الثلاثاء، 12 فبراير 2013

غاوي: القراءة كنز ينمي قدرات الطفل ويبث فيه الفرح


منى أبو صبح

عمان- "الغيرة القوية على اللغة العربية" دفعت سوزان غاوي، كاتبة قصص الأطفال، للمبادرة بتأليف كتب وقصص خاصة بأبناء هذه الفئة، بأسلوب مغاير للمعتاد، تنمي معارفهم، وتوجه سلوكهم في المراحل العمرية المختلفة، ليقينها الشديد بأن القصة وسيلة رائعة تؤثر في الأطفال، من خلال طرح أفكار جديدة لتبقى عالقة في أذهانهم في المستقبل.
وترى غاوي أن أدب الأطفال يختلف عن غيره من ألوان الأدب، فإيصال المعلومة في أدب الأطفال يحتاج إلى معرفة ومهارة، لذلك ينبغي أن تحاور القصة الطفل بمفردات بسيطة، مع إضافة بعض المفردات الجديدة التي توسع زاده اللغوي بعد أن يسأل عن معناها ويفهمها.
وتقول سوزان "من واقع تجربتي الشخصية كمدرّسة لغة فرنسية لمست اهتماما واسعا بكتاباتي في أدب الطفل. ففي هذا الشأن وضعت بالتعاون مع أشخاص آخرين خطة دقيقة لتشجيع الأطفال على اقتناء الكتب، وآمل أن تتبنى مدارسنا هذه السياسة في الاهتمام بالطفل وتقدير دور الكتاب والأدباء في صناعة أدب الطفل".
وفي السياق ذاته، تضيف "لعل من أهم المواضيع التي تغفل قصص الأطفال عن تناولها موضوع الموت الذي تناولته قصة "الموت في الصحراء". فمن الضروري الحديث عن الموت كظاهرة طبيعية، حتى يتخلص الطفل مما بداخله من مشاعر سلبية حول الموت، حتى لا يصاب بأزمة نفسية".
واستفادت كاتبة أدب وقصص الطفل غاوي، من تجربتها في تدريس اللغة العربية، بعد حصولها على بكالوريوس في تربية الطفل من الجامعة الأردنية/ فرع اللغة الفرنسية، التي ساعدتها على الدخول في ميدان كتابة قصص الأطفال في شتى المواضيع التي تنمي لدى الطفل العربي قدراته اللغوية وتغذيه بالمعرفة.
وأثرت غاوي أدب الأطفال بخمس وعشرين قصة من تأليفها، التي توجه من خلالها رسالة تربوية للطفل بحسب فئته العمرية، ولوالديه والمعلم. فعلى غلاف كتاب غاوي نرى عبارة "تناسب الأعمار في سن ما".
قصة "أرنوبة وحيدة"، مثلا، تمثل امتدادا لقصة "حنان وأرنوبة" التي تتحدث عن تزاوج الأرانب وتلد الخرانق. بهذه الوسيلة استطاعت الكاتبة مساعدة الأهل والمعلم في الإجابة عن استفسارات الأطفال بصورة مبسطة حول مختلف المواضيع.
وارتأت غاوي أن تكمل قصة أرنوبة بعدما كبرت في السن، فوجهت رسالة من خلالها تقول "كم جميل أن نهتم بغيرنا ونساعدهم، كم هو مهم أن نهتم بصحتنا وغذائنا، كم هو جميل أن نفكر بالآخرين، وألا ننساهم. فنحن عندما نكون صغارا نحتاج إلى مساعدة الكبار، وعندما نكبر نحتاج إلى مساعدة الصغار، أليس كذلك؟!".
أما قصة "سباق السيارات" فهي وسيلة تربوية من الكاتبة للفت انتباه الأطفال لأهمية الشعور بالمسؤولية، واحترام حقوق الآخرين؛ إذ تتحدث القصة عن أنواع السيارات، وحلم الطفل في تصميم سيارة عربية، لزرع روح الابتكار فيه والعزيمة والطموح الذي يصنع مستقبله ويحقق نجاحه الذي تزدهر به حياته.
وتشير غاوي في قصة "البحر الأحمر" لجمالية البحر وسحره الغريب، حيث تبحر فيه للتعرف على عالم البحار الكبير، واكتشاف سر الكائنات البحرية المتنوعة فيه، من أسماك ومرجان. وتشجع هذه القصة الطفل على الغوص، وتحث فيه فكرة المغامرة والسعي للتعلم والمعرفة، وضرورة المحافظة على البيئة ونقاء ونظافة البحر.
"ليلة فرح وبابا نويل" قصة أخرى من القصص التي ألفتها غاوي مؤخرا، تخاطب بها الأطفال قائلة "ما معنى العيد بدون محبة؟، وما معنى المحبة بدون عطاء؟ وما معنى العطاء بدون فرح؟ فلنحب بعضنا بعضا، ولنعمل على إسعاد الآخرين!".
وتقدر غاوي أن السبب الرئيسي في نجاح قصصها هو حرصها على التواصل مع الأطفال، ويساعدها في ذلك عملها كمعلمة، حيث يمكنها هذا التواصل المتواصل من معرفة المواضيع التي تهم الطفل، في مختلف الفئات العمرية، مؤكدة أن التفاعل والاندماج مع الأطفال يجعلان القصة أكثر صدقا وقربا من انشغالاتهم، ويسهمان في تنمية مواهبهم، وهو ما حققته، على سبيل المثال، قصتا "فؤاد الهداف"، و"حكاية الكمان".
وتتمنى غاوي أن لا يفارق الكتاب (القصة) الطفل في كل مكان، لقناعتها أن الكتاب صديق، وأن العلاقة بينه وبين الطفل قوية، داعية الطفل إلى قراءة القصص قبل النوم، لأنها تمنحه الراحة النفسية.
وتقول إن من بين الطرق التربوية المساعدة تبادل الأدوار بين الطفل وطفل آخر في سرد القصة، أو بينه وبين والديه، لتزداد علاقة الطفل بالقصة وتنمو مهارة القراءة لديه، منوهة إلى أنه في هذا الأسلوب سعادة يتبادلها الطفل مع من يشاركه أدوارها، واستمتاع بالقراءة وأحداثها.
وتطمح غاوي لأن تصل قصتها لكل طفل عربي، وأن تصبح في متناول يده، في المدرسة وفي البيت، وتتمنى أن تولي وزارة التربية والتعليم قصص الأطفال ما تستحقه من اهتمام وتشجيع.
وتشير غاوي قائلة "بعد أن صارت التكنولوجيا جزءا من واقعنا اليومي، وصارت غالبية أطفالنا يستخدمونها ويتفاعلون معها، فقد اتجهنا لإصدار قصص للأطفال، من خلال "الآي باد" و"الآي فون"، فأنجزنا برنامج "أطفال يحبون العربية" من خلال قصة "الفيلة الثلاثة"، وهي قصة جديدة للأطفال العرب الصغار، متوفرة الآن على "الآي باد" في "أبل ستور"".
وتقدم "الفيلة الثلاثة" التي تصدر لأول مرة، قصة للأطفال باللغة العربية، وهي تجربة في تعلم القراءة باستعمال الرسومات، تتيح للطفل التفاعل المسلي مع التأثيرات الصوتية، واختيار صوت الراوي وشخصيات القصة. شاركت الفنانة سمانثا هتشنسون في هذه القصة التي ألفتها غاوي، بتصميم الرسومات، باستخدام تقنيات متعددة ومميزة.
ويتابع القارئ بطل القصة "الدغفل" وهو يقضي نهاره مع أمه الفيلة، وأبيه الفيل في الغابة، في يوم مليء بالمغامرات والأنشطة المسلية.
والقصة، كما تقول غاوي، كتبت بعناية كبيرة، وهي تلقّن الطفل وتعلمه معلومات ومفاهيم متعددة في مجال عالم الحيوانات، والأشياء والأعداد، ومقارنة الأحجام والألوان.
يشار إلى أن "أطفال يحبون العربية"، أسسها في كندا أحمد القدارس ومحمد غلاييني، وقد جاءت قصة "الفيلة الثلاثة" محاولة منهما لتحبيب الأطفال الصغار في اللغة العربية، عن طريق الألعاب والتطبيقات الإنجليزية المشوقة.

muna.abusubeh@alghad.jo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com