السبت، 18 فبراير 2012

اكتشف عدوك الداخلي وتخلص منه



عمان- ترى من هو المسؤول عن الحالة غير المستقرة التي تشعر بها تجاه أهم علاقة عاطفية تربطك بشريكة حياتك؟ لماذا لا تحصل على نفس مشاعر الحب والاهتمام التي تمنحها للشخص الآخر دون انتظار مقابل، لكنك في نفس الوقت تتمنى أن تحصل ولو على جزء منها؟ لماذا تسعى لمنح الطرف الآخر كل ما تستطيع من جهد كي توفر له السعادة وفي المقابل تشعر بأنه حتى لا يقدر لك هذا الفعل؟
ما سبق نموذج لعدد من الأسئلة التي تسعى لتعذيب المرء إلى ما لا نهاية، فبحسب موقع Ezine Articles، فإن البعض يقومون بقراءة كل كتاب ومقال ونصيحة يمكنهم الوصول إليها، أملا بأن يجدوا الطريق المناسبة للخروج من عذاباتهم والدخول لحالة من البهجة المفترض أن ترافق كل العلاقات الحميمية التي تربط بين الزوجين.
وفي حال لم يعثر هؤلاء الأشخاص على حلول لمشاكلهم من خلال المواد المكتوبة فإنهم مستعدون لحضور الندوات وورش العمل التي يقوم بها الخبراء والاختصاصيون علهم يجدون أجوبة لاستفساراتهم المتعبة والتي تؤثر على السير اليومي لحياتهم. لكن المشكلة هي أن المرء قد يحصل على الكثير من المعلومات والنصائح من تلك المصادر ويشعر بالحماس لتطبيقها على نفسه وشريكة حياته، لكنه يتفاجأ بعدم حدوث تغيير يذكر على تلك العلاقة وتبقى الأمور تسير على نفس الوتيرة، ما قد يسهم بزيادة الضيق الناتج عن تعميق القناعة بأن العلاقة التي تربطه بالطرف الآخر تمر بمراحل من الفشل الذي قد يعصف بها.
مشاعر الفشل المزعوم ستقود المرء إلى زيادة قائمة الأسئلة التي تحدثنا عنها، وسيضيف عليها أخرى مثل: لماذا يتصرف معي بنوع من العناد؟ لماذا لا يقبل أن يتغير من أجلي طالما أنني أقوم بكل هذا الجهد من أجله؟ وأخيرا سيبدأ بالتساؤل حول الخطأ الذي قام به ليستحق العيش ضمن هذه المشاعر السلبية المرهقة.
عندما تكون إجابات تلك الأسئلة بعيدة المنال فإنه يكون هناك مكان واحد يسعى البعض لتجنب البحث خلاله وذلك يكون إما بوعي منهم أو بدون وعي، لكنهم فقط يخشون عدم قدرتهم على التعامل مع الأجوبة التي ستقدم لهم عندها. هذا المكان هو داخل أنفسهم كونهم يخشون بأن تكون الأجوبة التي سيحصلون عليها عبارة عن لائحة من الاتهامات التي قد تزيد الأمر سوءا.
قد لا يتنبه كثيرون للعدو المتمرس الذي يسكن داخلهم، هذا العدو الذي يملك آلاف الطرق لتدمير أي علاقة تربط المرء بغيره. قدرة هذا العدو الداخلي تفوق أي شيء خارجي خصوصا عندما يتعلق الأمر بإيجاد الطرق المناسبة لتفكيك العلاقات ومن ثم هدمها كليا. هذا العدو يعتبر محترفا بأمور تقويض وتخريب كل الجهود المبذولة للحفاظ على علاقة الحب بين الشريكين. قد يندهش البعض بداية لهذا الأمر، لكن لو أعدنا التفكير قليلا سنجد ببساطة أن النفس تدرك جميع نقاط ضعفها وكيفية تجاوزها أو تضخيمها. لكن كيف يمكن لهذا الأمر أن يحدث؟
لا بد وأن الغالبية يدركون بأن العدو الداخلي الذي نتحدث عنه هو حقيقة نرغب بأن نتجاهلها. فالمرء يمكن أن يمضي سنوات طويلة وهو يواجه خصوما يرى بأنهم المسؤولون الحقيقيون عن فشل علاقته بشريك حياته، بل ربما يكون الخصم في كثير من الأحيان هو الشريك نفسه. لكن لو تهيأت الظروف المناسبة فإن الخصم الداخلي سيولد وسيكون بمقدوره إحداث أضرار عميقة تفوق قدرة أي شخص آخر مهما بلغ من القوة، وذلك كونه على دراية تامة بنا.
فمن ضمن الأمور التي يستخدمها العدو الداخلي كسلاح فعال ضدك هو معرفته التامة بأسرارك الخاصة التي لم يسبق لك أن تحدثت بها مع أحد، ويعلم أيضا عن مخاوفك التي لم يسبق لك إظهارها، ويعلم تلك الأشياء البسيطة التي لا تعجبك بنفسك وتتمنى لو أمكنك تغييرها، والأهم من كل ذلك علمه بأشد لحظات الضعف التي تمر بك.
من خلال ما سبق يمكننا أن ندرك بأن الخصم الداخلي يتجلى بهيئة انعدام الأمان والشك والخوف والارتباك والشعور بالذنب والإدمان وأي شعور سلبي آخر نسمح له بالدخول والسيطرة على حياتنا. في بعض الأحيان لو شعرت بأن الطرف الآخر يعاملك بطريقة سيئة فاعلم بأنه ربما تنبه للخصم الذي بداخلك. وكون هذا الأمر غير مقتصر على العلاقة بين الزوجين وإنما يمتد لجميع العلاقات التي تربط الناس ببعضهم فينبغي عليك أن تعلم أنه عندما يتنبه الطرف الآخر إلى مخاوفك قد يلجأ لاستخدام هذا الخوف ليجعلك تبقى مكانك، ولو تنبه للشعور بالذنب لديك ربما يقرر أن يضربك بنفس السلاح الذي تضرب به نفسك، ولو تنبه لمشاعر الإدمان على التواصل معه، على سبيل المثال، فإنه قد يستخدم تلك المشاعر كالجزرة التي يلوح لك بها من أجل القيام بما يريد وهكذا. وهنا فإن أفضل ما يجب عليك فعله هو السعي للتخلص من عدوك الداخلي، وعندها ستجد بأن حياتك بالفعل بدأت تسير بالشكل الذي تحلم به.
عندما تتمكن من هزيمة هذا العدو وعندما يشعر الناس من حولك بأنك تحب نفسك وتقدرها وأنك تثق بقدراتك ولديك طموحاتك التي تسعى لتحقيقها مهما كانت صعبة، فالمهم أن تكون واقعية، وأنك تشعر بأنك تستحق مشاعر الحب من الطرف الآخر وأن هناك تصرفات لن ترضى بها، ستجد عندها بأن من حولك يقدرون جوهرك ويعلمون قيمتك. ولو وجدت بأن البعض تركوك فاعلم بأنك الرابح أيضا كونهم سيخسرون إنسانا يمنحهم كل المشاعر الصادقة تجاههم لكن مع الاحتفاظ بقيمته هو أمام نفسه وأمام الآخرين.
علاء علي عبد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com