الأحد، 19 مايو 2013

كيف يتعامل الأهل مع مرضى متلازمة داون؟



علاء علي عبد عمان- تعد متلازمة داون من أكثر المشاكل الوراثية شيوعا، وهي تنتج لوجود كروموزوم إضافي في كل خلية. سبب الإصابة بهذا المرض غير معروف لغاية الآن، لكن هناك عدة عوامل تلعب دورها في الإصابة بالمرض مثل؛ الاضطرابات الهرمونية والالتهابات الفيروسية والمشاكل المناعية. لكن ورغم دور تلك العوامل في الإصابة بمتلازمة داون إلا أن العامل الرئيس للإصابة به يرتبط بسن الأم.
ففي حال كانت الأم في العشرين من العمر تكون نسبة إنجابها طفلا مصابا بمتلازمة داون تكون 1-1600، بينما لو كانت الأم تبلغ 35 عاما فإن النسبة تصبح 1-365، أما عندما تكون الأم بسن الـ40 فإن النسبة تصبح 1-100.
يعاني المصاب من متلازمة داون من التخلف العقلي البسيط أو المتوسط، أو بطء نمو العقل. فضلا عن هذا فإن المصاب يمكن أن يعاني من مشاكل في القلب والتي تحتاج أحيانا للجراحة. وإلى جانب هذا فإن المصاب قد يعاني من ضعف طفيف في حاستي البصر والسمع، حسبما ذكر موقع "sooperarticles". لكن يجب علينا أن ندرك بأن تلك الأعراض يمكن التعامل معها والسيطرة عليها.
تؤدي ولادة طفل مصاب بمتلازمة داون إلى دخول الوالدين بداية لعالم من المخاوف الذي تحيط به الأسئلة من كل جانب، والمشكلة أن معظم تلك الأسئلة تبقى بلا إجابة. وبالتالي فإن أولى لحظات استقبال الوالدين لطفلهم المصاب بمتلازمة داون تجعلهم يشعرون بالاختلاف عن باقي الناس من حولهم.
يحتاج الطفل المصاب بمتلازمة داون أن يعامل بشكل اعتيادي كباقي أقرانه سواء من ناحية الحب والتربية ليعرف حقوقه وواجباته، فضلا عن هذا فإن الأهل يحتاجون للدعم الكافي من عائلاتهم وأصدقائهم، من خلال عدم إشعارهم بأن طفلهم مختلف لدرجة تجعلهم يرفضون أو على الأقل يتجنبون التعامل معه.
تلعب الأسرة دورا مهما في عملية تلقي أطفالها تعليمهم، لكن هذا الدور يتضاعف عندما يتعلق الأمر بالطفل المصاب بمتلازمة داون وأفضل الطرق لمنحه التعليم الذي يناسبه هي أن تكون من خلال السعي دائما إلى إبراز استقلالية الطفل ومحاولة التركيز على مهاراته الشخصية وتنميتها، فمهما كانت هذه المهارات بسيطة إلا أنها ستكون بمثابة المحفز الذي يشجع الطفل على مواصلة التعلم قدر الإمكان.
يمكن من خلال ما سبق استنتاج الدور الكبير الذي يلعبه الأهل في بناء شخصية أطفالهم وخصوصا الأطفال الذين يعانون من الإصابة بمتلازمة داون، لذا يجب على الوالدين اتباع ما يلي:
· ضرورة عدم تمييز المعاملة بين الطفل المصاب بمتلازمة داون وشقيقه السليم، وعدم إشعاره بالخوف غير المبرر عليه.
· محاولة التأكد قدر الإمكان من حصول الطفل على التعليم المناسب بدون فصله عن باقي الأطفال في سنه.
 · منحه الفرصة للتواصل الاجتماعي الطبيعي مع غيره سواء الأقرباء أو الأصدقاء من خلال السعي لإشراكه في المواضيع التي يطرحونها.
 · اقتنع بضرورة استقلالية طفلك، فمخاوفك الزائدة أكبر منه، لذا دعه يجرب الحياة بنفسه قدر الإمكان فبهذا ستمنحه الفرصة ليستفيد من تجاربه وليتعلم من أخطائه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com