الأحد، 26 فبراير 2012

محمد الراشد يكتب ل عمون .. من الشام ... لعمّان !!

كتب محمد الراشد - خاص بعمّون - نرحب بالأشقاء السوريين، نترحم على شهدائهم، ونشد على ايدي ثوارهم الأفذاذ، ونواسي معتقليهم وجرحاهم، ونحاول ان نجبر خواطرهم المكسورة وقلوبهم الفزعة ، ونضرع الى الله العلي القادر، ان يبطش بمن شرّدهم وشتتهم ومزقهم إربا، كما تفعل الضواري المتوحشة والهوام الكاسرة.

يستطيع السوري ان يذرع الاردن شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، وهو يرى الى الأردنيين يرحبون به ويعلون مقداره ويشدون أزره ويشاطرونه الهموم والمصير والخبز والمدرسة والمركز الطبي والمستقبل، على قاعدة انها: بلاد العرب اوطاني من الشام الى معان.

هاهنا القاعدة القومية العربية الكبرى، سيبونا من الشعارات والبيانات والخطابات، فقد ظل هذا الحمى الأردني الهاشمي، قوميا في كل لحظاته ومواقفه، بدءا من النهوض بألأعباء الجسام للثورة العربية الكبرى، والمؤتمر الوطني الاردني والكورة ومقهى حمدان وحسين الطراونة و....الضمور وقدر المجالي وراشد الخزاعي وكليب الشريدة والحوراني- البطاينة وسلطان العدوان وصايل الشهوان وعلي خلقي الشرايري ومحمد علي العجلوني وفايز الشراري ومحمود كريشان ومحمد المحيسن والعوران ومحمد اخو ارشيدة ومفلح الكايد العبيدات.....

نعم ظلت الأنظمة الثورية تشتم الاردن - ممثل الرجعية العربية حسب توصيف الهيلمجي احمد سعيد -، تشتمه، ويفر اليه احرارها ويلوذ به ثوارها - من تحت الشيك - ، تشتمه تلك الانظمة القرووسطية، وتتناول الهامبرغر مع الحبايب في حفر الباطن تحت علم المارينز، والاردن يتعرض لحصار خانق قاتل يستمر سنوات، توّجه الرئيس بوش بإستقبال فقيدنا الغالي الملك الحسين في مطبخ البيت الابيض، بسبب إصراره على الحل العربي ورفضه الاستقواء بالاجنبي الذي تأتي بوارجه، حاملة الدمار ومدراء الشركات، لتوقيع عقود السيطرة والتقاسم والإذعان.

ما هي معايير (قومية) النظام، ان لم تكن (انسانية) النظام ؟!!

هل نصدق (قومية وتقدمية) الأنظمة الدكتاتورية، التي تذبح شعوبها وتدفع خيرة ابنائها الى الفرار؟ واقع الحال اننا صدقنا. فقد انحزنا وهتفنا لها، وتم تجييشنا للوقوف في طوابير طويلة، ترفع صور الطغاة والجزارين والقتلة، وتنخرط بحماسة، في احزابهم ومخابراتهم وإعلامهم وتكويناتهم الثقافية وتشكيلاتهم الاعلامية. لقد وفرنا لهم الشرعية، التي لم توفرها لهم شعوبهم، المشردة الفارة اللاجئة الى جهات الكون الاربع.

ولم يتبين لنا الرشد، الى الان، والى ضحى الغد، رغم انفضاح وانكشاف كل الاستار، وسقوط الشعارات وانحسار الشرعيات.

لقد شاركنا في كل معارك العرب، وتوحّد نهر الدم الاردني الفلسطيني، على اسوار القدس وبواباتها، وعلى بطاح جنين، وذرى جبل النار، وفي الكرامة - الاسطورة.

كما قدمنا الشهداء دفاعا عن دمشق وعن الهضبة السورية المحتلة، ووقفنا نحمي نظاما ظل – وما يزال – يسرق ماءنا، ويروي به مزارع ضباطه، التي انشأها عل مجرى نهرنا المقدس.

لقد استقبل بلدنا – بفخر و بلا منّة - كل الاحرار المضطهدين، من كل انحاء العالم. استقبل الشركس والشيشان والأرمن والفلسطينيين والعراقيين والسوريين واللبنانيين والليبيين واليمنيين.

عندنا الان قرابة 100 الف لاجيء سوري عزيز، والى ما قبل نهاية السنة، وسقوط الطاغية ونظامه الفريد في دمويته، سيصبح عدد اللاجئين السوريين نحو 500 الف ويزيد سنمد عليهم لحافنا واهداب العيون. وستصبح الفرصة سانحة لتفاعل الافكار والاتجاهات والتفاعلات الثقافية والفكرية، فلم يحصل على الاطلاق، ان تجمع في قطر عربي واحد، هذا العدد الهائل من الاشقاء العرب.

سيتابع اخواننا السوريون والعراقيون، الطالعون من جحيم سلطات العائلات، مساراتنا وحراكنا ومقارباتنا وتفاعلاتنا وجهودنا من اجل تحسين شروط الحياة والعيش، في وطن ليس فيه نفط ولا ماء، وطن يعكف ابناؤه بكل همة، على مكافحة الثالوث اللعين : الفساد والبطالة والفقر.

كل يوم تزداد قناعاتنا، بأننا كنا وما زلنا، على المسار الصحيح، واننا نطهّر صفوفنا اولا بأول، بالقانون وبالحق وبالعدل. وان ما لا يدرك كله، لا يترك كله.
....
* محمد الراشد وزير اسبق وشخصية وطنية معروفة وكاتب متميز وتتحفظ عمون عن نشر اسمه الى حين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com