الجمعة، 13 سبتمبر 2013

تقلبات مزاجية تصاحب أشخاصا مع اقتراب "الخريف"

بعض الأشخاص لديهم قابيلة للتأقلم مع الأجواء المتقلبة - (ارشيفية)

تغريد السعايدة

عمان- مع اقتراب فصل الخريف، وبدء تغير الحالة الجوية، يتسلل الاكتئاب والشعور بالحزن لدى لين منصور (27 عاما)، فمشاعرها المتضاربة تُشعرها بالحاجة إلى الهروب من تلك الأجواء من خلال "المكوث في البيت والنوم لساعات أطول من المعتاد".
وتقول منصور إنها تشعر أن فصل الخريف يحمل في ثناياه الكثير من البرد الذي يتسلل خلسة إلى البيوت الدافئة بعد أشهر من الشمس والحرارة التي أعطتها الطاقة ومتعة الخروج من المنزل برفقة صديقاتها وعائلتها، إلا أن أجواء الخريف المتقلبة لا تدع لها "فرصة كافية حتى للتفكير في الخروج".
وتوضح دراسات علم الفلك والمناخ أن ما يُسمى بالاعتدال الخريفي يبدأ فعلياً في الثالث والعشرين من شهر أيلول (سبتمبر) من كل عام، إلا أن أجواء الخريف بشكل عام عادةً ما تبدأ مع بدايات شهر أيلول. وللأمثال نصيب في الحديث عن شهر أيلول، ومن ذلك مثل "أيلول طرفه مبلول"، ومن هنا يبدأ فصل الشتاء بالحلول، وتظهر أعراض الاكتئاب وقصر النهار بالظهور تدريجياً على بعض الناس، وتغيب عن ساحات البيوت الجلسات الخارجية.
من جهتها تعتقد خبيرة الطاقة لمياء حجازي أن لكل فصل أجواءه الخاصة التي قد تختلف فيها مشاعر الإنسان من شخص لآخر، بيد أن الكثير من الأفراد يشعرون بنوع من السلبية في مجريات حياتهم اليومية مع قدوم فصل الخريف الذي يتزامن مع اختلاف في الطقس وميولة للبرودة وتساقط الأوراق وغيرها من المظاهر.
وتؤكد حجازي أن الكثير من المعطيات التي تحيط بالإنسان قد يكون لها دور في تراكم الطاقة السلبية عليه، ومثال على ذلك أثاث المنزل الذي قد يساهم ترتيبه وألوانه بتقلب الحالة المزاجية، بالإضافة إلى المنزل ذاته، ففي حال كان واسعاً ومطلاً وتدخله الشمس يتأثر بالطاقة الإيجابية أكثر، بينما في حال كان بيتا صغيراً وتحت مستوى سطح الأرض فإنه بالتأكيد سيكون ذا تأثير سلبي على الساكنين. 
ولا يختلف الحال لدى سماح نايف التي تشعر فعلياً بحالة من الاكتئاب التي ترافقها منذ بداية التقلبات الجوية نحو فصل الخريف، والتي سرعان ما تزول مع دخول فصل الشتاء، وتبرر ذلك بـ "عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي في تحركات حياتها اليومية"، فإحساسها بالدفء خلال وقت الظهيرة والبرد ليلاً هو السبب في التقلبات لديها.
وتؤكد نايف أنها ترى أن الكثير من صديقاتها لديهن ذات الشعور مع بداية فصل الخريف، وتعتقد أحياناً أنها قد تكون تأثرت بآرائهن وحديثهن عن أجواء الخريف وحالة الاكتئاب التي تصيبهن مع إطلالة الخريف "الحزينة"، على حد تعبيرها.
اختصاصي علم النفس السلوكي الدكتور خليل أبو زناد يرى أن الاكتئاب هو أحد أمراض العصر الذي يعاني منه الكثير من الأشخاص، ويتمثل عادةً بحالة من الخمول والكسل، ويرافقه الاحباط، ويسمى هذا "باكتئاب الخريف"، وهي حالة مؤقتة تزول بعد فترة قليلة، ويكون عند كلا الجنسين.
أما آلاء محمود (25 عاماً) وهي متزوجة ولديها مولود صغير، فتكره حتى الحديث عن الخريف كونه يسبب لها الحزن، وتقول "أشعر أن كل الأحداث السيئة في حياتي حصلت خلال أشهر الخريف"، لذلك ما إن يحل فصل الخريف تحاول أن تشغل نفسها بطفلها علها تجد مهرباً من الملل القاتل الذي يصاحبه الاكتئاب.
إلا ان جمانة ربيع تخالف تلك الآراء التي تتعلق بالخريف، وتقول إنه ومع بداية الخريف ويليه فصل الشتاء تشعر بالراحة والسكينة وتحبذ الجلوس في البيت بجلسات عائلية جميلة، يتخللها الحديث العائلي والأكلات الشتوية "اللذيذة".
وتعتقد ربيع ان بعض الأشخاص الذين يشعرون بالاكتئاب في فصل الخريف عادةً ما يتخلصون من هذه الحالة في بداية فصل الشتاء والاستقرار النفسي والبيتي، وقد يشعر البعض بحالات من الملل والحزن نظراً لطبيعة الأجواء "الغائمة والمتقلبة في الطقس وتغيير نظام الحياة".
وفي ذلك، تؤكد حجازي أن بعض الأشخاص قد يجدون في فصل الخريف فرصة لبداية فصل الشتاء والخلود للراحة والسكون في البيت، وبعضهم يرى فيه أجواء "رومانسية"، وذلك يعود لشخصية الإنسان. وتوضح أن "بعض الأشخاص لديهم قابيلة للتأقلم مع الأجواء المتقلبة ويجيرونها لصالحهم" وبالكيفية التي تساعدهم على قضاء أوقات ممتعة، سواء خارج أو داخل البيت، بيد أن آخرين تكون شخصيتهم قابلة للحزن والاكتئاب متأثرة بالظروف المحيطة بشكل عام ومنها الأجواء.
وبحسب أبو زناد فإن فترة الخريف تأتي بعد فترة طويلة من الصيف والعطلة الصيفية التي يقضي فيها الناس وقتا كافيا من المتعة والإجازة الطويلة، وعادةً ما تكون مسلية وتتسم بالوقت الطويل، ويرتبط الخريف بأذهان الجميع بمرحلة العودة إلى المدرسة والعمل، وبالتالي قد يسبب ذلك الاكتئاب لفترة من الوقت.
وتنوه حجازي إلى ان الأشخاص الذين يقيمون في منازل قريبة من أعمدة الكهرباء ذات الضغط العالي قد يكون لها سبب في امتصاصهم للطاقة السلبية المنبعثة من ذلك، إذ إن السيلان الكبير لموجات الكهرباء قد تصدر عنه طاقة سلبية تتحول فيما بعد إلى "اكتئاب قد يتصاحب مع فصل الخريف".
وتنصح حجازي الأفراد الذين يشعرون بأن لديهم طاقة سلبية خلال هذه الفترة بأن يقوموا بتغير مواقع الأشياء في المنزل، والتخلص من كل ما قد يسبب نوعاً من "الكركبة"، والتي عادةً ما تسبب نوعا من الانزعاج والسلبية، ويشعر الإنسان وكأنها عبء ثقيل يزيد من المعاناة "النفسية"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com