الاثنين، 16 سبتمبر 2013

برامج الطبخ تساعد ربات البيوت على ابتكار أطباق جديدة

تقوم غالبية ربات البيوت بتدوين وصفات للمأكولات  من خلال متابعتهن لبرامج الطبخ عبر الفضائيات - (أرشيفية)

ديما محبوبة عمان- مع تزايد القنوات الفضائية التي تبث برامج الطبخ المتخصصة، باتت غالبية ربات البيوت يعتمدن عليها في تجديد موائدهن، من خلال تعلم أطباق جديدة، وتغيير طرق اعداد بعض الأطعمة، ما أسهم ذلك في الخروج من قائمة الأطعمة والسلطات والحلويات التقليدية.
وتدون كثير من ربات البيوت وصفات الأطباق العالمية والعربية المتنوعة والجديدة المقدمة عبر الشاشة، على دفتر خاص، ليقمن بإعدادها لاحقا، ليفرح بها أفراد الأسرة ويشعرون بنوع من التغيير فيما يقدم لهم من طعام.
ميسر الخال تلح على والدتها باستمرار أن تبحث عن كل ما هو جديد ومبتكر في عالم الطعام، وما أن دلت والدتها على بعض القنوات المتخصصة بعرض برامج الطبخ، حتى آبت من الجامعة في اليوم التالي لتجد أمامها مائدة غنية بأطباق ايطالية شهية من صنع والدتها.
ما حدث مع ميسر حدث مع صديقتها فرح البيروتي فمن شدة إصرارها على والدتها بتغيير شكل المائدة ونوعية الاطباق التقليدية، قمن بتدوين وصفات لمأكولات جديدة واصناف متنوعة من مطابخ عربية وعالمية، لتستعين بها والدتها بالطبخ.
تقول الأربعينية والدة فرح: بت أطهو ما لذ وطاب لعائلتي بطريقة جديدة وبشكل مختلف، وأجمل ما يكون خلال اليوم رؤية أولادي وزوجي المائدة يتذوقون أكلات جديدة ومقبلات وشوربات متنوعة، واصناف حلويات جديدة.
خبيرة التدبير المنزلي منيرة السعدي تبين بأن برامج وقنوات الطبخ تركت تأثيرها الخاص على ربات البيوت والسيدات العاملات وعلى الفتيات الصغيرات، لما تقدمه من برامج متنوعة ومفصلة لإعداد أشهى الأطباق العالمية بالصوت والصورة.
ومثل هذه البرامج والقنوات قدمت تعليما مباشرا منح ربات البيوت خيارات مختلفة وأفكارا جديدة لإعداد أطباقهن اليومية، وأصبحن يتنافسن في إعداد أشهى المأكولات التي يدونها من تلك البرامج.
أم عون المتزوجة منذ خمسة أعوام تبين أنها لم تكن ماهرة في إعداد الطعام حتى التقليدي منه كالمنسف والمقلوبة والصواني.
غير أنها وبعد متابعتها لبرامج الطبخ عبر الفضائيات باتت تعد أطباقا شهية ومتنوعة وعلى رأسها الطبق الذي يحبذه زوجها وأطفالها الدجاج بالكريما.
اليوم تتمتع أم عون بمهارة عالية في إعداد الوجبات، منها ما هو تقليدي وبعضها من مطابخ عالمية.
تنوه السعدي إلى أن قنوات الطبخ المتخصصة "تلعب دورا إيجابيا وأساسيا في تقديم خبرات جديدة وتعليم مهارات الطبخ لربات المنازل والسيدات العاملات اللواتي لا يجدن الوقت الكافي لإعداد وجبة صحية".
من جهته يعزو الاختصاصي الاجتماعي د. محمد جريبيع الانتشار الكبير والإقبال على مثل هذه البرنامج، إلى التحولات الاجتماعية الثقافية التي تعتمد على التخصصية المرتبطة بتفضيلات الفرد لمثل هذه القنوات، منوها إلى أن هذه التخصصية سمحت بانتقال الأدوار التقليدية للأسرة من الأم إلى مؤسسات إعلامية تتسم بالشمولية وتعمل على توحيد الذائقة، أي جعل الطعام من عوامل عولمة الإنسان.
والطعام برأيه "جزء من فلسفة العولمة القائمة على الحس في الحياة اليومية"، مبينا أن الأشياء التي يشعر بها الفرد ويتلذذها "تعد جزءا من منظومة القيم الفردية التي بدأت تسود".
الحاجة أم عبادة من المعجبات والمتابعات لقنوات الطبخ، حيث ساعدته تلك البرامج على إضافة خبرات جديدة لما تعرفه في هذا الفن "أجد نفسي احيانا في مسابقة مع مقدم البرنامج في إعداد طبق أشهى".
وتجد فريال القاسم في هذه القنوات "سحرا خاصا"، وتدفعها برامج الطبخ لتحضير سفرة متنوعة ومبتكرة بشكل يومي، خصوصا عند إقامة الولائم، مشيرة إلى أنها أصبحت تجيد أطباقا من مطابخ عالمية بعيدة عن الأكلات التقليدية التي تطهى يوميا في الكثير من البيوت.
وتزيد القاسم "ادخلت في قاموس الطبخ خاصتي أطباقا مغربية مثل "الطاجن"، مؤكدة أن هذه القنوات عرفتها على الآلات الحديثة في تجهيزات المطبخ كالعجانة وافران خاصة وقوالب للحلويات وفوائد البهارت وكيفية إعداد أطباق صحية ورغبتها بأنواع مختلفة من الخضراوات.
من جانبه يرى الاستشاري الاسري احمد عبد الله أن هذه القنوات التعليمية في إتقان مهارة الطبخ، خصوصا لمن لا تتقنها، تنعكس "ايجابيا على الحياة الأسرية التي يكون الملل قد تسلل إليها، فتأتي كمنقذ عبر إعداد وجبات مختلفة تضفي تنوعا جديدا".
غير أن عبدالله يرى أن بعض هذه القنوات والطبخات "تحتاج إلى ميزانية محددة"، لاسيما أن الأسر العربية "لا تتوفر لديها متطلبات هذه الطبخات بشكل معتاد لذلك تجد بعض العائلات ان تطبيقها قد يكون مكلفا جدا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com