كريمان الكيالي -  على خلاف مشاعر الفرح  التي تغمر الأطفال وهم يحتفلون بأعياد ميلادهم ، تتسبب هذه المناسبة باضطراب في حياة الغالبية العظمى من الناس ، برغم أنها تصنف ضمن المناسبات السعيدة في الحياة .
  عندما نكبر تختلف الحسابات، وبدل أن يكون الاحتفال بعيد ميلاد الأشخاص مناسبة جميلة ،  يصبح أقرب لذكرى مفزعة، كثيرون يرفضون الاحتفال  بها ، ولا يريدون لغيرهم أن يتذكرها  أو يذكرهم بها ، يتنازلون بطيب خاطر عن عبارات وهدايا يتم تبادلها بهذه المناسبة.
    وفي مشاركات عفوية شكلت رؤية مختلفة لهذه المناسبة  ، لم يجد بعض من صادف عيد ميلادهم الأسبوع الماضي ما يعبرون فيه عن مشاعرهم في ذلك اليوم إلا أن يكتبوا آراءهم وتعليقاتهم في مدوناتهم الشخصية عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي  .. بدأها  « أيمن 37عاما « بالتساؤل : لماذا لم نعد نحب أعياد ميلادنا ؟  نهرب أو نتهرب منها ؟ هل أصبحت مناسبة حزينة في حياتنا  ؟ لماذا نحبها ونحن صغار فقط ؟  عندما نتجاوز الثلاثين ، نشعر بالعمريمضي سريعا ، يصبح يوم ميلادنا عبئا ثقيلا ، سنوات تزيد من أعمارنا، تضاعف من مسؤولياتنا والتزاماتنا وهمومنا وربما أحلامنا ، أكره يوم ميلادي ليس لأنني لا أريد أن أكبر، بل لأنني لا أريد أن أحاسب نفسي ! ماذا فعلت ، ماذا حققت ؟ وهل فعلا استفدت من سنوات تمضي ولا تعود.؟!
  وكتب « زيد 38عاما « كنت مثل غيري من الأطفال ، أفرح كثيرا بعيد ميلادي .. حفلة ، كعكة، هدايا وألعاب ، طالما انتظرت ذلك اليوم بفارغ الصبر، كنت أشارك كل  إخوتي يوم ميلادهم برغم اعتراضهم على أنانية كثيرا لم استطع التخلص منها في هذه المناسبة ،  كنت أغني وأنفخ على الشمع المضاء بلهفة كبيرة،أصفق بحماس كبير، وبعد أن تنتهي هذه المهمة أقتسم هدايا لم تكن من حقي ، لكن عندما تخطيت الصف السادس الإبتدائي ، لم يعد الأمر بذات الأهمية على الأقل ، لم تعد تهم الحفلة والمدعوين من الأصدقاء ، كل ما كنت أتوق إليه مزيدا من الهدايا والاهتمام من أفراد أسرتي، في المرحلة الثانوية نسيت أمرهذا اليوم تماما ، لكن أمي كانت شديدة الحرص على تذكيري به وما تزال حتى الآن وبعد أن أصبحت رب أسرة .!!
  وفي تعليق ل « ياسر» : أنا مثل كثيرين يكرهون الاحتفال بأعياد ميلادهم ، ليس بسبب سنوات عمري التي تجاوزت الأربعين بقليل ، بل لأن هذا اليوم يأتي  ليواجهنا بالحقيقة التي لانحب سماعها، لقد كبرنا عاما  ، ترى ماذا أنجزنا خلال هذه السنوات الكثيرة التي شكلت أعمارنا وأيامنا ولهفتنا على الحياة؟ 
   وكتبت سامية «42عاما «  الخشية من  تقدم العمر لاتستثن حتى الرجال،  لاأحد يحب أن يكبر، والمرأة هي من تتهم دائما بمحاولة اخفاءعمرها ، لكن ما دمت إنسانة ناجحة في عملي وبيتي وأسرتي، لماذا أخاف من عيد ميلادي ، العمرلا يقاس بعدد السنوات بل بما ننجزه خلالها .
 وحملت عبارات « هدى  « بعض الانصاف لهذه المناسبة وكتبت ..لايهم أن يضاف عام جديد إلى سنوات العمر، الأهم أن نحترم هذا اليوم الذي أتينا فيه إلى هذه الدنيا، نتذكر أنه كان يوما فاصلا في حياة الوالدين، كان حلم الأهل وفرحتهم ،  لو فكرنا بكل ذلك ، لن نكره ذلك اليوم الذي ولدنا فيه أبدا مهما قست علينا الظروف ولم تفسح لنا الأقدارأن نحقق كل ما نريده .!!