذكر من مجلات وكتب شهرية هي من إصدار الكويت التي تساهم مشكورة بنشر الثقافة دون الاهتمام بالمردود المادي .
ومن المجلات الشهرية الاخرى والتي يقبل عليها القراء والمثقفون في عمان مثلاً المجلات السعودية مثل : البيان الدينية , العربية , الفيصل الثقافية , والفيصل العلمية , والفيصل الادبية ..أما من دبي فمجلة الصدى ودبي الثقافية ...الخ .

و من مصر تأتينا مجلات مشهورة مثل الشهريات :
كمجلة الهلال والتي يزيد عمرها عن مائة عام , ومجلة أدب ونقد، والازهر، وطبيك الخاص .. وهناك مجلات مصرية ثقافية فصلية مثل : فصول , وابداع ... ودراسات فلسطينية .
أما عن الكتب الشهرية والتي تصدر كسلاسل معروفة من مصر فهناك شهرياً كتاب اليوم المتنوع وكتاب اليوم الطبي وروايات الهلال .. و من لبنان فهناك مجلات مثل طبيبك والغذاء الصحي والاداب البيروتية ... الخ من مجلات ثقافية متنوعة وكتب شهرية وفصلية والتي يصعب حصرها جميعاً !!.
واخرى فصلية تصدر من السعودية نذكر منها :علامات في النقد وجذور ونوافذ .

الصحافة السياسية والفنية 
ومن المجلات السياسية العربية التي ما زال يقبل عليها القراء في عمان وان قل ذلك عما كان عليه منذ عقود سابقة ربما بسبب ارتفاع اسعار المجلات أو بسبب انتشار وسائل الاعلام الاخرى، ومنها المجلات المصرية الاسبوعية مثل : روز اليوسف والمصور واخر ساعة والاهرام العربي وصباح الخير .. ومن لبنان مجلات اسبوعية سياسية مثل : الوطن العربي والصياد والاسبوع العربي والاداري ... الخ .
وعن جنسية المجلات الفنية والخاصة بعالم الدراما والغناء فهي مصرية ولبنانية مثل : الموعد والشبكة والكواكب والسينما والناس وأخبار النجوم ونصف الدنيا ... الخ . حيث يقبل على قراءتها كلا الجنسين ومن اعمار مختلفة . وتوجد كذلك المجلات النسائية التي تهتم بعالم المرأة والازياء والمكياج والفنون مثل : زهرة الخليج وسيدتي ولها وحواء ... وبوردا الاجنبية .

الكتب كهدية 
وفي ظاهرة ثقافية جديدة نسبياً بدأت منذ عدة سنوات هو ان بعض المجلات والصحف أخذت تصدر مع مطبوعتها كتاب ثقافي منفصل كهدية مجانية للقراء مع المجلة وذلك للتشجيع القراء العرب على الاطلاع والمعرفة دون تكليفهم دفع ثمن الكتاب فهو مجاني . ومن هذه المجلات نذكر مثلاً : مجلة دبي الثقافية , مجلة ابداع , المجلة العربية , مجلة الازهر , مجلة البيان , وجريدة القاهرة الاسبوعية بعض الاحيان , ومجلة أو كتاب عالم المعرفة .

الصبايا .. والنساء 
وإلى ماذا تتجه في المطالعة والقراءة نساء وطالبات الكليات والجامعات في عمان من كتب ومجلات متنوعة !!!.
أشار عمرو الكايد إلى ان معظم هذه الفئة وبالذات الفتيات الكبيرات ممن يدرسن في التعليم العالي يتجهن في قراءاتهن إلى النوعية التالية من المطبوعات :
الروايات بمختلف أنواعها مثل الرومانسية كروايات عبير وأحلام المترجمة للعربية وهي روايات على شكل كتب جيب صغيرة الحجم .. ثم الروايات الحديثة والتي تذاع شهرتها في وسائل الاعلام والصحافية مثل روايات احلام مستغانمي وأثير عبدالله وعبد الرحمن منيف وباولو كويلو وروايات أجاثا كريستي واخرى عالمية قديمة شهيرة لأرنست همغواي وتشالز ديكنز وغيرهم .. كذلك الكتب الحديثة والتي تخصصت في علم البرمجة العصبية التي توضح كيف يسيطر الانسان على حياته وسلوكه وتوفر له النجاح والسعادة في مشوار حياته الشخصية والمهنية تلك الكتب والتي اكثرها اجنبية مترجمة للعربية عدا من الكتب العربية للخبراء في هذا المجال مثل الدكتور ابراهيم الفقي وغيره .

الجرائد الأردنية والعربية
ويقول عمرو : هناك عدد كبير من الصحف و الجرائد الاردنية التي تصدر من عمان لكن أشهرها اليومي هي : الرأي والدستور والغد والعرب اليوم وغيرها... و الجوردان تايمز وهي باللغة الانجليزية ... ثم هناك الصحف الاسبوعية ومن اشهرها شيحان ,الشاهد , الحياة ، كلمة , الجزيرة , أخبار الناس , المجد , الاهالي , الوحدات , حيث تطرح تلك الاسبوعيات قضايا فيها جرأة وصراحة وتلك المواضيع يمكن تصنيفها إلى اجتماعية وسياسية واقتصادية وفنية ورياضية حيث لها قراؤها .
أما المجلات الاردنية الاسبوعية الشهيرة فهناك مثلاً الجزيرة الشهيرة ومجلة نكهات عائلية , ومجلة ليالينا الخاصة بالحفلات والاعراس والمناسبات الاجتماعية المحلية . وثم هناك مجلات للاطفال مثل :حاتم ووسام وبراعم الاطفال.. ومجلات اخرى متخصصة بالانجليزية مثل جو , فيفا , لافنج ول , هوم , جوردن بزنس ... الخ .
لكن مجلة أفكار الشهيرة والصادرة عن وزارة الثقافة الاردنية وكذلك مجلة وسام ؟ ! لم تعد الوزارة تهتم بتوزيعها على الاكشاك والمكتبات ؟!.
ومن مصر تأتي الجرائد التالية اليومية مثل : الاهرام، الجمهورية , الاخبار , الشروق , وأخرى اسبوعية مثل : الوفد , التحرير , النبأ , الأنباء , الخميس , القاهرة , وجرائد رياضية مصرية عديدة كالاهلي والزمالك واخبار الرياضة والهدف والقمة ... الخ .
ومن لبنان يقرأ الجمهور الاردني جرائد الحياة والنهار والانوار وتلك الاخيرة صادرة عن دار الصياد ولمؤسسها سعيد فريحة الذي أرسل ذات مرة هدية مع رسالة شكر إلى والد عمرو وهو أحمد الكايد لما كان يقوم به من توزيع وبيع رائع لمنشورات دار الصياد في عمان منذ الستينيات والسبعينيات ... الخ , وهناك صحف من دول اخرى تأتي للاردن مثل القدس والشرق الاوسط من لندن , والقدس من الضفة الغربية ... الخ . فعالم الصحف والجرائد واسع جداً لا ينضب . 

كتاب مفضلون 
وعن كُتّاب الصحافة الاردنية والعربية الذين يقرأ لهم عمرو الكايد ويستمتع ويعجب بمقالاتهم الصحفية فقد ذكر اسماء منها :
أحمد حسن الزعبي , فهد الفانك , صلاح القلاب , , طاهر العدوان , ياسر الزعاتره , طلعت شناعة ، وليد سليمان, محمد صالح المسفر ،خيري منصور , رشاد أبو شاور , ناهض حتر , ماهر ابو طير , ياسر ابو هلالة , فهد الريماوي , مصطفى بكري , وعبد الباري عطوان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com