الثلاثاء، 21 مايو 2013

إسطنبول مدينة تجمع بين سحر الشرق والغرب



طلال غنيمات
عمان- في المدينة الوحيدة في العالم التي بنيت في قارتين، وتحديدا على شواطئ مضيق إسطنبول حيث تختلط مياه البحر الأسود بمياه بحر مرمرة والقرن الذهبي، وفي مكان يجمع بين سحر الشرق والغرب تتربع العاصمة التركية إسطنبول، الحامية لبقايا ثلاث إمبراطوريات اتخذت جميعها منها عاصمة لها، وهي مدينة تصل الشرق بالغرب كما تصل الماضي الجميل بالحاضر المزدهر.
وتعد تركيا من أكثر الأماكن السياحية التي يتوجه لها الأردنيون عندما يقررون الترويح عن أنفسهم وقضاء رحلة استجمام تجمع بين المتعة والراحة والمعرفة عن كنوز هذه المنطقة الأثرية الزاخرة.
وكانت تركيا؛ وخصوصا إسطنبول مؤخرا، وجهة مجموعة من الإعلاميين الذين ضمتهم ورشة عمل نظمها أصحاب المكاتب السياحية الأردنية "باكير تور" و"وبور تور"، ونظمت على هامشها زيارات لمعظم المرافق السياحية والأثرية والبحار.
وخلال ورشة العمل التي عقدت في مقر إقامة الإعلاميين في منطقة إسطنبول الآسيوية، أكد رئيس مجلس "باكير تور" محمد باكير، متانة العلاقات بين الأردن وتركيا، مبينا أن ازدياد عدد السياح الأردنيين إلى تركيا دليل واضح على قوة العلاقة بين البلدين.
من جهته، أكد مدير جمعية وكلاء المكاتب السياحية محمد القواسمي، في كلمة له، ضرورة أن يكون هناك تبادل سياحي بين الأردن وتركيا.
وحضر الورشة العديد من أصحاب المكاتب السياحية في الأردن وفلسطين وماجدة النمري ممثلة عن وزارة السياحة والآثار، بالإضافة إلى كافة ممثلي القطاع السياحي ومديري الدوائر الحكومية المعنية بالسياحة في تركيا.
وخلال الرحلة، رافق الإعلاميين الدليل السياحي سليمان الذي يتقن اللغة العربية؛ حيث قام بتعريف الزوار بالأماكن الأثرية والسياحية كافة، وقدم لهم شرحا مفصلا عنها منذ نشأتها وما حدث لها من تغيرات حتى يومنا هذا.
وإسطنبول ليست مدينة تاريخية فحسب، بل هي مدينة عظيمة وفاتنة تنبض بالحيوية، فإلى جانب المشهد الذي لم يتغير لقببها ومآذنها هناك نشاط مستمر وحركة لا تتوقف للناس فيها، وتملأ سماءها أصوات السيارات التي تعج بها الطرق القديمة المرصوفة بالحصى، كما وتتعالى أصوات الباعة في الشوارع، وتختلط بأصوات السفن في الميناء المليء بالحركة.
ويقع جزء من إسطنبول في القارة الأوروبية، التي تكثر فيها الأسواق مثل أسواق منطقة التقسيم وعصمان بيه وغيرها، بالإضافة إلى الآثار القديمة، مثل مسجد ايا صوفيا، والذي يعد روعة في الجمال، حيث كان في بدايته عبارة عن كنيسة، ثم تم تحويلها في عهد الدولة العثمانية إلى مسجد، بالإضافة إلى جامع السلطان سليمان، الذي يعد من أروع الأمثلة المعمارية في التاريخ، بالإضافة إلى السوق المصري الذي يوجد فيه كل ما يحتاجه الزائر.
ومن الأماكن التي يجب على من يتوجه برحلة إلى تركيا زيارتها؛ بحر البسفور، الذي يفصل بين كل من إسطنبول الأوروبية والآسيوية، وذلك من خلال رحلة بالباخرة تستمر قرابة ساعة ونصف، حيث يستمتع السائح خلال الرحلة برؤية أهم المواقع السياحية والأثرية، سواء على الجانب الأوروبي أو الآسيوي من القلاع والقصور والبيوت القديمة والحدائق والغابات الجميلة.
كما أن الرحلة إلى جزر الأميرات بالعبّارة، أسرت الزوار؛ إذ تم التجوال في هذه الجزر من خلال ركوب "الحنطور"، وهي عربة تجرها الخيول، حيث لا يوجد في الجزر مركبات باستثناء المركبات المستخدمة في جمع النفايات.
أما إسطنبول في الجزء الآسيوي، فهي هادئة وتعد الأرقى والأجمل وأكبر مساحة من الجزء الأوروبي، ففيها الشواطئ الرائعة الممتدة على طول بحر البسفور، بالإضافة إلى السوق البغدادي والحدائق العامة التي توجد فيها وسائل الترفية كافة من ملاعب لكرة القدم والسلة وألعاب الأطفال، بالإضافة إلى توفر أجهزة اللياقة البدنية بكل أنواعها، بالإضافة إلى البيوت البحرية.
وتمتاز إسطنبول الآسيوية بالهدوء الأخاذ، نتيجة عدم وجود ازدحامات مرورية أو ازدحامات في الأسواق، على العكس مما هو حاصل في إسطنبول الأوروبية المفعمة بالحيوية والنشاط.
ويشار إلى أن منظر إسطنبول أجمل ما يكون من منطقة سالاكا؛ أولى مناطق اسطنبول الآسيوية المتاخمة لبحر البوسفور، كما ويقال أيضاً إنها تظهر بحلة مختلفة عن التي سبقتها وقت الغروب؛ حيث تجد أهل المدينة وكذلك زوارها يتناولون الشاي في حدائقها العامة الجميلة أو يقومون بالمشي على جوانب شواطئها الجميلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com