الأحد، 26 فبراير 2012

أطفال يحترفون وهم الربح عبر الأقمار

صورة

اخلاص القاضي - ارتفع صراخ بين  شقيقين وعلا ,وسط تبادل اتهامات بينهما, بان أحدهما « سرق « ملايين الدولارات من الاخر دون علمه .
اندهش والدهما ,وبدأ يضرب أخماسا في أسداس ويخمّن ,كيف ومتى وأين تمت هذه السرقة ؟
واكتشف والدهما ان ولديه 11 , و13 عاما ادمنا على لعبة « البوكر « عبر الانترنت التي يتم خلالها ربح وخسارة المال .
لا احد يعلم كم هو عدد الاطفال المتورطين عالميا في تلك اللعبة الوهمية والافتراضية التي لا يتم فيها تبادل مالي فعلي بين اللاعبين , الا انها تلاقي رواجا غير مسبوق وسط تحذيرات من قبل اسر ترى فيها خطورة على ذهنية اطفالهم ونظرتهم للمستقبل , وعلى مفاهيم الربح والخسارة لديهم واعلاء قيم المال على منظومة الاخلاق ,ما ينذر بادمان الاستسهال وتبرير الوسيلة للحصول على المادة وباي ثمن .   ولان الشبكة العنكبوتية عالمية بطبيعة الحال فان دائرة المشاركة في تلك اللعبة لا تقتصر على الاطفال فحسب بل ان خطورتها انها قد تجمع بين كهل وطفل وبين اناس من مختلف الجنسيات والثقافات , وبسبب طبيعة تلك اللعبة التي حرمتها مراجع دينية  لارتباطها « بالقمار والميسر « حتى لو انها لا تجني مالا حقيقيا , فان الخطورة تزداد على الاطفال الذين قد يدركون ان هذه هي الطريقة الانسب لجني المال , فيعيشون في خيالات القصور الفارهة والفلل النادرة ويتبادلون قطع الالماس الافتراضية واليخوت والذهب .
 ووفقا لدائرة الافتاء العام فان لعبة « البوكر» محرمة , تماما كلعبة النرد , حيث ورد التحريم في صحيح مسلم في قول النبي صلى الله عليه وسلم:( من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده فى لحم خنزير ودمه) , اذ يقاس عليه كل الألعاب التي في معناه، وإذا ارتبطت هذه اللعبة بالمال الحقيقي ازدادت حرمتها وأصبحت ميسرا وقمارا .
 ويقول احسان , موظف في احدى الشركات الخاصة , انه ادمن على تلك اللعبة , مؤكدا انه يلعب بمال افتراضي , ولكنه يشير الى ان البعض يلعب بمال حقيقي   ما يزيد من خطورة تلك اللعبة .
 ويقول فتى في الرابعة عشرة من عمره لوالدته انه سيركز في المستقبل على الاحتراف في لعبة البوكر , وانه اليوم يلعب بمال افتراضي ولكنه سيكون سعيدا « اذا ترجمت تلك الاموال الى حقيقة « , ما اثار غضب والدته واستيائها من « جيل عليه كل الخوف اذا كان هذا هو تفكيره « مهددة ابنها بقطع شبكة الانترنت من المنزل اذا لم يدرك ان هذه اللعبة وكل الالعاب المماثلة حرام وتهدد منظومة القيم الاخلاقية والفكرية .
 الثلاثيني نشأت يقول ان المراجع الدينية حسمت تحريم هذه اللعبة , واغلب الناس يعلمون ذلك , ولكنهم يستمرون في اللعبة , متسائلا « أي ضوابط اذن ستردع الناس عنها « , ويشدد في هذا السياق على تعزيز التربية داخل الاسر والتاكيد على التنشئة الخلاقة المشجعة على الابداع واشغال اوقات الفراغ بكل ما هو مفيد وايجابي .
 ويقول ايمن « تاجر سيارات « , امضي وقتي في لعب البوكر لاقتل الوقت وخاصة في ظل الركود الذي يشهده معرضي , ولا العب بمال حقيقي , ولا يمكن ان اقبل بقرش من تلك اللعبة , وانا حقيقة لست ناشطا على الفيس بوك بشكل عام الا اني استحدثت حسابي عليه من اجل تلك اللعبة من شدة ما تحدث عنها اقراني , ولكن اعرف انها محرمة .  
 وفي الوقت الذي يحذر فيه اخصائيون من تاثيرات اجتماعية ونفسية سلبية على كل من يلعب بالقمار عبر الانترنت , يذهب معنيون الى ان عدم وجود ضوابط على الشبكة العنكبوتية يضاعف من الجرائم الالكترونية وقضايا النصب والاحتيال الالكتروني , ويعرض الاستقرار النفسي والمالي للخطورة للعبة محرمة اصلا ولا يجوز الاستمرار في الادمان عليها ابدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com