الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

آلام الظهر مشكلة شائعة يمكن التغلب عليها بسبع خطوات

اختصاصي تقويم العظام و جراحة العمود الفقري د. كينيث هانسيراج - (تصوير: ساهر قدارة)

مريم  نصر
عمان- آلام الظهر وأمراضها من أكثر المشكلات شيوعا في العالم، إذ يعاني نحو 80 % من العالم من نوع ما من آلام الظهر، وبحسب اختصاصي تقويم العظام و جراحة العمود الفقري في بوغكيبسي  نيويورك  د. كينيث هانسيراج، مؤلف كتاب "مفاتيح لـ حياة مذهلة: أسرار العمود الفقري العنقي"، فإن الأردنيون ينفقون ما معدله 2 مليون دولار في العام على أمراض الظهر.
ويبين هانسيراج في لقاء مع "الغد" أن المرء يستطيع علاج أو حتى تجنب آلام الظهر والجراحة من خلال اتخاذ بعض الخطوات الوقائية اليومية. ويقول "مشاكل العمود الفقري قد تبدأ منذ سن مبكرة جدا أو متأخرة جدا".
ويميل الإنسان بحسب هانسيراج الى نسيان العمود الفقري وعدم الاهتمام بصحتها، فالعمود الفقري هو جزء من الجهاز العصبي المركزي، جنبا إلى جنب مع الدماغ، وتعتمد على الجهاز العصبي المحيطي: الملايين من الأعصاب التي ترسل رسائل إلى الدماغ التي تتحكم في وظائف الجسم.
وعدم الاهتمام بالعمود الفقري يعطل أنظمة الجسم بأكمله الأمر الذي يسبب مجموعة من القضايا الصحية غير مرحب بها مثل الألم، والخدر، وضعف في الذراعين والساقين والتنفس واختلال في وظائف الجسم كالهضم و ضعف السيطرة على الأمعاء والمثانة.
وهذه الحقائق دفعت هانسيراج الى تأليف كتاب بعنوان "مفاتيح لـ حياة مذهلة: أسرار العمود الفقري العنقي" حقق مبيعات قياسية في العالم، وحولها يقول هانسيراج "أردت للناس أن يتعلموا كيف يحافظون على صحة عمودهم الفقري بطريقة سلسلة"، واستغرق هانسيراج أربعة أعوام في كتابة كتابه حيث قام باسشارة نخبة من الاطباء في الولايات المتحدة حول المعلومات التي وردت في كتابة.  ويتميز الكتاب بطباعته الأنيقة وصوره الواضحة وطريقة الكتابة السلسة والممتعة.
ويقول هانسيراج إن كتابه يضم نصائح يمكن للجميع اتباعها سواء أولئك الذين خضعوا لعمليات جراحة العمود الفقري أو الذين يعانون من الالم أو الاصحاء كنوع من التقوية والوقاية.
ولعل أهم ما يمكن أن يفعله المرء لعموده الفقري هو ان يقف وقفة سليمة ويجلس جلوسا سليما، ويقول "جميعنا نذكر كيف كانت أمهاتنا يشددن علينا بأن نشد الظهر جيدا ولا نرخيها للأمام أو الخلف، وهذا ما يجب أن نستمر عليه دائما لكي نحافظ على سلامة العمود الفقري".
والوقفة السليمة تعني أن تكون الأذنان بموازاة الكتفين فهذه الوقفة تخفف من الضغط على العمود الفقري، كما أن للوقفة السليمة فوائد الصحة أخرى، إذ وجد باحثون من جامعة ولاية سان فرانسيسكو وجود صلة بين الوقوف غير السليم والاكتئاب، والعديد من الخبراء يعتقدون أن الوقوف غير السليم مرتبط بزيادة الوزن وحرقة المعدة والصداع النصفي والقلق وأمراض الجهاز التنفسي. الوقوف السليم يجعل المرء يبدو أطولا ويمكنه من التنفس بعمق، لتحسين نوعية الحياة وزيادة الطاقة مع تعزيز الأداء البشري.
والخطوة الثانية التي يجب القيام بها هي التنفس العميق من البطن، ويقول "ضع يديك على منطقة البطن واشعر بحركات البطن وانت تقوم بعمليات الشهيق والزفير "ويجب القيام بذلك كثيرا خلال اليوم، وهو امر سيعود بالنفع على العمود الفقري بشكل عام. التنفس العميق يمكن الأعصاب في العمود الفقري على التحرك داخل قنوات العمود الفقري، مما يقلل الألم ويعطي شعورا بالصحة.
ويوضح هانسيراج أن تمارين بسيطة يمكن القيام بها لتقوية المفاصل والجسد ما يؤثر ايجابا على صحة العمود الفقري، ووفق الكلية الأميركية للطب الرياضي، فإن ممارسة الرياضة هو علاج للأمراض.
ويقول هانسيراج "10 دقائق فقط في اليوم الواحد هو كل ما يحتاجه المرء لأداء بعض تمارين تقوية العمود الفقري". ومن هذه التمرينات تمارين إطالة العنق، بما في ذلك تمارين الانحناء للأمام والخلف والجنبين مع تحريك اليدين والخصر جيدا للحفاظ على سلامة المفاصل في العمود الفقري، ويقول  "المفاصل اذا بقيت فترة طويلة من دون ان تتحرك جيدا تصاب بالتيبس ويشعر عندها المرء بالألم وصعوبة الحركة".
ويمكن استخدام الاوزان الخفيفة مع التمارين أو يمكن القيام بتمارين اليوغا والبيلاتس والقيام بتمرينات الضغط وكلها تقوي المفاصل والعضلات المحيطة بالعمود الفقري ما يخفف الضغط عنها ويشعر المرء بصحة أفضل.
ويقول هانسيراج "إن ما يأكله المرء يمكن أن يؤثر مباشرة على العمود الفقري" موضحا ان قلة قليلة تعرف هذه الحقيقة بأن ما نأكله له دور في صحة العمود الفقري فالغذاء المتوازن الذي يحتوي على كل العناصر مع الاكثار من الخضراوات والفواكه وهو امر مثالي للقيام به لبناء الجسم والعضلات التي تدعم العمود الفقري. كما ينصح هانسيراج   تناول بعض من المكملات الغذائية مثل فيتامين بي وأوميغا S3 لأنها تسهم في تخفيف الم أعصاب العمود الفقري.
وينصح هانسيراج أن يتعرض المرء لأشعة الشمس كل يوم، ويقول "صدقوا أو لا تصدقوا، فأشعة الشمس لها تأثير سحري على الجسم، بما في ذلك العمود الفقري، فالأشعة تنشط الجسم، علاوة على ذلك، أشعة الشمس تمنح المرء فيتامين D، وهو مطلوب من أجل عظام قوية، بما في ذلك العمود الفقري، و يتم تصنيعها في الجسم من خلال التعرض للشمس. حاول قضاء 10 إلى 20 دقيقة في ضوء الشمس يوميا".
ويجب بحسب هانسيراج إيلاء الاهتمام بكيفية ومدة النوم فالدراسات تشير إلى أن النوم غير الكافي يسبب مشاكل الرقبة ومشاكل الظهر. فمن المهم الحصول على كمية كافية من النوم (بين ست إلى ثماني ساعات يوميا) وهذه الفترة كافية لجعل العمود الفقري يسترخي. ويقول إن الوضعية المناسبة للنوم هي على الجنب مع اختيار الفرشة والوسادة المناسبتين، وأن ينام المرء في غرفة معتمة مهوية مع ضرورة تجنب وجود الأجهزة الإلكترونية في وقت النوم.
ويقول هانسيراج أهم ما يمكن القيام به هو التأمل فهو يعيد للمرء اليقظة ويحسن المزاج، ويزيد الإنتاجية ويطيل أمد الحياة، ناهيك عن الآثار الإيجابية التي يجلبها التأمل للعمود الفقري فالمرء عندما يجري جلسات التأمل يبدأ بالتركيز على جوهره ويقف مستقيما ويتنفس بعمق وكلها أشياء تحسن من الصحة العامة وصحة العمود الفقري. ويمكن القيام بالتأمل في أي مكان وأي وقت كل ما يحتاجه المرء هو أن يصفي ذهنه ويتنفس ويركز على ذاته.
ويقول هانسيراج يمكن ايضا الاستفادة من التطبيقات المتوفرة في الاجهزة الذكية مثل تطبيق healthy back workouts  وغيرها من التطبيقات التي تعطي المرء فكرة عن التمرينات التي يمكن القيام بها وهي مناسبة للجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com