د.نايف ارشيدات
اختصاصي الطب النفسي (العلاج السلوكي )
يعد فقدان الذاكرة النفسي من اهم الحيل الدفاعية اللاشعورية التي يلجأ اليها الانسان عند مواجهة الشدائد ، وفقدان الذاكرة عملية نشيطة لا يقصد بها مجرد النسيان ، واعدة ما يفقد المريض ذاكرته فجأة ، واحيانا يستمر ذلك لمدة ساعات او ايام او شهور . وقد يتصرف اثناء هذه الفترة كأي انسان سوي الا انه فاقد الذاكرة بالنسبة لبعض الاحداث .
ومن الامثلة على ذلك حالة احد المرضى الذي كان يعمل بتهريب بعض البضائع من بلد الى اخر ، وبعد تسليمه كل المواد التي وضع فيها كل ثروته الى احد زملائه في العمل اختفى هذا الزميل . فلم يستطع المريض تحمل الصدمة . ففقد الذاكرة لكل الاحداث السابقة وكذلك اسمه .
وكثيرا ما يقبض رجال الشرطة على المتشردين في الشوارع ، وبسؤالهم عن احوالهم لا يتذكرون اي شيء ، بل ويعلنون انهم لا يتذكرون حتى اسماءهم ، وهنا يعتقد البعض انهم يدعون المرض اذ لا يعقل ان ينسى فرد اسمه وتبدأ معاملتهم بالقسوة والغلظة دون جدوى .
ويختلف فقدان الذاكرة الهستيري عن الامراض العضوية في ان المريض بالهستيريا يتذكر كل ما حدث ما عدا فترة معينة من حياته ، اما المريض مثلا بعته الشيخوخة فيتذكر الماضي ، لكنه لا يستطيع ان يختزن المعلومات الحديثة او ما فعله بالامس او ما تناوله في طعام الفطور ، ولهذا فهو يتكلم دائما عن ايام الماضي لانه لا يتذكر ايام الحاضر ، اما فقدان الذاكرة الذي يصحب ارتجاج الدماغ او النوبات الصرعية فعادة ما يكون للفترة السابقة للحادث فقط
المشاركات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق