السبت، 25 فبراير 2012

"المياه الزرقاء" المسبب الرئيسي للإصابة بالعمى

عمان- يعرف مرض "المياه الزرقاء" بأنه داء خطير للعين يتميز بارتفاع الضغط داخل العين، وهو الضغط الذي تسببه السوائل داخلة مقلة العين على الأجزاء الأخرى من العين، فإذا لم يتم تخفيف هذا الضغط فإنه عندئذ يلحق الضرر بالشبكية ويدمر العصب البصري في النهاية، ما ينتج عنه فقدان البصر.
وتعد المياه الزرقاء أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالعمى، وتحدث خاصة بعد سن 40 سنة وتتزايد مع تقدم السن.
وتكثر المياه الزرقاء في النساء عنها في الرجال، وأكثر من هم عرضة للإصابة بها المصابون بداء السكري وارتفاع ضغط الدم وقصر النظر الشديد أو من لديهم تاريخ عائلي لحدوث هذا المرض ومن يتناولون مركبات الكورتيزون.
وتمر الكثير من حالات المياه الزرقاء دون اكتشاف حتى يبدأ فقدان البصر. ومن أعراض المياه الزرقاء، ضبابية العين، وفقد الرؤية الطرفية، وهالات حول الضوء، وآلام في العين واحمرار وعندما يتم تشخيصها وعلاجها فإنه يمكن بسهولة التحكم في المياه الزرقاء، ولكن عندما يكون المرض غير مشخص وغير معالج فإن هذا المرض يؤدي إلى العمى.
وهناك نوعان من المياه الزرقاء، والنوع الأكثر شدة ولحسن الحظ الأقل انتشاراً جلوكوما الزاوية المغلقة Closed angle glancoma وتحدث نوبات هذا النوع من المياه الزرقاء عندما تضيق أو تسد القناة التي يتم عادة تصريف سوائل العين من خلالها.
ويكون هذا عادة نتيجة لضيق أو تصلب قنوات الخروج هذه. وتؤدي إلى ألم شديد وضعف في الرؤية وحتى العمى. ويعد هذا الأمر حالة طبية طارئة تتضمن العلامات التحذيرية لاحتمال حدوث هذه المشكلة الشعور بالألم أو عدم ارتياح العين، بخاصة في الصباح وغشي في الرؤية ورؤية هالات حول الأضواء وعدم قدرة حدقة العين على التكيف في غرفة مظلمة.
وتتضمن أعراض النوبة الحادة نفسها ألماً في العين على شكل نبض، وفقدان الرؤية، خاصة في أطراف مجال النظر، وثبات حدقتي العين في حالة اتساع خفيف وعدم استجابتها للضوء بشكل سليم، وارتفاعاً حاداً في الضغط الداخلي للعين خاصة في أحداهما. وتظهر هذه الأعراض بسرعة كبيرة وقد يصاحبها غثيان وقيء. 
ويمكن أن يصاب النظر بتلف مستديم خلال فترة قصيرة تصل إلى ما بين ثلاثة وخمسة أيام. ما يعني أهمية العلاج خلال الأربع وعشرين إلى الثماني والأربعين ساعة الأولى ولكن أكثر أشكال المياه الزرقاء شيوعاً، والذي يمثل 90 ٪ من كل الحالات هو Chronic Open angle glaucoma والمعروف بجلوكوما الزاوية المفتوحة المزمنة. 
لا يوجد انسداد مادي في جلوكوما الزاوية المفتوحة، وتبدو أجزاء العين طبيعية، لكن مع ذلك فإن تصريف السوائل غير كاف لإبقاء الضغط داخل العين في مستواه الطبيعي. وبينما مستقبل الشكل الحاد للمياه الزرقاء مخيف خاصة الفئات التي يزداد خطر حدوث هذا بينها، فإن المياه الزرقاء المزمنة أكثر غدراً لأنها لا تكاد تعطي أي أعراض مطلقاً حتى وقت متأخر جداً للحالة، وربما لا يمكن حينئذ عكس الأضرار التي لحقت بالبصر.
إن أكثر أعراض جلوكوما الزاوية المفتوحة ظهوراً هي فقدان الجزء الخارجي المحيطي لمجال الرؤية أو إظلامه أو انخفاض ملحوظ في الرؤية الليلية أو قدرة العين على التكيف مع الظلام. إن الرؤية الخارجية هي القدرة على الرؤية خارج نطاق زاوية العين. وفقدان تلك القدرة على الرؤية خارج نطاق زاوية العين. وفقدان تلك القدرة يترك للفرد مجالاً للرؤية يشبه النظر داخل نفق. وتتضمن الأعراض الأخرى التي يمكن ظهورها صداعاً منخفض الدرجة مزمناً والحاجة إلى الاستبدال المتكرر للنظارات ورؤية هالات تحيط بالمصابيح الكهربائية. 
للمياه الزرقاء أسباب من أهمها الضغوط العصبية ومشاكل الغذاء. وقد تم الربط بين مشاكل الكولاجين وهو أكثر البروتينات انتشاراً في الجسم والمياه الزرقاء فالكولاجين يعمل على زيادة قوة ومرونة أنسجة الجسم خاصة أنسجة العين. ويسهم شذوذ الكولاجين والأكسجين في مؤخرة العين في سد الأنسجة التي يتم من خلالها عادة تصريف السوائل الموجودة داخل العين، ما ينتج عنه ارتفاع ضغط داخل العين والذي يؤدي إلى حدوث المياه الزرقاء وفقدان البصر الذي يرتبط بها. وكثيراً ما يصاحب الحالات التي تتميز بحدوث أخطاء في التمثيل الغذائي للكولاجين باضطرابات العين. 
ويوجد عدد من المكملات الغذائية مهمة في علاج المياه الزرقاء وأهمها ما يأتي: 
1 -  كولين إذ يؤخذ بمعدل 1000 إلى 2000 ملجم يومياً وهو مهم للعين والمخ. 
 2 - جلوتثيون: يؤخذ بمعدل 500 ملجم يومياً على معدة خاوية، وهو مضاد قوي للأكسدة يقي العدسة ويحافظ الكمال الجزئي لألياف غشاء العدسة. 
3 - الأحماض الدهنية الأساسية أوميجا 3: ويقي ويساعد في إصلاح الأنسجة والخلايا الجديدة. 
4 - فيتامين ه : يؤخذ بمعدل 400 وحدة دولية يومياً ويقي ويساعد في إصلاح الأنسجة والخلايا الجديدة. 
وتوجد تعليمات مهمة لمرضى المياه الزرقاء ومن أهمها: 
1. تجنب إجهاد العين لفترات طويلة مثل مشاهدة التلفزيون والقراءة واستخدام الكمبيوتر لفترات طويلة. وإذا كان يحتم عليك القيام بأعمال من مسافات قصيرة لأي فترة زمنية، فخذ فترات راحة دورية. وارفع عينك كل 20 دقيقة، وركز النظر على غرض معين بعيد لمدة دقيقة. 
2. تجنب الدخان والجلوس مع المدخنين، فضلا عن تجنب القهوة والشاي والنيكوتين والكحول وكل المشروبات التي تحتوي على كافيين. 
3. تناول كميات قليلة من السوائل في أي وقت. 
4. تجنب تناول جرعات كبيرة من فيتامين ب 3 أكثر من 200 ملجم يومياً. 
 5. تناول جرعات من فيتامين ج لكن تحت الإشراف الطبي.


الدكتور إياد الرياحي 
استشاري طب وجراحة العيون/ المدير الطبي لمركز العيون الدولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com