الثلاثاء، 28 مايو 2013

(جحا) التونسي في كان كلاسيك

صورة


هدى ابراهيم - فيلم «جحا» للمخرج الفرنسي جان باراتييه الذي عرض بعيدا عن حمى المنافسات ضمن تظاهرة «كان كلاسيك» هو اول عمل سينمائي ينجز في تونس المستقلة العام 1957 وقد رممه المركز السينمائي الفرنسي.
واراد  الفيلم الذي وضع السيناريو الخاص به  جورج شحادة  اعطاء صورة جميلة ومغايرة عن العالم العربي وثقافته.
ففي تلك المرحلة  كانت السينما الفرنسية عن المغرب العربي حافلة بالصور النمطية عن «السكان الاصليين». كذلك اتى تصوير الفيلم مباشرة بعد العدوان الثلاثي على قناة السويس العام 1956 وبينما الاستعمار الفرنسي للجزائر مستمر وهو انتج باموال تونسية وبمساهمة فرنسية.
وكان باراتييه الذي يعتبر صوتا فريدا ومختلفا في السينما الفرنسية قال في مقابلة تعود الى وقت عرض الفيلم في كان «كنت دائما مفتونا بالشخصيات الطبيعية، الناس البسطاء، وحتى المجانين، لشدة ما كانوا يعكسون حقيقة اللاواعي. عبر +جحا+ اردت التعبير عما احببته في العالم العربي».
وكان «جحا» قدم في مهرجان كان العام 1958 على انه فيلم تونسي ونال جائزة افضل اخراج في.
ورمم الفيلم الذي اعتبر ضائعا بفضل جهود ديان باراتييه التي عثرت عليه بالتعاون مع وزارة الثقافة التونسية في استديوهات قمرت.
واكدت ديان باراتييه التي تعد وثائقيا حول عملية ترميم الفيلم، لوكالة فرانس برس ان اباها «كان مهتما بجمال وحكمة الثقافة العربية واراد ان يظهر ذلك في فيلم من صنعه».
وقالت ان الفيلم صور اصلا بالعربية والفرنسية «كان والدي يصور اولا بالفرنسية ثم يصور المشاهد نفسهاباللغة العربية وقد اخترت ان ارمم النسخة الفرنسية لان النسخة العربية تتضمن لغة مختلطة من لهجات المغرب وبالتالي فهي غريبة بعض الشيء».
ويعتبر «جحا» السيناريو الوحيد الذي كتبه جورج شحادة للسينما.
ويمتاز الفيلم الذي يمتد على ساعة وثماني عشرة دقيقة بصورته الرائعة والموسيقى الجميلة والشخصيات العربية الايجابية التي صورها على نحو مغاير لكل افلام المرحلة.
ويروي الفيلم بلغة شاعرية حكايات «جحا» البسيط الفقير والجاهل. لكن رغم ذلك تقع في حبه «فلة» الزوجة الشابة للعالم المسن «تاج العلوم».
ويتميز الفيلم ايضا بانه من بطولة عمر الشريف الذي يؤدي دور «جحا» في احد اول افلامه كما تؤدي كلوديا كاردينال دور وصيفة «فلة» زوجة تاج العلوم بعدما التقاها المخرج على باب المدرسة الثانوية واقنعها بان تؤدي الدور فوافقت بعد امتناع.
وكان يريدها لدور البطولة لكن المنتج اصر على منح البطولة لزينة بوزيان.
وقدم الفيلم في «كان كلاسيك» بحضور كلوديا كاردينال وديان باراتييه وعدد من المخرجين التونسيين.
واعتبر فريد بوغدير الفيلم «درسا في الحرية» وشجع كثيرا من المخرجين التونسيين على انجاز افلامهم. واضاف «لقد اعطانا هذا الفيلم هديتين : هدية النظر الى ثقافتنا بطريقة مغايرة بعيدا عن الاحكام المسبقة وهدية عمل سينما حرة».
وقد قال عنه جان لوك غودار العام 1959 في مقالة كتبها «انه فيلم لا يمكن انتقاده، لقد تعدى فيه باراتييه  اقصى الصراحة».
وقتها كتب ايضا بيار بيلار في «نوفيل اوبسرفاتور»، «جاك باراتييه مع فيلمه +جحا+ اكثر من يشرف السينما الفرنسية لقد عرف بشكل ذكي جدا كيف يتكئ على نص رائع لشحادة ... الفيلم ينتقل من المضحك الى التراجيدي من البداية الى النهاية. الشعر هنا ينبض ويشرفنا». (ا ف ب)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com