الأحد، 12 مايو 2013

الإثارة العشوائية تنمي الإبداع

صورة

أمينة منصور الحطاب  -  نَصفُ الأمور التي لا يخطط لها ،وتحدث دون تنظيم بالعشوائية،فنقول هذا عشوائي الطبع؛لأنه يعمل ضمن أطرٍ غير منظمة ولا يتسلسل بالعمل وفق منهج منطقي الخصائص علمي الخطوات ، وقد نبالغ قليلاً في توجهاتنا نحو التنظيم ليصل بنا إلى حد الآلية والتعويد ، والنمطية في التفكير ويحكمنا الروتين في أداء المهمات، ونخشى الخروج عن المعتاد ، فنقتل الإبداع داخلنا ونقيد أنفسنا بما هو مألوف، وهذا ما يحدث مع المعلمين بعد الخبرة والتدريب يسيرون وفق خطوات معينة تتلمذوا عليها في التدريس، فلا إبداع ولا تجديد والمخرجُ طلبة تربوا على التلقين ، وأمة أصابها الخمول والتنميط .
من الآليات الإبداعية الجديدة التي تخرجنا عن المألوف الإثارة العشوائية التي تستند على ضرورة تحريك الدماغ واستثارته للخروج عن قوالب سابقة من خلال إيجاد علاقات جديدة بين أشياء لا توجد أصلاَ بينها علاقات.
فما العلاقة مثلاً بين الفراشة والمدير ؟
أو العلاقة بين المعلم والمفتاح ؟
لا توجد علاقات ظاهرة لكن جمع هذه الأشياء معاً يضطرنا للبحث عن روابط وعلاقات قد تنتج أفكاراً جديدة .
إذن نحن نعتمد البحث عن الإثارة، ويفضل أن تكون عشوائية بمعنى غير مقصودة فإذا أردنا أن ننتج أفكاراً عن المعلم فإننا نقدم أي إثارة عشوائية مثل: دبوس، مرآة، كرة، أسد. هذه الكلمات غير مدروسة. ولا علاقة لها بالمعلم. لكن ربطها بالمعلم قد يقودنا إلى أفكار جديدة وعديدة.

 من أين نستمد الكلمات العشوائية ؟
لا يوجد مصادر لتزويدنا بالكلمات العشوائية، فقد نحصل عليها من أي مصدر مثل:
- القاموس: نفتح القاموس عشوائياَ على أية صفحة، وأي سطر، ونأخذ الكلمة التي تظهر أمامنا
- أي كتاب: نفتح الكتاب عشوائياً. ثم نحدد أي سطر ثم أية كلمة وهكذا.
الإثارة العشوائية كإستراتيجة للتدريس
إن الإثارة العشوائية هي استراتيجية لإنتاج أفكار جديدة . ولذلك يمكن أن نستخدمها كمعلمين في عمليات التدريس المختلفة،مثل: تدريس المفاهيم والقيم والاتجاهات ، وفي شرح الأفكار وتوضيحها وفي عمليات التحليل والتركيب وإصدار الأحكام ، وفي عمليات التطبيق والتدريب والتقويم .
= كيف تربط الكلمة العشوائية بموضوعنا ؟
بعد أن نختار الكلمة العشوائية نحاول إيجاد صلات وعلاقات مع موضوعنا، فإذا كنا بصدد البحث عن أفكار حول التعلم الجيد، ونريد استثارة عشوائية لتحريك أفكارنا. وحصلنا على الكلمة العشوائية « بيتزا « فما العلاقة بين التعلم والبيتزا ؟
1- نكتب الكلمتين على بطاقات : التعلم الجيد - البيتزا
2- نطلب من الطلبة تقديم أفكارعن البيتزا
3- نحصل على إجابات مثل :
- طازجة / ساخنة / مبهرة حسب الطلب
- نطلبها ونختارها نحن / تأتي الى المنزل
- شكلها جذاب / مغلفة بعلبة أنيقة
- تحتوي مزيجاً من المواد / سهلة الهضم
4- نطلب من الطلبة إيجاد روابط بين التعلم الجيد وخصائص البيتزا مثل :
- البيتزا طازجة . ما التعلم الطازج ؟
- البيتزا ساخنة . كيف يكون التعلم ساخناً ؟
- البيتزا نختارها نحن . كيف نختار التعلم ؟
وهكذا... نتوصل إلى خصائص جديدة للتعلم الجيد من خلال هذا الربط العشوائي فتقول التعلم الجيد هو :
التعلم الجيد نحن نختاره ، لا يفرض علينا ، تعلم مواد حديثه غير مجمدة ، جذاب يثير دوافعنا ، لذيذ ، أنيق .

  الأمور التي تراعى في الإثارة العشوائية
1- يُخصص وقت للإثارة العشوائية قد لا يزيد عن دقائق ( 3- 5 ). وإلا أحدثت مللا.
2- تُجرى الإثارة في جو جدي. لأن طبيعة النشاط قد تشجع الطلبة على تقديم أفكار مضحكة، أو ساخرة. أو لا علاقة لها بالموضوع.
3- يمكن تقديم عدة إثارات عشوائية وليس إثارة واحدة فإذا أردنا توضيح مفهوم التدريس مثلا، يمكن تقديم عدة إثارات مثل: ( جسر، مرآه، علم، عجين، إذاعة، زبيب، عشب )، ونجد روابط بين التدريس وبين كل منها.
4- يُشجع الطلبة على تقديم إثارات عشوائية خاصة بهم .فلا يجوز فرض الإثارات عليهم ويستحسن تقديم إثارات عشوائية خاصة بهم، وأن تكون محسوسة.
5- لا تقلق إذا لم يجد الطلبة أفكاراً جديدة. فالأفكار الجديدة قد لا توجد دائماً.
6- يفضل الطلبة عادة مثل هذه الإستراتيجيات. فعليك وضع خطة للإفادة منها بين فترة وأخرى. ويمكنك استخدامها لكن لفترة قصيرة .
7- يمكن أن تستخدم هذه الإستراتيجيات فردياً. أو في مجموعات أو أزواجاً أو جماعياً.

Ameeneh@live.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com