الخميس، 14 فبراير 2013

عيد الحب.. فرصة للتعبير عن مشاعرنا

صورة

سهير بشناق -ليس غريبا ان تكون كلمة «حب» العنوان الاصيل لوجودنا ،منذ اللحظة التي يتكون بها الجنين في رحم امه، يبدأ بالتخلق تدريجيا، ويبدأ معه الحب بالتكون؛ من حب الامهات والآباء الى حب الابناء والازواج والاصدقاء.
انها مشاعر، لا نستطيع الا ان نحيا بها وان اختلفت اشكالها ومستوياتها في نفوسنا !
جميعنا نحب ولكننا قد نجهل استخدام اللغة المناسبة للتعبير عن مشاعرنا ليس بخلا فينا بقدر ايماننا بأن الاشخاص الآخرين من حولنا يدركون مدى حبنا لهم فنتجاهل ان نخبرهم بذلك وكأن حقيقة الحب كحقيقة وجودنا . 
وعيد الحب وان كان لدى الكثيرين يوما لا يختلف عن باقي الايام  الا ان الكثيرين يعتبرونه مناسبة للتعبير عن مشاعرهم إما بوردة او بهدية او بكلمة نطلقها من قلوبنا للذين نحبهم نذكرهم بانهم لا يزالون يعيشونفي بثنايا القلب النابض بهم . 
ويعود تاريخ «عيد الحب « الى اسطورة رومانية قديمة حيث كان يوجد مهرجان يسمى مهرجان الخصب , وهو مهرجان روماني قديم كان يقام في 15 فبراير لضمان الخصب للناس والقطيع والحقول، وفي هذا المهرجان كان يتم التضحية بالخراف والكلاب حيث يقام هذا العيد علي شرف القديس الروماني «فالنتين» الذي تم سجنه وإعدامه لمساعدته الآخرين وكان ذلك يوم 14 فبراير عام 270 قبل الميلاد.
وقام الإمبراطور الروماني «كلاديوس» بإصدار أوامره بعدم الزواج أثناء وقت الحرب لأنه كان يعتقد أن الزواج يضعف من قدرة الرجال والجنود على القتال في الحروب، لكن القس «فالنتين» ذهب ضد رغبته فكان يقوم بتزويج الأفراد وإقامة احتفالات الزواج، لذلك صدرت أوامره بسجنه.
وخلال فترة سجنه وقع في حب ابنة السجان العمياء وأثناء زواجه منها استعادت بصرها، وقبل إعدامه قام بإرسال رسالة لها استطاعت قراءتها جيداَ وكان الإمضاء «فالنتين» وقد ارتبط هذا اليوم بعد ذلك بإرسال الهدايا والبطاقات للتعبير عن الحب، وجاء هذا اليوم تخليداًً لذكرى القديس «فالنتين» وهو نفس اليوم الذي تم إعدامه فيه ليصبح يوم الحب العالمي.
الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع  يؤيد الاحتفال بعيد الحب وعدم تجاهل هذه المناسبة كونها وسيلة اصبحت ضرورية للتعبير عن المشاعر في ظل بروز مظاهر الاغتراب الأسري وزيادة حالات العنف الاسري وارتفاع نسب الطلاق   
ويقول  : ان هذه المظاهر السلبية المسيطرة على مجتمعنا تحتاج الى وجود هذا اليوم الذي من خلاله نعمل على مراجعة انفسنا واعادة الروابط الاسرية الى مسارها الصحيح بما تحمله من مشاعر حب ومعاملة حسنة بين افراد الاسرة الواحدة  مشيرا الى ان هذه المناسبات تعتبر دافعا لنا نحو مزيد من التمسك بالعادات والتقاليد والقيم والسلوكيات الجميلة بين افراد المجتمع في ظل انشغال مجتمعاتنا العربية باللهاث خلف النواحي المادية متناسية اهمية المحبة بين افراد المجتمع « .
ويصف الخزاعي أن عيد الحب بداية هو التزام بحياة اجمل تخلو من العنف او اي سلوك اسري غير سوي بحيث تكون الهدية بهذا اليوم تعبيرا عن نسيان الماضي وبداية جديدة تحمل معاني الحب والصدق في التعامل والراحة النفسية التي يحتاجها الازواج في ظل العالم الذي نعيشه والذي غابت عنه المشاعر الصادقة وسيطرت عليه مظاهر سلبية تؤثر على علاقات الافراد بعضهم ببعض . 
واكد الدكتور الخزاعي على ضرورة عدم استغلال هذا المناسبة في جني الارباح المادية من خلال رفع اسعار الورد والهدايا الرمزية التي يتم تبادلها في العيد ، وطالب المجتمع بعدم المبالغة في التعبير عن الفرح واحترام خصوصيات الاخرين اذ ان ليس كل افراد المجتمع يحتفلون بهذا العيد .
ويرى الكثيرون ان عيد الحب ليس تعبيرا حقيقيا عن المشاعر وان الحب بمعانيه الكبيرة يجب ان لا يرتبط بيوم واحد فقد ... لكن بالرغم من ذلك فان المشاعر تحتاج بين فترة واخرى الى التجديد والى تزويدها بسلوكات اخرى مرادفة للحب الذي يعيش بالقلوب ... فالوردة والكلمة الطيبة والكتاب والبطاقة والشمعة وأشياء كثيرة وصغيرة تحمل الفرح للمحبين ولغيرهم لو جاءت في يوم الحب..
ويصف الخزاعي قيمة الهدايا بالبسيطة ومفردات الحب بانها قادرة على اعادة  ترتيب المشاعر من جديد وتذكرنا بأن « الحب يتغير لكنه لا  يفقد قيمته ووجوده لكنه يحتاج في ظل متاعب الحياة وهمومها الى يوم نعيده الى مسيرته الطبيعة في نفوسنا كونه اساس الحياة ومنبع الاستمرار فيها لأن القلوب التي لم يزرها طيف الحب يوما ولم تدرك معانيه واتساعه من حب الابناء والآباء الى حب الخير هي الاكثر شقاء وان احتفلت بمئات من الورود .
ويبقى للحب رونقه الخاص به فالقلوب القادرة على المحبة هي قيمة كبيرة ولا يمكن لانسان في هذا الزمن ان يجد من يحبه بصدق الا ويكون قد كسب الكثير فالامهات والابناء والازواج والاصدقاء الحقيقيون جميعهم حبهم لا يضاهيه شيء  بالحياة , ولكنهم يحتاجون منا ان نعبر عن هذا الحب ليس فقط بالهدايا لكن بالمعاملة الحسنة وبمفردات تعني لهم الكثير فأن نقول لانسان نحبه فهذا يعني لنا وله الكثير وان وجوده بحياتنا يزيدها اشراقا وصدقا وهذا ليس بالامر الصعب لكنه سلوك قد نجهل تطبيقه في حياتنا اليومية 
جمعيا نحتاج لندرك حجم الحب من حولنا فبدونه تصبح الحياة صعبة ونشعر بالغربة الداخلية. 
وقد يكون عيد الحب تذكيرا لنا بألا نبخل على الاخرين بالتعبير عن مدى عمق وجودهم بايامنا فهو يوم وينتهي كباقي الايام من اعمارنا لكن الكلمة تبقى تعيش في قلوبنا نتذكرها دوما لندرك كم نحن نحب وكم هناك من قلوب لا تزال برغم صعوبات الحياة وهمومها تحبنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com