الكرك- خليل زيادين- تواجه تربية النحل ومنذ سنوات عديدة جملة من المعوقات تحول دون تطور وازدهار هذا القطاع الزراعي الهام لا سيما للمبتدئين أبرزها وبحسب مطلعون وذوي تجربة  تراجع المراعي الطبيعية المنتجة للأزهار الملائمة للنحل فضلا عن شحها أصلا لا سيما في المناطق الجنوبية من المملكة بعد تأكد تراجع المواسم المطرية وتذبذبها بشكل عام في عموم مناطق الجنوب  . 
إضافة إلى ضعف الخبرات الفنية والتسويقية ما يؤدي إلى فشل العديد من هذه التجارب بعد فترة  وجيزة من إقامتها كما يشير البعض إلى ضعف القدرة الرأسمالية لمن يمتلكون الرغبة والخبرة  على إقامة مثل هذا المشروع إذ تبلغ كلفة الخلية الواحدة 100 دينار تقريبا عند شرائها  لمن يرغب ببدء مشروع ذو جدوى اقتصادية, بيد أن ذلك لا ينفي وجود تجارب ناجحة ومجدية اقتصاديا وقادرة على تطويع كل هذه المشاكل  لتصبح عنوانا لقدرة الإنسان على ابتداع الحلول للمشاكل رغم الصعوبات الظاهرة للوهلة الأولى . 
  وتمثل تجربة الشاب   فؤاد الحباشنه من بلدة راكين الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة الكرك واحدة من التجارب المميزة في المحافظة باعتبار الجدوى الاقتصادية للمشروع حيث يقول الحباشنة بأنه نجح في إثبات قدرة الإنسان على توليد فرصة العمل بنفسه لنفسه .

وعن تجربته يقول بأنه استطاع أن يؤسس حياته  من خلال مشروع النحل الذي يمتلكه في منطقة وادي ابن حماد في الكرك الذي يظم نحو 100 خلية من النحل تنتج كل واحدة منها نحو 10 كلم من العسل في كل قطفة أي ما يعادل 20 كلغ لكل خلية في السنة ما يدر 300 دينار من الخلية الواحدة الناجحة في السنة , ويشير إلى الأجواء الملائمة للنحل التي يتمتع الوادي بها من مياه جوفية نقية عذبه وأجواء دافئة صيفا وشتاءا ما يوفر عليه كلفة نقل الخلايا في الشتاء إلى أماكن أخرى أكثر دفئا فضلا عن توفر الأزهار البرية الشوكية والأشجار المثمرة في الوادي التي تؤمن للنحل غذاء كافيا ومجديا .

ولفت  الحباشنة بأنة الآن يعتمد على هذا المشروع كليا في معيشته ولا ينوي البحث عن فرصة عمل في قطاعات أخرى  لان دخله من هذا المشروع يحقق له أضعاف ما يمكن أن تحققه له أي وظيفة أخرى .

لافتا إلى انه يسوق منتجه بكل سلاسة بعدما اكتسب جملة من الزبائن الدائمين من داخل وخارج محافظة الكرك , ومن أسرار النجاح التي يشير إليها الحباشنة في نجاح مشروعه السمعة الطيبة للمنتج وهذا وبحسب وصفه يعني جهدا اكبر وعناية أكثر بالخلايا المنتجة بحيث تبقى سليمة من الأمراض وقادرة على التكاثر فضلا عن تعلمه للمهنة من والده الذي لا يزال يقدم له الكثير من الخبرة في هذا المجال الذي فيه طوال حياته , ولا يقتصر المشروع على إنتاج العسل وحدة كما يعتقد كثيرين بل يتعداه إلى بيع خلايا حيه جديدة للإكثار وبيع العكبر ( غذاء الملكات ) وشمع الخلايا بأسعار مجدية.
  ومشيرا في الوقت ذاته الى ان جميع منتجاته تباع عن أخرها في كل موسم ما يعطيه مزيدا من الثقة في إحداث التوسعة غير المحدودة لمشروعه .  

بيد أن نجاح تجربة الشاب الحباشته تقابلها تجارب لم يكتب لها النجاح لأسباب فردية وأخرى متعلقة بالشروط العامة لإنجاح خلايا النحل منها وجود الخلايا في مكان ملائم ومزدهر لجهة توفر المرعى الملائم  والمناخ وهو ما لا تتمتع به كل مناطق المملكة فضلا عن توفر الخبرة الملائمة لتعامل مع أمراض النحل واحتياجاته وهو ما لا يتوفر لدى البعض ممن لم يتمكنوا من الاستمرار في تربيته.
  يخصص  فؤاد الحباشنة  الوقت الكافي للعناية بالخلايا التي لا غنى لها عن يدي المربي على مدار السنة فالشاب أيمن فريد, لم يتمكن من جمع كل هذه الظروف معا ما أدى به إلى التخلي مبكرا عن الاستمرار فيه بالرغم من قناعته بأهميته وجدواه إذ ان وجود مشروعة في حديقة المنزل أدى إلى شكوى الجيران من لدغات النحل المتكررة  الأمر الذي دفعة وبسبب عدم وجود المكان الملائم  إلى التخلي عن هذا المشروع بالرغم من استمتاعه بالعمل فيه وقت تفرغه. .

يشار إلى أن المعلومات الأولية المستقاة من مصادر رسمية  تظهر  بان الأردن يستورد النسبة العظمى من هذا المنتج من الخارج ما يؤكد بان السوق المحلي لا يزال بكرا  واعدا ومجديا للكثير من النحالين المحليين الجدد إن تمكنوا من التغلب على كل المعيقات المذكورة بما فيها منافسة المنتج المستورد بالأسعار الملائمة,و بما  للمنتج المحلي من خصوصية يعرفها الأردنيون بالبلدي طيب المنشأ  .