السبت، 25 فبراير 2012

العمل التطوعي يرسم البسمات على وجوه أطفال المؤسسات

سهير بشناق - ينتظرون اكثر من مجرد من يقدم لهم زجاجة الحليب او وجبة الطعام فهم اطفال حرموا من الحب والحنان بعد ان فقدوا امهاتهم واباءهم بسبب خلافات اسرية او وفاة احد الوالدين وتنصل الاخر من مسؤولياته برعايتهم وكثير منهم لم يعرفوا وجوه امهاتهم منذ اللحظة التي ولدوا بها. 
المؤسسات قدمت لهم كل ما يحتاجونه الا ان حاجتهم للحب ولجوانب اخرى في حياتهم لم تكن حاضرة كاي طفل يعيش في اسرته .
وامام هذه الحاجة بدات فرق المتطوعين من افراد وجمعيات من طرق باب المؤسسة لتعويض هؤلاء الاطفال ما فقدوه فوجدوا اوقاتا يقضونها بينهم يحادثونهم ويلعبون معهم ويشاركونهم هوايتهم فغدوا الاقرب للاطفال الذين يقضون سنوات طفولتهم بالمؤسسات يتنقلون من مؤسسة الى اخرى تبعا لاعمارهم .
وقالت مديرة مؤسسة الحسين الاجتماعية ميرا ابو غزالة : ان المتطوعين الذين يتطوعوا باوقاتهم مع هؤلاء الاطفال شكلوا داعما قويا ومساندا لعمل المؤسسة التي تحرص على رعاية الاطفال منذ لحظة الولادة الى عمر الثانية عشرة والذين يعانون من مشاكل اسرية او يكونوا لقطاء « غير معروفي الاب و الام « او مجهولي النسب « معروفي الام مجهولي الاب « او الايتام .
واشارت ابو غزالة الى ان المتطوعين سواء كانوا افراد او منتسبين لجمعيات يحرصون على مشاركة الاطفال اوقاتهم ومساعدة الامهات والمربيات داخل المؤسسة باعمالهم بدءا من تقديم وجبات الاطفال حديثي الولادة ومرورا بمشاركة الاطفال العابهم وقراءة القصص لهم وانتهاء بتعليمهم فنون الرسم وتنمية هذه الموهبة عندهم او مواهب اخرى كالغناء والمسرحيات التعبرية 
ووصفت ابو غزالة فرح الاطفال بالمتطوعين « بالكبير « لانهم يشعرون بهم وبصدقهم بالتعامل معهم ويقضون اوقاتا مرحة هم بحاجة لها 
وعن الية استقبال المتطوعين اشارت ابو غزالة انه لا يوجد شروط معينة لقبول المتطوعين باستثناء تعبئة نموذج داخل المؤسسة يتم رفعه الى وزارة التنمية الاجتماعية والتي من خلالها يحصل المتطوع على القبول او الرفض لافتة الى ان غالبية الطلبات التي قدمت للمؤسسة من قبل المتطوعين لم تلاق الرفض من قبل الوزارة .
وترى ابو غزالة ان الرغبة الحقيقية بالمساعدة هي الدافع وراء اقبال المتطوعين على هذا النوع من العمل فهناك نساء في جمعيات يبادرن لزيارة المؤسسة بين فترة واخرى والاعتناء بالاطفال مما يؤدي الى خلق علاقة ترابط فيما بينهم ويعتاد الاطفال على وجودهن ويسالون عنهن بشكل مستمر. 
ويؤكد اخصائيون اجتماعيون اهمية هذا النوع من العمل في المجتمع الذي لا ينتظر مقابلا انما يهدف الى ادخال الفرح في حياة الكثيرين ممن حرموا من اجواء اسرية لا يشعر الانسان بقيمتها الا عند التعامل المباشر مع هذه الفئات .
واشاروا الى ان العمل التطوعي يعتبر داعما لعمل جهات عديدة بالمجتمع وخاصة تلك التي تقدم الرعاية للأطفال باختلاف ظروفهم وكبار السن الذين يعيشون بدور الرعاية ويحتاجون لمن يهتم بهم ويشعرهم بالحب والحنان .
واكدوا على ان الطفل المحروم من الحب والحنان يتعلق بالاخرين الذين يظهرون له هذه المشاعر لكنهم بذات الوقت حذروا من التعلق الشديد من قبل هؤلاء الاطفال بالافراد المتطوعين الذين يقضون اوقاتا مستمرة معهم في حال ابتعادهم عنهم مما يؤدي الى شعورهم بالحزن .
واضافوا ان المسؤولية اتجاه هذا الجانب تقع على القائمين على رعاية هؤلاء الاطفال وعلى المتطوعين انفسهم من خلال محاولة الحديث مع الاطفال الذين يدركون حقيقية الامور ويستطيعون التميز وتوعيتهم بان هؤلاء الاشخاص يقفون بجانبهم لمساعدتهم لكنهم لن يبقوا بجانبهم طوال العمر مؤكدين على ان التطوع عمل مجتمعي يحمل دلالات هامة ويساعد على بث الفرح في قلوب بريئة هي بامس الحاجة لتعزيز هذا العمل ونشره بين افراد المجتمع القادرين على ايجاد اوقات خارج اطار مسؤولياتهم لقضائها بين الاطفال في المؤسسات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com