السبت، 18 فبراير 2012

صعق الدماغ كهربائيا يحسن ذاكرة مرضى الصرع



عمان- أظهرت دراسة حديثة قام بها باحثون أميركيون أن صعق الدماغ كهربائيا بشكل بسيط جدا، تحت إشراف طبيب مختص، قبل تعلم مهمة ما أو عمل جديد يقوي ذاكرة بعض مرضى الصرع. ويعتقد أن يكون لهذه النتيجة المثيرة تأثيرات إيجابية على مرضى الزهايمر أيضا. وهذا بحسب مواقع متعددة، من ضمنها موقعي Reuters و www.foxnews.com.
ومن الجدير بالذكر أن الأدوات المنظمة المعروفة بالمحفزات العميقة للدماغ، والتي تقوم بصعق الدماغ كهربائيا بشكل بسيط، تستخدم حاليا بالفعل، ولكن لتهدئة العضلات المرتجفة لدى مصابي الشلل الرعاش، أو ما يعرف بمرض باركينسون. وذلك فضلا عن استخدامها في علاج اضطرابات حركية أخرى. كما ويجري اختبارها لعلاج مجموعة أخرى كبيرة من الأمراض، من ضمنها الاكتئاب المقاوم للعلاج.
أما عن كيفية استخدام الأداة المذكورة، فهي تتم عبر زرعها في منطقة الصدر تحت الجلد، حيث تقوم أسلاكها الواصلة للعنق بالارتباط بأقطاب كهربائية صغيرة مزروعة بمكان عميق في الدماغ، حيث تقوم هذه الأقطاب بإصدار نبضات كهربائية.
أما في ما يتعلق بالدراسة المذكورة، والتي أجريت في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، فقد شارك بها 7 مصابين بمرض الصرع ممن ينتظرون الخضوع لعملية جراحية، حيث كان لديهم أقطاب كهربائية مزروعة في أماكن عميقة من أدمغتهم، وذلك للقيام بتحديد أماكن نوبات صرع لديهم بدقة.
وقد استغل فريق البحث هذه الفرصة للتعرف على مدى التأثير الذي تجنيه الذاكرة من التحفيز العميق للدماغ. وركزوا على منطقة من الدماغ تسمى بالقشرة الشمية الداخلية entorhinal cortex، والتي تساعد على تخزين الذاكرة.
وأشار الدكتور إتزاك فرايد، وهو بروفيسور في جراحة الأعصاب في كلية ديفيد جيفن للطب في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أن القشرة الشمية الداخلية تعد الباب الذهبي لمركز الذاكرة الدماغي. وأضاف أن التجارب الحسية التي تصبح بالنهاية ذكريات تعبر من خلال هذا المحور قبل أن تخزن في حصان البحر hippocampus، وهي منطقة دماغية يتواجد منها اثنتان لدى الشخص، وتعد المركز الرئيسي للذاكرة.
وتمت الدراسة المذكورة عبر قيام المصابين بلعب لعبة فيديو تهدف إلى نقل أشخاص من مكان لآخر عبر سيارة أجرة إلى متاجر مختلفة في مدينة واقعية.
وقام الفريق القائم على البحث باختبار ما إن كان تحفيز القشرة الشمية الداخلية لهؤلاء المرضى وهم يتعلمون الطرق التي يجب أن يسلكوها قد حسن من قدرتهم على تذكرها أم لا.
وعلق الدكتور فرايد على ما تم التوصل إليه من خلال هذه الدراسة بأن تحفيز حصان البحر نفسه لم يجلب أي نتيجة. أما عندما تم تحفيز بوابة حصان البحر، وهي القشرة الشمية الداخلية، فإن الذاكرة تحسنت بالفعل. وعند مقارنة وضع الذاكرة قبل التحفيز المذكور، تبين أن تحفيز الجزء الدماغي المذكور ساعد المصابين على التعرف على معالم المدينة المذكورة والتنقل فيها بسرعة أكبر، ما دعا الدكتور فرايد إلى أن يشبه نتائج تحفيز الدماغ بتشكيل الذاكرة لمفتاح لها.
ومن الجدير بالذكر أن القشرة الشمية الداخلية تتأثر بشكل مبكر، أي عند بداية ظهور أعراض الخرف، لدى مصابي مرض الزهايمر. لذلك، فقد ذكر الدكتور فرايد أن البحث المذكور قد يكون له آثار إيجابية في علاج المرض المذكور في مراحله الأولية.
ويذكر أن فريقا بحثيا قام بالفعل بإجراء تجربة تقوم بالتحفيز العميق للدماغ على 6 من مصابي مرض ألزهايمر في دراسة استمرت لمدة عام واحد.
وظهر من خلال هذا البحث أن هذا الأسلوب آمن نسبيا. كما وظهر أنه قد يؤثر إيجابيا على ذاكرة مصابي المرض المذكور. وأوضحت الدكتورة ساندرا بلاك، وهي باحثة في علم الدماغ في جامعة تورونتو، أنه على الرغم من أن النتائج الحالية مبنية على أساس أولي وتحتاج للتكرار، كما أن عدد مشاركيها قليل، إلا أن التحفيز العميق للدماغ يبدو مغريا للاستخدام مستقبلا في علاج الأمراض التي تتعلق بمشاكل في الذاكرة.
ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من المجهودات الكبيرة والمكلفة التي حاولت منع مرض آلزهايمار من التفاقم، إلا أن ذلك لم يتم حتى الآن.
ويذكر أن إدارة أوباما تنوي خلال العامين القادمين القيام بتخصيص 156 مليون دولار أميركي إضافي للمساعدة على ايجاد علاج فعال للمرض المذكور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com