الاثنين، 11 فبراير 2013

أسباب تمنع مصابي الاكتئاب من زيارة الطبيب النفسي


عمان - هل أنت مصاب بأعراض اكتئابية؟ هل تحصل على علاجات دوائية أو نفسية لها؟ تقدر الإحصاءات أن ما معدله 66 % من مصابي الاكتئاب لا يطلبون أو يسعون للحصول على علاج له.
أما نتائج ذلك، فغالبا ما تكون مدمرة؛ إذ إن ذلك قد يفضي إلى معاناة المصاب نفسيا وإصابته بالأمراض العضوية وفقدانه لوظيفته وفشل زواجه. أما الأسوأ من ذلك، فإن عدم علاج هذا الاضطراب النفسي قد يؤدي إلى وفاة المصاب، سواء انتحارا أو من شدة الأعراض العضوية والسلوكات النفسية الخطرة الناجمة عنه، والتي تتضمن الامتناع عن تناول الطعام.
هذا ما ذكره موقع WebMD الذي أشار إلى أن منظمة الصحة العالمية WHO تصنف الاكتئاب بأنه واحد من أكثر الأمراض تعطيلا للفرد عن ممارسة حياته وواجباته ونشاطاته اليومية. أما مع العلاج، فإن نحو 70 % ممن يحصلون عليه يتحسنون خلال أسابيع قليلة على الأغلب.
فإن كنت مصابا بالاكتئاب ولا تسعى أو تطلب الحصول على علاج، فابحث عن السبب الذي يمنعك من ذلك من خلال الأسباب الآتية:
- اعتقاد المصاب بأنه سيشفى من تلقاء نفسه من دون علاج إن انتظر وقتا كافيا.
ورغم أن حالات الحزن البسيط تشفى بالفعل مع الوقت، إلا أن ذلك لا ينطبق على مرض الاكتئاب. فهو قد يستمر طوال حياة المصاب إن لم يحصل على العلاج المناسب.
وهذا ما ذكره الطبيب إريك نيلسون، الذي أضاف أن مصاب الاكتئاب لا يستطيع "الانزلاق" من هذا المرض مع الوقت فقط. فهو، كأي مرض آخر، يحتاح إلى التدخل الطبي لعلاجه. ويجب أن يتم هذا العلاج بناء على السبب المؤدي له.
ويذكر أن بعض الأسباب التي تدل على مدى الأذى الذي قد يلحق بالمصاب إن انتظر زوال الاكتئاب من تلقاء نفسه هي، بحسب الطبيب نيلسون؛ ازدياد شدة أعراضه سوءا مع مضي الوقت. كما وأنه كلما ازدادت مدة الانتظار بدون علاج تزداد معها صعوبة السيطرة عليه، وذلك فضلا عن ازدياد احتمالية معاودة الإصابة به بعد توقف العلاج.
وليس هذا كل شيء، فإن الدلائل تزداد حول كون ترك الاكتئاب بدون علاج قد يسهم في الإصابة بأمراض عضوية أو يزيدها سوءا.
وقد ذكر الطبيب نيلسون، تعقيبا على ذلك، أن أمراض القلب بشكل خاص ترتبط بالاكتئاب. كما وقد وجدت الأبحاث أن هناك ارتباطا بين الاكتئاب والأمور الاستقلابية (الأيضية)، والتي تشمل البدانة ومرض السكري. وذلك فضلا عن ارتباطه بأمراض أخرى، منها مرضا ألزهايمار والسرطان.
ونصيحة الخبراء هنا هي؛ عدم السماح للاكتئاب بأن يستمر. لذلك، فتحدث لطبيبك واضعا بعين الاعتبار أنك لا تنشد العلاج لمرضك النفسي فحسب، وإنما أيضا لعلاج أمراض عضوية والوقاية منها، علاوة على إعادتك لحياتك الطبيعية.
- رفض استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب.
ويعزف العديدون عن زيارة الطبيب خوفا من أن يكون عليهم استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، غير أنه رغم فعاليتها، إلا أن علاج الاكتئاب لا يتطلب دائما استخدامها. فقد أصبحت العلاجات النفسية، أي ما يسمى بالعلاج بالكلام والعلاج السلوكي، فعالة جدا في هذا المضمار، فالأدوية لم تعد الخيار العلاجي الوحيد للاكتئاب.
ويذكر أن العلاج المعرفي السلوكي، وهو أحد أساليب العلاج النفسي الذي يركز على المكان والوقت الحاضرين، يساعد المصاب على التعرف على مشاعره وأفكاره وسلوكاته، وذلك لتحسين نوعية الحياة وعلاج الاكتئاب لديه.
ورغم أن العلاج النفسي يعمل لدى البعض على الأمد القصير بفعالية العلاج الدوائي نفسها، إلا أنه قد يكون أكثر فعالية على الأمد الطويل، ذلك بأنه يعلم الشخص كيفيات للسيطرة على الضغوطات الحياتية والمواقف والأمور التي تفضي إلى الشعور بالكآبة، كما وأنه يساعده على تغيير أفكاره السلبية ونظراته إلى الأمور.
وينصح الخبراء هنا ياللجوء إلى طبيب نفسي أو اختصاصي نفسي أو اختصاصي اجتماعي والحصول منهم على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول علاج الاكتئاب بشكل عام وعدم الالتفات لما يسمعه من الآخرين من قصص حول العلاج واستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب؛ إذ إن تأثيرات هذه الأدوية تختلف من شخص إلى آخر. كما ويجب الوضع بعين الاعتبار، إن لزم استخدام الأدوية المذكورة، بأنها غالبا ما تعطى لفترة محدودة، وذلك حتى تزول الأعراض وتمضي مدة محددة على زوالها، وذلك تجنبا لحدوث انتكاسة قدر الإمكان.
- عدم اقتناع المصاب باللجوء إلى العلاج كون الشعور بالكآبة لا يستمر بشكل متواصل.
تعريف الاكتئاب لا يلزم الشعور بالكآبة أو الإصابة بنوبات من البكاء بشكل متواصل. فمصابو الاكتئاب غالبا ما يزورون طبيبهم بسبب ما لديهم من أعراض تتضمن آلام العضلات واضطرابات النوم والشعور بالإرهاق، وذلك من دون علم منهم بأن هذه الأعراض ناجمة عن كونهم مصابين بالاكتئاب. فهذه الأعراض قد لا تتصاحب لدى البعض مع الشعور بالحزن.
وأضاف الطبيب نيلسون أن هناك أيضا ما يسمى بالاكتئاب المقنّع، والذي يفقد المصاب به الترابط مع الشعور بالحزن ومع أي مزاج غير طبيعي. وقد يصف المصابون به شعورهم بما يشابه اللامبالاة أو المزاج المتبلد أو الشعور بأنهم ليسوا "أنفسهم".
وفي هذه الحالات، يشخص الاكتئاب بناء على أعراض أخرى، وتحديدا انخفاض أو فقدان الاهتمام بالنشاطات التي كانت محبوبة مسبقا.
وينصح الخبراء هنا بعدم قيام الشخص بتشخيص نفسه بالإصابة بالاكتئاب، بل عليه استشارة الطبيب ليقوم بذلك ليعالج بالشكل المناسب.
- شعور المصاب بالخجل من التحدث بهذا الموضوع مع طبيبه.
مع الأسف، فإن ما يمنع بعض مصابي الاكتئاب،  أو أي مرض نفسي آخر، بالتحدث عما يشعرون به من أعراض نفسية، سواء مع الطبيب أو غيره، هو ما يحيط بهذه الأمراض من خجل وعار. لكن هذه الأمراض، والتي يقع الاكتئاب ضمنها، لا تختلف عن أي مرض عضوي يتطلب العلاج.
ونصيحة الخبراء هنا هي؛ التذكر بأن الغالبية العظمى من الناس قد أصيبوا أو سيصابون في وقت ما من حياتهم بهذا الاضطراب الشائع. فضلا عن ذلك، فإن الطبيب أو الاختصاصي النفسي سيحافظ على سرية ما يدور بينه وبين مريضه.


ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني / وكاتبة تقارير طبية
lima1422@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com