الأربعاء، 29 فبراير 2012

مخاطر ومضاعفات السكري


عمان- على الرغم من أن السكري يعد من الأمراض المزمنة، حيث لا يمكن الشفاء منه، إلا أن هناك حاجة ماسة لعلاجه والسيطرة عليه لأسبابٍ متعددة، أهمها: منع حدوث المضاعفات المصاحبة لهذا المرض، أو التخفيف من حدة هذه المضاعفات إن حدثت، وذلك عن طريق المحافظة على مستوى السكر في الدم ضمن المستوى الطبيعي المطلوب. 
ما المضاعفات والأضرار التي يسببها مرض السكري؟
يؤدي مرض السكري للعديد من المضاعفات، وتنقسم إلى نوعين:
1) مضاعفات متعلقة بالأوعية الدموية الدقيقة (Microvascular Complications)، وتشمل اعتلالا في الأعضاء التالية: العينين، والكلى، والأعصاب.
2) مضاعفات متعلقة بالأوعية الدموية الكبيرة (Macrovascular Complications)، وتشمل أمراض القلب؛ كالذبحة الصدرية وغيرها، والجلطات بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى حدوث خلل في الأوعية الدموية التي تروي الأطراف؛ مؤديةً بشكل أساسي إلى حدوث تقرحات بالقدمين.
ما تأثير مرض السكري على العينين وكيف يمكن تجنبه أو التخفيف منه؟
إن الارتفاع المستمر في مستوى السكر بالدم يؤدي إلى اعتلال في شبكية العين (Diabetic Retinopathy)، وتستمر حالة المريض سوءا مع مرور الوقت، حيث يضعف نظره تدريجياً، ومن المحتمل أن يفقد المريض بصره في نهاية المطاف. حيث يعد السكري السبب الرئيسي للإصابة بالعمى لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 - 74 سنة .
ويمكن اتباع النصائح التالية لمحاولة تجنب حدوث هذا الاعتلال أو التقليل من حدته قدر الإمكان:
أولا: السيطرة التامة على مستوى السكر بالدم وإبقائه ضمن المستوى المطلوب.
ثانيا: المحافظة على ضغط الدم لدى مريض السكري ضمن الحدود الطبيعية.
ثالثا: على المرضى المصابين بالنوع الأول من مرض السكري (من عمر 10 سنوات فأكثر) القيام بعمل فحص شامل للعينين بعد مرور خمس سنوات على تاريخ تشخيص إصابتهم بالمرض، ومن ثم تكرار هذا الفحص كل سنة، أو حسب ما يراه الطبيب مناسباً. 
رابعا: على المرضى المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري عمل فحص شامل للعينين مباشرة بعد تشخيص إصابتهم بالمرض ومن ثم تكرار هذا الفحص كل سنة، أو حسب ما يراه الطبيب مناسبا.
إذا تبين أن مريض السكري مصاب باعتلال في شبكية العين عليه مباشرة أن يراجع اختصاصي عيون ذي خبرة جيدة في معالجة مثل هذه الحالات.
ما الأضرار التي يسببها مرض السكري على الكلى؟
اعتلال الكلى السكري (Diabetic Nephropathy)، هو أحد الأضرار الناتجة عن مرض السكري وعدم السيطرة عليه، لذلك يعد مرض السكري أحد أهم الأسباب المؤدية لحدوث الفشل الكلوي لدى الأشخاص المصابين به. حيث تتضرر الكلى من الارتفاع المستمر في مستوى السكر بالدم، وتتدهور حالة المريض تدريجياً. وعلى المدى البعيد قد يصاب المريض بفشل كلوي ويصبح عندها بحاجة إلى عمل غسيل للكلى بشكل متكرر. تجنباً لحدوث مثل هذه المضاعفات أو للتقليل من حدتها إن حدثت، يجب على مريض السكري اتباع النصائح التالية: 
أولاً: السيطرة التامة على مستوى السكر بالدم، وإبقاؤه ضمن المستوى المطلوب.
ثانياً: إبقاء ضغط الدم لدى مريض السكري ضمن الحدود الطبيعية.
ثالثاً: يتوجب على المرضى المصابين بالنوع الأول من مرض السكري أن يباشروا بإجراء فحص لقياس مستوى البروتين بالبول (urine albumin excretion test) بعد مرور خمس سنوات على تاريخ تشخيص إصابتهم بالمرض ومن ثم تكرار هذا الفحص كل سنة. أما الأشخاص المصابون بالنوع الثاني من مرض السكري فعليهم البدء بإجراء هذا الفحص مباشرة بعد تشخيص إصابتهم بالمرض ومن ثم تكراره كل سنة.
رابعاً: يجب على جميع مرضى السكري البالغين القيام بإجراء فحص سنوي لقياس مستوى الكرياتينين بالدم (serum creatinine level). 
على مريض السكري مراجعة الطبيب إذا كانت نتائج الفحوصات المذكورة سابقاً غير طبيعية، للبدء بأخذ الأدوية اللازمة؛ لأن ذلك يعد مؤشراً على الإصابة باعتلال الكلى السكري، كما أن تقليل تناول الأطعمة الغنية بالبروتين يساعد في التخفيف من حدة المرض، لذلك يجب أن لا يتعدى مقدار البروتين الذي يتم تناوله يومياً 0.8- 1 غرام/كغ إذا كان الاعتلال الكلوي في بداياته. بينما يجب ألا يتعدى المقدار اليومي من البروتين 0.8 غرام/كغ، إذا كان الاعتلال الكلوي قد وصل إلى حالة متقدمة أو مستعصية.
كيف يؤثر مرض السكري على الأعصاب وما الأعراض الناتجة عن ذلك؟
يؤدي الارتفاع المستمر في مستوى السكر بالدم، وما ينتج عنه من نقص تدفق الدم بالشرايين، إلى تلف بالأعصاب. حيث تبدأ أعراض اعتلال الأعصاب بالظهور على مريض السكري مع مرور الزمن، وتختلف هذه الأعراض باختلاف الأعصاب المتأثرة ووظيفتها. يؤدي اعتلال الأعصاب الطرفية، الموجودة باليدين والرجلين، إلى الشعور بوخز أو توهج أو خدر أو تنمل في الأطراف خصوصاً في القدمين. كما يفقد المريض تدريجياً الإحساس بالألم في أطرافه، فلا يشعر بالجروح التي تصيبها ولا يتنبه إذا لمست أطرافه سطحاً ساخناً أو بارداً. 
كما أن تلف الأعصاب اللاإرادية، يؤدي إلى حدوث العديد من الأعراض التي تختلف باختلاف الأعصاب المصابة؛ ومنها: الإسهال، أو الإمساك، أو الغثيان، أو انتفاخ البطن، أو الضعف الجنسي، أو مشاكل بالمثانة، وعدم القدرة على تفريغها بشكل كامل، أو التعرق الشديد على الرغم من عدم وجود سبب يستدعي ذلك، وغيرها الكثير. وتجنباً لحدوث هذه المشاكل، يجب على المريض أن يحافظ على مستويات السكر لديه ضمن القيم المطلوبة، وعليه أيضاً أن يتابع ويلاحظ ظهور هذه الأعراض لديه ومراجعة الطبيب إذا لزم الأمر. كما يتوجب على الطبيب أن يفحص المريض في كل زيارة، والبدء بإعطائه الدواء اللازم للتخفيف من حدة اعتلال الأعصاب إن وجدت عند المريض.
ما المضاعفات المرتبطة بالأوعية الدموية الكبيرة وكيف يمكن معالجتها؟
يؤدي عدم السيطرة على مرض السكري بالشكل المطلوب، إلى حدوث الكثير من المضاعفات الخطيرة. حيث يزيد مرض السكري احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين إلى حدٍ كبير. للتخفيف من هذه المضاعفات، وتجنب حدوثها، يجب اتباع ما يلي:
أولاً: يجب قياس ضغط الدم عند مريض السكري في كل زيارة للطبيب (كل ثلاثة أشهر تقريباً)، فإذا لم يكن ضغط الدم لديه أقل من 130/80، يجب أن يعطيه الطبيب الدواء اللازم لمعالجة ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي والقيام بالتمارين الرياضية بشكل منتظم.
ثانياً: على مريض السكري القيام بعمل فحص سنوي لمستويات الدهون في دمه. والبدء بتناول الأدوية المخصصة لتخفيض مستوى الكولسترول بالدم، وتغير نمط حياته، إذا تبين أن مستوى الكولسترول الضار (LDL) عنده أكثر أو يساوي 100ملغم/دسيلتر. في بعض الحالات يجب أن يأخذ مريض السكري الأدوية المخفضة للكولسترول حتى إذا كان مستوى الكولسترول الضار (LDL) لديه أقل من 100ملغم/دسيلتر، حيث يعود ذلك لما يراه الطبيب مناسباً لصحة المريض.
ثالثاً: إذا تجاوز مريض السكري عمر الخمسين (إذا كان ذكراً)، أو عمر الستين (إذا كان أنثى)، وفي الوقت نفسه يعاني من وجود أحد العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والجلطات؛ وهي: ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع مستوى الدهون بالدم، أو وجود فرد من العائلة مصاب بمرض في القلب أو الشرايين، أو التدخين، يجب عندها أن يبدأ المريض بتناول دواء الأسبرين والذي يعد مميعا للدم، وبالتالي فإنه سيحمي مريض السكري من تخثر الدم المسبب لحدوث الجلطات وأمراض القلب والسكتة الدماغية وغيرها.
كيف يمكن لمريض السكري العناية بقدميه وحمايتهما؟
كما ذكرنا سابقاً، يؤدي مرض السكري إلى إحداث تلف في الأعصاب والأوعية الدموية الموجودة بالقدمين. وينتج عن ذلك فقدان للإحساس بالألم عند إصابة القدمين بأي جروح أو حروق، وبالتالي لن ينتبه المريض لحدوث الجروح والتشققات في قدميه، مما يعطي فرصة للميكروبات بأن تهاجم أي جرح بسيط موجود بالقدم، وبالتالي تتحول الإصابة البسيطة إلى التهاب خطير قد ينتج عنه حاجة ماسة لبتر القدم. تجنباً لحدوث هذه المخاطر والمضاعفات، يجب على مريض السكري أن يعتني بقدميه بشكل يومي وذلك باتباع ما يلي:
أولاً: على مريض السكري ألا يسير حافي القدمين مهما كانت المسافة قصيرة، حتى بالمنزل عليه أن يرتدي حذاء (أو ما يعرف بالشبشب) لحماية قدميه من أي جزء صلب قد يكون على الأرض.
ثانياً: يجب على مريض السكري أن يتفقد وجود أي تشققات أو جروح بقدميه عن طريق فحصهما بشكل يومي. ومن الممكن أن يستخدم مرآة لكي يتمكن من رؤية باطن القدم. إذا تبين وجود جروح أو تشققات، على المريض حينها أن يراجع الطبيب لتلقي العلاج اللازم مهما كانت الجروح طفيفة.
ثالثاً: غسل القدمين يومياً ومن ثم تجفيفهما بمنشفة خاصة، مع مراعاة تنشيف المنطقة الواقعة بين الأصابع.
رابعاً: على مريض السكري أن يستعين بشخص آخر لقص أظافره مع مراعاة قصها بحيث تكون أطول قليلاً من الاصبع وذلك لتفادي حدوث الجروح التي تنتج عن قص الأظافر.
خامساً: تجنب جفاف الجلد وخشونته عن طريق دهن القدمين بشكل متكرر بكريم مرطب للجلد.
سادساً: ارتداء جوارب نظيفة يومياً، كما يفضل أن تكون الجوارب واسعة وليست ضيقه.
سابعاً: ارتداء الأحذية ذات المقاس والشكل الذي يناسب المريض، بحيث لا تكون ضيقه وبالوقت نفسه ليست واسعة.
ثامناً: يتوجب على مريض السكري أن يتفقد حذاءه قبل ارتدائه، للتأكد من عدم وجود جسم صلب أو حاد داخل الحذاء.
تاسعاً: عدم تعريض القدمين لمصادر الحرارة مثل؛ النار والدفايات.
إعداد: زينب يحيى الصبح (دكتور صيدلة)
بإشراف: د. ساير العزام قسم الصيدلة السريرية كلية الصيدلة - جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com