الاثنين، 27 فبراير 2012

الضغوط النفسية في سن الستين و السبعين..هل هي مشاكل حادة؟

صورة

د. نايف محمد الرشيدات - لماذا يميل معظم الناس - من كبار السن - بين سن (60 –70 ) سنة إلى الاستقلالية و الانعزال في البيت ، او التودد عن قرب لاقرب الناس إليهم بالإضافة إلى بقائهم على اتصال مستمر مع أبنائهم حتى و لو كانوا بعيدين عنهم في المسكن .
 و عادة ما يتودد الشخص في هذه السن لابنته اكثر من ابنه و التي هي بدورها كثيراً ما تعطف على أبويها و تهتم بهما اكثر من الابن لطبيعتها العاطفية و التصاقها الشديد بأهلها حتى بعد الزواج .
و في هذه السن عادة ما ينشأ الانفصال عن الانعزالية تدريجياً و ما يعقبه من ضعف الروابط الاجتماعية و أحيانا يصبح الانعزال أمرا لا مفر منه و يتكيف الشخص مع الوضع الجديد و يتقبله و قد يستمر في التكيف مع مرض عضوي و أحيانا يعاني من أعراض الاكتئاب نتيجة الإحباط و العزلة , حيث لا يوجد ما يشغل وقت فراغه.

 مشاكل هذا العمر!
 أن هذه السن هي سن التقاعد من الوظيفة و التي تعتبر من أهم عوامل مرض الاكتئاب هنا و يلاحظ هذا بكثرة في المجتمعات المدنية المتحضرة اكثر منه في الأرياف . و هذا لا يمنع من أن الأشخاص في هذه السن إذا استطاعوا أن يخططوا لحياتهم ما بعد سن التقاعد و يشغلون أوقات فراغهم في عمل يناسب سنهم و مؤهلاتهم فإنهم يستطيعون أن يتغلبوا على الوحدة و الانعزال و أعراض الاكتئاب.

ضعف الروابط و الصداقات
 قد يعاني اي انسان بصفة شخصية ، في هذه السن من ضعف الروابط و الصداقات التي كانت تربطه بزملائه في العمل قبل التقاعد و بالتالي إلى ضعف العلاقة بين أفراد عائلته و يكثر في مجالسه العائلية من تذكر أمجاد الماضي و يكررها باستمرار و في كل مناسبة و كأنه ينكر وضعه الحالي من الانعزال و السكون في البيت و التي أحيانا ما يصاحبها تلف تدريجي في خلايا الدماغ .
و يختلف الوضع بالنسبة للمرأة حيث أنها في هذه السن تحافظ على علاقتها القوية بأولادها و بناتها و تبقى هي الأساس في الاستقرار العاطفي و الاجتماعي في الأسرة , أما علاقة المرأة بعائلتها كأخوتها فعادة تكون مستقرة على الرغم من وجود مؤشرات لضعف تلك الرابطة و ذلك بسبب وفاة أحد الوالدين أو كلاهما بالإضافة إلى فقدان الزوج في هذه السن .

المرأة الأرملة
 تشعر المرأة الأرملة أحيانا بالانعزال و الانطواء لأنها لم تكيف نفسها أثناء الزواج للحياة بما فيها من مهارات اجتماعية بدون زوج كان يشاركها حياتها الزوجية بحلوها و مرها .
و في هذه السن؛ تدخل المرأة أحيانا المستشفى إذا أصيبت بمرض عضوي بالإضافة إلى العزلة الاجتماعية و خاصة إذا كانت أرملة أو مطلقة . لذا فالأمراض و الضغوط النفسية تزداد نسبتها في هذه السن عندما يتزايد تأثير العوامل الاجتماعية المختلفة من تفرق الأصحاب و الأحباب و العزلة الاجتماعية التي تعقبها بالإضافة إلى الأمراض العضوية المصاحبة التي تؤدي إلى زيادة الأعراض السابقة .

أخصائي الطب النفسي (العلاج السلوكي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com