الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

التعامل مع الخيبات يتطلب عزما وشجاعة

الرغبة في العيش والسعادة هما أهم دافع للتخلص من قيود الماضي وألمه - (أرشيفية)

إسراء الردايدة

عمان- أخطاء الأمس لا يمكن تغييرها، ولوم الذات وجلدها لن يعيد الأمور الى سابق عهدها، فلم التشبث بكل ما فات وتمضية الوقت بندب الحظ والبكاء على الأطلال فيما يمكن التطلع لغد افضل وامل اكبر؟

 شهور واعوام تمضي، والبعض عالق في الماضي، والقصص المرتبطة بالألم ما تزال حية، ويبقى الدافع نحو الحزن والوحدة.
والمرء يمكنه ان يعتاد المعاناة وبالتالي يشعر بالفراغ بدون هذا الشعور الأليم، فلا يستطيع المضي قدما، وهذا أمر مؤسف.
ويكون بالنسبة لهؤلاء القاء اللوم وتوجيه أصابع الاتهام لكل من حولهم هو طريقتهم في التعامل مع الامور والنتيجة الشعور ببؤس أكبر وانغلاق على النفس، فيما الخبرات والحياة وكل شيء يتوقف.
فكيف يمكن التغيير وكيف يمكن الخروج من تلك الحالة؟ ويرى الخبراء ان ذلك ممكن في حال عقد العزم على التخلي عن كل هذا، والمضي قدما، وصولا بالتغيير الجذري لكافة النواحي السلبية، واستبدالها بذراعين مفتوحتين.
وللتخلص من الماضي والارتباط به والتقدم نحو الأمام بحسب موقع abundancetapestry، يتطلب ذلك شجاعة كبيرة للخروج من هذه الحالة التي استغرقت وقتا من الحياة، وتبدأ بالتوصل لتفاهم مع الماضي بمعنى أن ما حصل آنذاك لا يعني أنك شرير أو سيئ، فارتكاب الخطأ أمر طبيعي لكوننا بشرا.
ولكن هذا لا يعني تطبيق أحكام قاسية على النفس وإنزال العقوبة فيها وتقويض الشخصية ونكران الذات وفقدان الثقة بالنفس، فما حصل امر طبيعي ويجب ادراك هذا، والجميع يرتكب أخطاء، ولكن السلبية في التعامل معها هي ما يتركنا عالقين هناك.
ومن هنا، فإن العواطف السلبية، هي التي تعزز الشعور باللوم والوحدة والتعب والرغبة في الانزواء والغضب والشعور بالأسف على الذات، ولكن يمكن تغييرها حين نصبح قادرين على المغفرة والعفو.
 فحين نتوقف عن لوم أنفسنا ومن حولنا، نبدأ بالسير على الطريق الصحيح في تحرير أنفسنا من القيد، ونتخلص من ذلك العبء المليء بالحقد والضغينة أولا، وتكشف الغمامة السوداء عن عيوننا، فنرى الأمور على حقيقتها، وفي ذلك يمكن النقاش وحتى الاعتذار ربما، وإن لم يجد ذلك نفعا، ولكنه بادرة تدل على أننا تجاوزنا ذلك الحصن المؤلم.
وتتحقق الحرية أيضا من خلال التوقف عن التفكير بالأمور الصغيرة وتفاصيلها برغم أهميتها، فهي تمنعنا من رؤية الصورة الأهم والأكبر، التي تشمل الروح والأمل والحياة والنظر إلى الأمام وإلى من حولنا وعلاقاتنا والمضي قدما لا يعني التخلي عن كرامتنا، ولكن طريق القوة لإثبات أننا ما نزال نحن ولم نتغير ولم نفقد تلك الروح التي اعتادت أن تجعلنا مميزين عمن حولنا. يعتمد ذلك على قدرتنا في توجيه أفكارنا، بمساعدة من حولنا بإيجابية، واتخاذ قرارات مستقبلية وأهداف نريد تحقيقها، وفي نفس الوقت الاعتبار مما سبق لرؤية علامات نفس الأخطاء وتمييزها. وهذا يساعدنا على تصحيح الأمور وتفادي الكثير من المشقة والألم لاحقا.
هذه الطرق تعتمد على الفرد نفسه واستعداده، إذ إن الرغبة في العيش والسعادة هما أهم دافع للتخلص من قيود الماضي وألمه والقدرة على فتح صفحة جديدة ومجرد الرغبة بهذا تتطلب شجاعة كبيرة، وهذا يثبت أن صاحبها ليس شخصا انهزاميا كما كان حين عزل نفسه في بئر أحزان الماضي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com