جذب فيلم «ذي أرتيست»  (الفنان) الأنظار في هوليود باعتباره تكريما نشيطا للعصر  الذهبي للافلام واختارته صناعة السينما في خضم أزمتها كأفضل  فيلم هذا العام.
وهو أول فيلم معظمه صامت تقريبا ينتزع أبرز جائزة سينمائية  أمريكية منذ فوز فيلم «وينجز» قبل ظهور الأفلام الناطقة  بجائزة أوسكار أفضل فيلم في أول نسخ توزيع الجوائز المرموقة  في عام 1929 .
كما جعل الفوز من «الفنان» أول فيلم يفوز بجائزة أوسكار افضل  فيلم وجائزة أفضل فيلم في مهرجان «سيزار» الفرنسي، بالإضافة  إلى أنه ثاني فيلم يفوز بجائزة مهرجان «سبيرت» للأفلام  المستقلة وجائزة أوسكار.
ويروي الفيلم قصة نجم الأفلام الصامتة جورج فالنتين، الذي  ينحدر من النجومية للفقر، عندما تحل الأفلام الناطقة محل  الأفلام الصامتة.
وهو الفيلم الوحيد من بين الأفلام التسعة التي رشحت للفوز  بجائزة أفضل فيلم الذي صور بالكامل في لوس أنجيليس، ويعزو  الفضل في هذه القصيدة الشعرية عن ماضي هوليود إلى العزم  الفتي لمخرجه الفرنسي ميشيل هازانفيشيو.
وسعى جاهدا طوال سنوات لجمع أموال للفيلم، وفي الوقت نفسه  درس أساليب صناعة الأفلام الصامتة لإعادة اكتشاف حرفة  التواصل مع الجمهور دون الاستعانة بكلمات منطوقة.
ومن الواضح أن معظم أعضاء الأكاديمية الأمريكية للعلوم  والفنون السينمائية السبعة آلاف قدروا جهده، كما هو الحال  بالنسبة للنقاد وخبراء الصناعة الذين منحوا عددا من الجوائز  المرموقة الأخرى للفيلم خلال موسم جوائز تم الاحتفاء خلاله  بالفيلم مرارا وتكرارا وظهر كأبرز منافس على جوائز أوسكار.
لكن الجمهور لم يقتنع. وعلى الرغم من أنه لم يتوقع أي أحد أن  يفوز الفيلم الناجح بجائزة أوسكار أفضل فيلم، جنى «الفنان»  عائدات من مبيعات التذاكر بلغت 8ر31 مليون دولار في الولايات  المتحدة وهو رقم ضئيل إذا ما تمت مقارنته بأفلام أخرى فازت  بجوائز مثل فيلم العام الماضى «ذا كينجز سبيتش»(خطاب الملك)  والذي جنى عائدات بلغت 135 مليون دولار أو فيلم «سلمدوج  ميلونير»(المليونير المتشرد) الفائزة بجائزة أوسكار أفضل  فيلم في عام 2008 .
لكن هذا لا يعني شيئا بالنسبة للمصوتين لاختيار الفائزين  بأوسكار، والذين يقول عنهم خبير الجوائز ستيف بوند بأنه لم  يسحرهم أي فيلم متنافس آخر. وعلق قائلا إن « ذي أرتيست منح  جائزة أفضل فيلم لأنه سحر المصوتين في الأكاديمية بأسلوب لم  يفعله غيره، ولأن أرقام مبيعات التذاكر لم تعد تعني الكثير  للأكاديمية».
فبعد أن يصل فالنتين للحضيض جراء تغيرات الصناعة، يبدو أنه  يمكن أن ينجو جراء حب امرأة طيبة. لكن هل سيتغلب على كبريائه  ويتعلم مهارات جديدة لازمة للبقاء في عالم الآفلام الغنائية  البازغة.

(د ب أ)