الاثنين، 27 فبراير 2012

شهر العسل: مطلب يزيد من تكاليف الزواج


مروة بني هذيل

عمان- تخطط العشرينية ميساء عماري لشهر العسل الذي ستقضيه مع الشريك المنتظر منذ صغرها، على اعتبار أنه أساس الحياة الزوجية والارتباط، وبه يظهر مدى صدق الرجل ورغبته في إسعاد زوجته.
عماري التي تدرك أهمية السفر وفعالياته في التجديد والترويح عن النفس، تقول "لم أسافر في حياتي لأي مكان، ومنذ صغري وأنا أرسم خطة شهر العسل الذي سأقضيه مع فارس أحلامي".
في حين يجد العشريني يعقوب كنعان أن شهر العسل لا يلزم به الزوج بالسفر والسياحة مع زوجته، رائيا أن أفضل مكان لقضائه هو بيت الزوجية، فهو أفضل مكان للاجتماع به بعد الخطوبة والتعارف.
وبالرغم من أن الزوجين قد يقومان بالعديد من الرحلات سوياً طيلة حياتهما، إلا أن رحلة شهر العسل لها مذاق من نوع خاص جداً لأنها أول رحلة تجمعهما سوياً بوصفهما زوجا وزوجة.
وفي هذا السياق تذهب اختصاصية الحياة الزوجية الدكتورة وصال العديلي إلى أن شهر العسل ليس بمدته ولا يشترط به مرور شهر كامل، بل بكمية السعادة التي تطوق الزوجين في أول أيامهما الزوجية، مؤكدة أن على الزوجة أن تراعي الوضع الاقتصادي لزوجها، وأن لا تحمله فوق طاقته. ويمكن قضاء أيام العسل الأولى من حياة الزوجين بأي مكان بسيط، وفق العديلي التي تشير إلى أن الزوجة الذكية هي التي تعرف كيف للعسل أن يحلي طيلة حياتهما الزوجية، دون أن يعتمد على سفر خارج البلاد، ودون أن يحمل الزوج تكاليف مادية باهظة.
أيام قاسية تعرض لها الأربعيني عبدالله القضاة، فتزوج مرتين وفشل في محاولاته، وهو الآن مصمم على عدم الارتباط، لما تركه ماضيه من خلفية سيئة عن النساء، يقول "في زواجي الأول طلبت مني زوجتي أن أسافر بها شهر العسل إلى ماليزيا، وفعلت رغبةً في إسعادها، وكلفني ذلك تكاليف عالية جداً، واستمر سفرنا شهرين، وبعد عودتنا للبيت، كانت معاملتها غريبة، وبدأت تطلب مني أن أسافر بها إلى بلد آخر، وبعد أن شرحت لها سوء أوضاعي المادية، طلبت الطلاق، وانفصلنا".
تكرار التجرية مع عبدالله أثر سلباً على نفسيته، مضيفاً "لم أجد حتى الآن امرأة تحبني لذاتي، وتحب العيش معي لو في غرفة واحدة، فكل من قابلتهم، أحبوا السفر والدلال، وهذا يضغط الرجل ويجبره على الانفصال".
تنصح الخمسينية أم محمود بناتها بعدم زيادة الطلبات على الزوج، تقول "لديّ خمس فتيات، وشاب، وبعد أن تعرض ابني الوحيد لمشاكل كثيرة أثناء فترة خطوبته، لكثرة طلبات الخطيبة وأهلها، نصحت بناتي بالعقلانية، فشهر العسل وتكاليفه ليس بتلك الأهمية.
وبالرغم من إيمان أم محمود بضرورة توفير جو خاص للزوجين وبعيد عن الجميع، إلا أنها ترى أن هذه الخصوصية يمكن خلقها في ظروف وأجواء غير مكلفه، فالزوجة السعيدة هي التي تقدر ظروف زوجها وتتحمل ذلك.
وتعتقد العشرينية مرام تركماني التي قضت أجمل ثلاثين يوماً مع زوجها في شهر العسل، أن شهر العسل ضروري جداً في حياة الزوجين، فمن خلال تلك العزلة بينهما بعيداً عن الأهل والأصدقاء، يمكن للزوجين اكتشاف بعضهما، وزرع أساسيات الحب والرومانسية في حياتهما الزوجية.
وتضيف "فجملة شهر العسل هي فترة الثلاثين يوما التي تعقب حفلة الزفاف والتي يقضيها العروسان وحدهما، ولأنها ستكون بطبيعة الحال أجمل الأيام وأحلاها فقورنت حلاوتها بالعسل".
في هذه الأيام تتبع عادة شهر العسل غالباً مراسم الزواج والزفاف والتي هي في واقع الأمر بعيدة كل البعد عن معناها الأصلي، من منظور  الدكتور اختصاصي على النفس الاجتماعي جمال العتوم، مشيرا إلى أن أصل هذه الجملة موجود لدى عند الشعب الإسكندينافاني (النرويج) قديما "Honey moon".
وهذه العبارة، وفق العتوم، تعني "أي شيء سعيد"، ذاهبا إلى أن التاريخ النرويجي القديم يصف ويفسر كلمة "شهر العسل" على طريقته، ولكن في هذه الأيام، فمفهوم شهر العسل مقترن بالسفر وقضاء أجمل الأوقات بتكاليف كبيرة. 
وأصبح هذا الشهر، كما يرى العتوم، بمثابة شرط في الزواج عند بعض الأسر، وهذا أمر غير منطقي، فسر شهر العسل يكمن في السعادة الزوجية أيّا كان مكانها ومصدرها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com