الأحد، 26 فبراير 2012

التعامل الصحي مع زيادة الوزن !

صورة

تتيانا الكور - يعبر العديد منا عن مشاعر الإحباط واليأس، وأحيانا الغضب والإكتئاب، وضعف الإرادة والقدرة على التعامل مع مرحلة زيادة الوزن، سواء كنا ممن يعاني من زيادة الوزن، أو كان دورنا الإشراف على هؤلاء الذين يعانون من زيادة الوزن في العائلة مثلا، كالأطفال. 
ويؤكد العلم الحديث على ضرورة التفكير بإيجابية والسعي وراء تبني محاور علم النفس الإيجابي، أو المعروف بالسايكولوجية الإيجابية، والتي تشير إلى أربعة محاور رئيسية ترافق عملية التغيير الإيجابي، ويتخلله تغيير نمط الحياة، وهذه المحاور هي: 1) محور البدء بالمديح، والذي يتخلله إبراز نقاط القوة والإيجابية لدى الفرد، 2) محور الإشارة إلى عادة ما، أو سلوك ما أو نقطة واحدة فقط نود للفرد تغييرها، وهنا يؤكد العلم إلى ضرورة تحديد نقطة واحدة فقط وليس إجراء عملية سرد لكل نقاط الضعف والإحباط، 3) محور توفير البديل عن نقطة الضعف، ويشكل هذا المحور ضرورة توفير الأفكار والبدائل عن تبني عادة ما أو سلوك ما، أي ماذا يمكن للفرد عمله بدلا من تبني سلوك معين أو عادة معينة، 4) المحور الرابع هو العودة إلى المديح والتذكير بنقاط القوة لدى الفرد.
ولعل من الضروري تبني هذه المحاور الأربعة عند الحديث مع أبنائنا وطلبتنا وعائلتنا لأن الإيجابية  تولد إيجابية ويرافقها تغيير إيجابي، ولكنها تحتاج إلى تدريب منا على إتباع نهج هذه المحاور الأربع في كل حديث وحوار مع الطرف الآخر، إضافة إلى قدرتنا على تروية صبرنا وتحملنا خلال إتباع نهج هذه العملية. 
وعادة ما أواجه العديد من الأمهات والآباء الذين يبدؤون بالحديث عن سلبيات أبنائهم وسلوكياتهم الوخيمة أمام الأبناء مما يولد روح السلبية والضعف وعدم القدرة على إرضاء الأهل بأي ثمن، وينتهي الأمر بعدم تغيير أي سلوك وكل فرد في العائلة يقوم بإتباع نهجه الخاص، وبدون إرضاء للجميع، بل على العكس، قد يزيد هذا النهج من حدة المشكلة إذ تلجأ الفتيات عادة بإتهام الطعام «جكارة» بالأهل.  بينما توفر الإيجابية دور الحديث عن إبراز نقاط القوة وإستعمالها في عملية التغيير الإيجابي، والتركيز على سلوك واحد فقط خلال فترة زمنية معينة مع توفير البديل لتغيير هذا السلوك، مثلا عملية القيام بنشاط بدني للحد من مشاهدة التلفاز لفترات طويلة، مما يوفر الفرصة لمنع زيادة الوزن الناتجة عن مشاهدة التلفاز لفترات طويلة (والتي تقدر بزيادة نصف كيلوغرام في الشهر لمشاهدة التلفاز لأكثر من ساعتين في اليوم الواحد وعلى مدى شهر واحد). 
 وعند تبني محاور الإيجابية، يجب علينا أن نتذكر بأنه علينا أيضا تبني نهج هذا السلوك، خاصة عند الحديث عن البدائل، إذ أنه من الصعب أن نقترح بديل لا يمكننا فعله ونتوقع من غيرنا القيام به، وهذا عادة ما أواجهه مع الآباء والأمهات إذ يسرد العديد منهم بإسهاب فوائد الرياضة وضرورة القيام بنشاط بدني بينما لا يقومون بأنفسهم بعمل أي نشاط بدني، خاصة أمام الأبناء، فحتى نوفر البدائل، علينا أن نوفر القدوة قبل إقتراح البديل حتى يتسنى لأبنائنا إتباع نهج معين وإلتماس الفائدة المرجوة منه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com